نقلت مجلة «تايم» الأمريكية في جولة لها بأحياء في مدينة حلب صور الدمار الذي لحق بها، وتحدثت عن جمود العمليات العسكرية والأسباب التي تقف وراء ذلك.
فاستهلت تقريرها بصورة مقفرة من شارع حي بستان الباشا وقالت إن القطط الضالة هي الوحيدة دون سواها التي تستطيع أن تتجول بين ركام المباني المهدمة وأكوام القاذورات، أما المقاتلون الثوار فيحاولون أن يتحاشوا طلقات القناصة التابعين للجيش النظامي.
وتقول «لم يبق في الحي الذي يحتضن الطبقة العاملة من مسلمين سنة ومسيحيين بالقرب من حي كردي يدعى شيخ مقصود، سوى 3 مواطنين فقط من أصل آلاف».
وحلب التي كانت موطنا لمليوني شخص من أصل 23 مليوناً في سوريا، تحولت إلى جيوب يتقاسمها الثوار والجيش السوري في ظل جمود قاتل نجم عن العديد من الأسباب منها الجمود الدبلوماسي على المستوى الدولي».
وتقول المجلة إن «الجمود الكبير في بستان الباشا -شأنه في ذلك شأن باقي الجبهات بحلب- أدى بالعديد من الثوار إلى القول إنهم يشعرون بالسآمة، فالقتال في هذه المناطق انحصر في حرب القناصة وانعدام فرص الاشتباك بين الطرفين».
وتشير إلى أن الصبر بدأ ينفد لدى بعض الثوار، مما جعلهم يفكرون في الانتقال إلى جبهات نشطة في مناطق أخرى.
ولكن بعضهم يعزو عدم تقدم الثوار في حروب بالمدينة إلى افتقارهم إلى الأسلحة والذخيرة الكافية، فضلا عن خشيتهم من أن وقوع عمليات نهب وسلب ربما لا يخدم الثوار بسبب مواقف السكان.
ووجدت تايم أن حروب الشوارع لم تُكسب الثوار مزيداً من الأصدقاء، فسكان حلب لم يتحمسوا أبداً لمقاتلي المعارضة الذين يأتون في معظمهم -حسب المجلة- من قرى صغيرة يطغى عليها السنة المتدينون، مشيرة إلى أن ثمة قلقاً متزايداً من أن يصبح الثوار أكثر طائفية.
وتشير إلى أن الثوار يعلمون أنهم غير مرحب بهم، ويقولون إن معظم الحلبيين هنا «موالون للمجرم بشار الأسد، فهم يبلغون النظام عن أماكننا» حسب الثائر أبي صادق من لواء صقور الشهباء، وهي وحدة من 3 وحدات في بستان الباشا.
ولا يحظى السكان السابقون الذين يعودون إلى الحي بمعاملة دافئة من قبل الثوار الذين يشددون على تقديم الأوراق الثبوتية التي تؤكد أنهم من سكان هذه المنطقة.
بعض الثوار يقولون إن السبب وراء التشديد على القادمين يكمن في حماية الممتلكات من السرقة، في حين أن بعضهم لديه مخاوف من نوع آخر. فيقول ثائر شاب إن «بعض العائدين يرمون قطعاً إلكترونية في قواعدنا لتوجيه الطائرات الحربية نحونا».