هوت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من سبعة شهور، لتنهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1607 دولارات فقط للأونصة، فيما أرجع محلل مالي متخصص في لندن الهبوط إلى عدة أسباب قال إن من أبرزها عطلة رأس السنة الصينية التي استمرت طوال الأسبوع الماضي، وهي فترة عادة ما تنخفض فيها السيولة من الأسواق العالمية، فضلاً عن الارتفاعات التي سجلها الدولار الأمريكي مؤخراً والتي عادة ما تؤدي إلى انخفاض في أسعار السلع المقومة بالدولار الأمريكي.
وسجلت أسعار الذهب مستويات متدنية الجمعة، حيث انخفضت بنسبة 2% وسجلت أدنى مستوى عند 1598 دولاراً للأونصة، قبل أن تغلق على انخفاض بنسبة 1.7% عند سعر 1607 دولارات للأونصة الواحدة، وجاءت انخفاضات الجمعة بعد عدة أيام من الهبوط المتواصل في أسعار الذهب.
وقال رئيس قسم تداولات الشرق الأوسط في "ساكسو بنك" ياسر الرواشدة إن الهبوط الحاد في سعر الذهب حصل بعد اختراق نقطة دعم مهمة وقوية عند مستوى 1662 دولاراً، ثم تم اختراق نقطة الدعم الأخرى وهي 1630 دولاراً، وهو ما دفع الكثير من كبار المستثمرين إلى تغيير مراكزهم المضاربية، وهو ما فاقم من خسائر الذهب.
وبحسب الرواشدة، فإن نقطة الدعم القادمة نزولاً هي 1570 دولاراً، بينما إذا صعد الذهب فوق 1630 فهذا قد يعطيه دفعة جيدة نحو الصعود.
لكن الرواشدة قال لـ"العربية نت" إن ثمة مجموعة من الأسباب التي تضافرت لدفع الذهب نحو هذا الهبوط الحاد، وفي مقدمتها عطلة رأس السنة الصينية التي استمرت أسبوعاً كاملاً، وتسببت بغياب ملموس للسيولة، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي والذي يؤدي عادة إلى تراجع في أسعار السلع المقومة بالدولار.
كما أشار إلى أن اجتماعات مجموعة العشرين التي تبحث في "حرب العملات" كانت التوقعات بشأنها قد خيمت على أمزجة المستثمرين وتضاربت التوقعات بشأنها، ما دفع أسعار الذهب في النهاية إلى التراجع ودفع الكثير من المستثمرين إلى الانسحاب لحين اتضاح الصورة، وهذا رأيناه في الذهب وغير ذلك من الأسهم والسلع.
ويقول الرواشدة إنه خلال تداولات الأيام القليلة المقبلة ستتضح الصورة بشأن حركة الذهب المستقبلية، حيث ستكون العطلة في الصين قد انتهت، وتكون سيولة المستثمرين الصينيين قد عادت إلى الأسواق، وبالتالي يمكن التنبؤ بالارتفاع أو الانخفاض خلال الفترة المقبلة.
ورغم الانخفاض الذي استمر أسبوعاً في أسعار الذهب، إلا أن رواشدة أبدى في حديثه لـ"العربية نت" تفاؤله بمستقبل الذهب على العموم، حيث أكد أنه على المدى البعيد يظل استثماراً جيداً، وتظل احتمالات ارتفاعه أكثر من احتمالات هبوطه، وتظل التوقعات بشأن أدائه جيدة.
يشار إلى أن أسعار الذهب تجاوزت مستويات 1770 دولاراً للأونصة العام الماضي، إلا أنها عاودت الانخفاض أواخر العام، ومن ثم واصلت الآن رحلة هبوطها لتسجل أدنى مستوى لها منذ يوم 16 أغسطس الماضي.