خصصت صحف بريطانية افتتاحياتها للتعليق على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ففي حين اعتبرت «الإندبندنت» الغارات التي أسفرت عن استشهاد القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أحمد الجعبري، عملاً خطيراً يرقى إلى درجة اللامسؤولية، رأت «ديلي تليغراف» أنها تذكر بأن المنطقة تشهد تقلبات تستدعي التعامل بحذر مع معارضة سوريا.
وقالت «الإندبندنت» إن مقتل أحمد الجعبري ينذر بعودة الاغتيالات غير القانونية في الماضي، مشيرة إلى أن الرد الفوري في غزة كان موجة من الغضب الذي ينذر بدوامة جديدة من العنف.
ورأت أن الهدف من الحملة العسكرية على غزة ليس فقط إظهار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الذي يستعد لانتخابات وشيكة- بأنه يعتزم اللعب بورقة أمنية مجربة في حملته الانتخابية، بل بأن واشنطن لن تتخلى عنه.
وحذرت الصحيفة -التي أبدت تفهمها لما وصفته بقلق إسرائيل الأمني خاصة مع ما تراه من تطور الأحداث في سوريا واحتمال انزلاقها إلى لبنان- من أن مضي نتنياهو في الطريق الذي بدأه، سيجعل من السلام في المنطقة أبعد مما هو عليه الآن. من جانبها قالت صحيفة «ديلي تلغراف» في افتتاحيتها إن الهجوم الإسرائيلي على غزة يذكر بالتقلبات في المنطقة، وهو ما تراه سبباً للتريث والحذر عند التعامل مع التسويات في المنطقة، في إشارة إلى الوضع السوري.
وبعد أن ألقت باللائمة على حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ذكّرت الصحيفة بأن الديناميكيات السياسية في المنطقة قد تغيرت بشكل أساسي.
فتشير إلى أن مصر كانت حليفا قويا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أما اليوم فكان أول ما صدر عنها هو الإدانة ثم سحب سفيرها في تل أبيب.
ثم تعرج «ديلي تليغراف» على سوريا لتقول إنها كانت هادئة عام 2008 حتى أنه طُلب من الرئيس السوري بشار الأسد التوسط بين إسرائيل وحماس، ولكن سوريا اليوم تشهد حالة من الاضطرابات.
وهنا دعت الصحيفة إلى التريث والاطلاع على نوايا المعارضة السورية قبل الاعتراف بائتلافها الذي تشكل في الدوحة قبل أيام.