عمان - (وكالات): تظاهر آلاف الأردنيين وسط عمان احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، فيما منعهم رجال الأمن من التوجه إلى الديوان الملكي، بينما أدت أعمال شغب التي رافقت الاحتجاجات على مدى الأيام الماضية إلى مقتل شخص وإصابة 71 بينهم رجال أمن، بينما تم اعتقال 158 شخصاً وتسجيل 100 حادث شغب وسرقة وتكسير لممتلكات عامة وخاصة.
وتظاهر أكثر من 10 آلاف شخص أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، بينهم إسلاميون ويساريون ومجموعات شبابية.
ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من التوجه إلى الديوان الملكي الذي يبعد قرابة 8 كيلومترات من موقع التظاهرة، بينما لم تقع أي صدامات. كما خرجت تظاهرات مشابهة لكن بمشاركة عدد أقل من المتظاهرين في كل من الكرك والطفيلة ومعان جنوب المملكة، وفي اربد وجرش شمال البلاد.
ومنذ مساء الثلاثاء الماضي اندلعت احتجاجات في الأردن بعد رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز موازنة العام الحالي الذي قارب 5 مليارات دولار.
وقالت الحكومة إنها ستقوم بتعويض الأسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي 10 آلاف دينار «14 ألف دولار» بمبلغ 420 ديناراً على مدار السنة «592 دولاراً». وأدت أعمال شغب رافقت الاحتجاجات على مدى الأيام الثلاثة الماضية إلى مقتل شخص وإصابة 71 آخرين بينهم رجال أمن فيما تم اعتقال 158 شخصاً وتسجيل 100 حادث شغب وسرقة وتكسير لممتلكات عامة وخاصة.
وطالبت جماعة الإخوان المسلمين بإلغاء قرار رفع الأسعار وتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في 23 يناير المقبل، والتي تقاطعها المعارضة. من جهته، قال الخبير الاقتصادي ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني جواد العناني إن الحكومة الأردنية تعاني من عجز قد يودي بجيب الدين الأردني للوصول إلى «مستويات عالمية،» لافتاً إلى أن الحكومة «اضطرت إلى رفع دعمها عن المحروقات، وكان يجب أن يؤخذ القرار في وقت سابق».
وأشار إلى أن القرار برفع الدعم يستهدف الأفراد «من ذوي الدخل الشهري الزائد عن 800 دينار»، مؤكداً تصريح رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، أن «ذوي الدخل المحدود والمتوسط الذين يشكلون نحو 70% من المجتمع لن يتضرروا من القرار».
من جهته، اعتبر مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن الأردن «شريك استراتيجي مهم»، رغم أحداث العنف. لكنه أضاف أن «الشعب الأردني لديه مخاوف اقتصادية وسياسية ولديه تطلعات. نعتقد أن خارطة الطريق التي قدمها الملك عبدالله الثاني للإصلاحات تستجيب لذلك. لكن، كما رأينا في مناطق أخرى، ثمة تعطش للتغيير».
من جانبها، دعت السعودية مواطنيها في الأردن إلى تجنب أماكن التظاهرات لاسيما دوار الداخلية وسط العاصمة.
وحذرت سفارة المملكة في عمان في بيان «الموظفين والطلاب السعوديين في الأردن من الذهاب لميادين عامة والوقوف عند مناطق تجمعات وتظاهرات والابتعاد كلياً عن منطقة العبدلي في العاصمة عمان وخصوصاً دوار الداخلية وتهيب بهم عدم الذهاب للدراسة».
وكانت السفارة الأمريكية في عمان حذرت مواطنيها من التواجد في أماكن التظاهرات وقالت إنها «تراقب بحذر الوضع الأمني في عمان وباقي مناطق المملكة».