عواصم - (وكالات): تعيش أحياء دمشق الجنوبية وضواحيها تحت نار قصف قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تستمر المعارك منذ أيام، في وقت خرجت فيه تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام أعلنت دعمها للائتلاف المعارض تحت شعار «دعم الائتلاف الوطني»، وذلك عشية لقاء بين رئيس الائتلاف الجديد أحمد معاذ الخطيب والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون استمرار القصف والاشتباكات على الأحياء الجنوبية في دمشق والمناطق القريبة منها في الريف.
وأوقعت العمليات العسكرية والمعارك في هذه المناطق عشرات القتلى والجرحى. وفي محافظة حلب، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري. وفي محافظة حمص، أفاد المرصد بمحاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن واشتباكات عنيفة عند أطرافها الشمالية مع المقاتلين المعارضين الذين يتحصنون فيها، مشيراً إلى خسائر في صفوف الطرفين.
وفي وقت لاحق، قال المرصد السوري إن قوات المعارضة أسقطت مروحية تابعة لقوات النظام في ريف دمشق. كما سيطرت على مبنى مديرية الناحية في بلدة دبسي عفنان في محافظة الرقة بعد حصار استمر لعدة أيام. من جانب آخر، قتل شخص وأصيب 4 جراء تفجير انتحاري قرب أحد مستشفيات حلب، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري. وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة الجمعة بمقتل 60 شخصاً، بحسب المرصد.
في هذا الوقت، خرج متظاهرون سوريون يطالبون بسقوط النظام بعد صلاة الجمعة في مسيرات وتجمعات في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنت. ودعا هؤلاء إلى التظاهر «دعما للائتلاف الوطني» الذي شكل في نهاية الأسبوع الماضي في قطر وجمع غالبية أطياف المعارضة سعياً للحصول على اعتراف دولي يعطي دفعاً لمعركته من أجل إسقاط نظام الأسد.
وفي أول خطوة متقدمة على صعيد إعطاء شرعية لهذا الائتلاف، يلتقي رئيسه أحمد معاذ الخطيب اليوم في باريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وعد أن يطرح مع حلفاء بلاده الغربيين مسألة تسليح المعارضة السورية، وهو مطلب ملح من المعارضين.
ويلتقي الخطيب مع نائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي في لندن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وإذا كانت فرنسا وتركيا ودول الخليج اعترفت بالائتلاف الوطني كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، فإن واشنطن ودولاً غربية أخرى رحبت بتشكيله واعتبرته ممثلاً شرعياً للمعارضة، متريثة في اعتباره «الممثل الوحيد». فيما اعتبرته جامعة الدول العربية «ابرز محاور لها» و»ممثلا لتطلعات الشعب السوري».
وأعلن هيغ أن لندن «تريد معرفة المزيد حول مشاريع» ائتلاف المعارضة السورية للمرحلة الانتقالية قبل أن تعترف به كـ «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».
وحول تسليح المعارضة، ذكر أن حظر الاتحاد الأوروبي على إرسال أسلحة إلى سوريا لا يزال سارياً، مضيفاً أن الأوروبيين سيبحثون في هذا الموضوع في المستقبل.
من جهتها، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يخطط لتشجيع دول الخليج العربية على تقديم مخرج آمن للرئيس السوري بشار الأسد.
على صعيد آخر، نفت الأمم المتحدة مجدداً إعطاءها موافقة لدمشق لتقوم بعمليات عسكرية ضد مقاتلي المعارضة في الجولان.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد أن سوريا نفذت هجوماً على مقاتلين معارضين في الجولان بعد حصولها على موافقة قوات الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل. من جانب آخر، اتهم مسؤولون أمريكيون «حزب الله» اللبناني بإنشاء معسكرات تدريب بالقرب من مخازن الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، قولهم إن اكتشاف أن حزب الله أنشأ معسكرات قريبة من مخازن كيميائية في سوريا جدد مخاوفنا من وقوع الأسلحة في الأيادي الخاطئة، في وقت أصدرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية تقييماً أشارت فيه إلى أن أي محاولة عسكرية لمصادرة هذه الأسلحة سيتطلب 75 ألف جندي.
من ناحية أخرى، أكد مصدر قريب من الحكومة المغربية أن اجتماعاً لـ «أصدقاء الشعب السوري» مرتقباً منذ مدة في المغرب وتم إرجاؤه سينعقد «منتصف ديسمبر المقبل في مراكش، على هامش منتدى دولي في طنجة.