عواصم - (وكالات): استشهد 16 فلسطينياً وأصيب 150 في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة من تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية “عمود السحاب” العسكرية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعلنت حركة “حماس” رفضها لأي حديث عن التهدئة مع إسرائيل، معتبرة أن “التهدئة في هذا الوقت ستكون خديعة بهدف استمرار التصعيد”، بينما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن “إسرائيل لا تستطيع أن تقهر قطاع غزة”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “تل أبيب ستقوم بأي عمل ضروري للدفاع عن نفسها. وأكدت واشنطن ولندن “دعمهما لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد “حماس”“، محملتين الحركة “مسؤولية التصعيد”، في حين اعتبرت روسيا أن “الغارات الإسرائيلية رد غير متكافئ ضد الفصائل الفلسطينية”. وأجمعت ردود الفعل في العالم العربي على إدانة إسرائيل. وأعلن الرئيس المصري محمد مرسي أن “العدوان” الإسرائيلي على غزة “لا يمكن أن نقبله”. وطلبت القاهرة من واشنطن أن تتدخل “فوراً” لوقف غارات إسرائيل.
وقال الناطق الرسمي باسم حماس طاهر النونو إن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل سيزور قطاع غزة اليوم. وفي وقت لاحق، أكد مصدر طبي فلسطيني أن الرضيعة حنين طافش البالغة من العمر 10 أشهر استشهدت متأثرة بجروح أصيبت بها في غارة نفذتها مقاتلة حربية إسرائيلية على حي الزيتون شرق مدينة غزة، لترتفع بذلك إلى 16 قتيلاً فلسطينياً حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي. وقال المصدر إنه باستشهاد الرضيعة تصبح الحصيلة “16 شهيداً بينهم 4 أطفال وسيدة حامل ورجلان مسنان و150 جريحاً بينهم 20 في حالة خطيرة أو حرجة”. واستشهد مسن فلسطيني في غارة على بيت لاهيا شمال القطاع بينما توفي الطفل وليد محمود العبادلة جراء إصابته في غارة على خانيونس.
كما استشهد 5 ناشطين فلسطينيين من كتائب القسام في غارات على خان يونس، ومخيم جباليا.
واغتالت إسرائيل أحمد الجعبري القيادي البارز في كتائب القسام في غارة على قطاع غزة.
والجعبري الذي استشهد مع مرافقه محمد الهمص في غارة جوية، هو أهم قائد عسكري فلسطيني يتم اغتياله منذ نهاية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة بداية 2009. وشارك آلاف الفلسطينيين في جنازة غاضبة لتشييع جثمان القائد العسكري الكبير، وسط هتافات تدعو للثأر لاغتياله.
وكشف معلقون فلسطينيون أن قرار اغتيال الجعبري اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، لكن تم التمويه عليه “بعملية تضليل إعلامي بمشاركة مسؤولين عسكريين وأمنيين وحتى وزراء كبار”. من ناحية أخرى، قتل 3 إسرائيليين وأصيب 4 في انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط على منزل في بلدة كريات مالاخي جنوب الأراضي المحتلة، كما أفادت الشرطة الإسرائيلية .
وتبنت كتائب عز الدين القسام إطلاق الصاروخ.
وأكد وزير التعليم جدعون ساعر المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “لم يتم اتخاذ أي قرار بخصوص إطلاق عملية برية ضد قطاع غزة”.
وأطلقت صواريخ من قطاع غزة بشكل مستمر على مدن أسدود وعسقلان وجان يفني وكريات جات وبئر السبع التي تبعد 40 كيلومتراً عن القطاع مما أوقع أضراراً. وأعلنت مدارس البلدات الجنوبية في الأراضي المحتلة توقيف الدراسة وطلبت وزارة الجبهة الداخلية من السكان البقاء بالقرب من الملاجئ وتجنب أي تجمعات حتى إشعار آخر. وفي وقت لاحق، سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة مساء أمس في البحر جنوب تل أبيب. وقالت تقارير إن “الصاروخ سقط في المياه قبالة يافا” بينما أكدت الشرطة الإسرائيلية إطلاق صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب. وعلى الأثر تبنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إطلاق الصاروخ.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنها المرة الأولى التي يطلق فيها صاروخ باتجاه تل أبيب منذ حرب الخليج عام 1991 عندما أطلقت عليها صواريخ “سكود” العراقية. وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواجد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب عندما دوّت صافرات الإنذار في المدينة وتم إخلاؤه إلى مكان آمن قبيل سماع انفجار الصاروخ. ووافق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على استدعاء 30 ألف جندي احتياط قد يتم استدعاؤهم في أي وقت. من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن “هذا العدو ضعيف لا يقهر غزة، نحن الذين سنردعهم. إسرائيل كيان غاصب لا يردع أصحاب الأرض الحقيقيين”.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب ستقوم “بأي عمل ضروري” للدفاع عن نفسها. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب إن إسرائيل “ستواصل القيام بأي عمل ضروري للدفاع عن مواطنينا”. أعلنت حركة حماس رفضها لأي حديث عن التهدئة مع إسرائيل، معتبرة أن التهدئة في هذا الوقت ستكون “خديعة” بهدف استمرار التصعيد.
سياسياً، أكدت واشنطن ولندن بوضوح دعمهما لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس محملتين الحركة مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، في حين اعتبرت روسيا أن الغارات الإسرائيلية رد “غير متكافئ” على إطلاق الصواريخ من جانب فصائل المقاومة. في المقابل، أجمعت ردود الفعل في العالم العربي.وأعلن البيت الأبيض أن أوباما ونتنياهو “متوافقان على وجوب أن توقف حماس هجماتها على إسرائيل للسماح باحتواء الوضع”.
وأعلن الرئيس المصري محمد مرسي أن “العدوان” الإسرائيلي على غزة “لا يمكن أن نقبله”، وذلك غداة استدعائه سفير مصر في إسرائيل احتجاجاً.
وطلبت القاهرة من الولايات المتحدة أن تتدخل “فوراً” لدى إسرائيل لوقف غاراتها الجوية.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أن “وفداً رفيع المستوى من مساعدي ومستشاري الرئيس ومسؤولين أمنيين ووزراء منهم وزير الصحة المصري، سيصاحب رئيس الوزراء”. وأوضح ياسر علي أن الرئيس محمد مرسي فتح خطاً موازياً تضمن اتصالات دبلوماسية مع قادة العالم والمنطقة. وأجرى الرئيس المصري اتصالات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ودانت الحكومة الأردنية بشدة “العدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة، داعية إلى وقفه. أما رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني فأكد أن “هذا الاعتداء الآثم على غزة يجب ألا يمر دون عقاب”. لكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اتهم حماس بأنها “المسؤول الرئيس عن الأزمة الحالية” في غزة.