عواصم - (وكالات): واصل سلاح الجو الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء عملية «عمود السحاب» الإسرائيلية على القطاع إلى 29 شهيداً و270 جريحاً.
في غضون ذلك، كثف الجيش الإسرائيلي تحضيراته لعملية برية محتملة، وبدأ تعبئة 16 ألف جندي احتياطي. في غضون ذلك، تسعى الحكومة الإسرائيلية لتأمين توافق لاستدعاء ما يصل إلى 75 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية العسكرية.
وهدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم باستئناف عمليات التصفية ضد قادة حماس، مشيراً إلى أنها يمكن أن تشمل رئيس حكومة الحركة بغزة إسماعيل هنية. وطالبت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل عبر الإذاعات بالتوجه إلى الملاجئ عند سماع دوي صفارات الإنذار، مشيرة إلى أن العملية قد تستمر 7 أسابيع. من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس أنها قامت بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية وسط غزة.
وقالت الكتائب في بيان «كتائب القسام تسقط طائرة حربية بصاروخ أرض جو واشتعال النار فيها ومجاهدوها يقومون الآن بالبحث عن حطامها بينما يكثف الاحتلال قصفه لمنع المجاهدين من الاستيلاء على حطامها». وخلال اليومين الماضيين، قامت الكتائب بإطلاق مئات الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على العملية العسكرية التي بدأتها على القطاع باغتيال لقائد العسكري البارز في حماس أحمد الجعبري. وتبنت كتائب القسام إطلاق صواريخ على مستوطنة بالقدس المحتلة.
وسقطت 3 صواريخ في منطقة تل أبيب فيما أكد الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ في منطقة غير مأهولة خارج القدس المحتلة.
واستمرت الغارات الإسرائيلية على غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لقطاع غزة حيث أدان العدوان الإسرائيلي وقال إن القاهرة مستعدة للوساطة. من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن «قوات الدفاع الإسرائيلية ستواصل ضرب حماس بقوة وهي مستعدة لتوسيع العمليات داخل غزة» في إشارة إلى حملة برية محتملة.
وقال مصدر من حركة حماس إن القوات الجوية الإسرائيلية شنت هجوماً على منزل قائد حماس جنوب قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد اثنين من المدنيين أحدهما طفل. وقال مسؤولون في غزة إن 27 فلسطينياً استشهدوا في القطاع منذ بدأت إسرائيل هجومها.
ومن بين الشهداء 14 مدنياً بينهم 7 أطفال وامرأة حامل. وقتل 3 إسرائيليين بصاروخ أمس الأول.
وفتحت مصر نافذة صغيرة لدبلوماسية السلام الطارئة في غزة من خلال زيارة رئيس وزرائها هشام قنديل للقطاع والتي كان هدفها الرسمي التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال قنديل إن مصر «لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها»، وقال ان «فلسطين قلب الأمة العربية النابض». لكن هدنة لمدة 3 ساعات بسبب زيارة قنديل لغزة لم تتماسك أبدا. وقالت إسرائيل إن أكثر من 35 صاروخاً أطلق من غزة وأصاب الأراضي المحتلة وإن نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي اعترض 86 صاروخاً.
ونفت إسرائيل تأكيدات فلسطينية أن طائراتها ضربت القطاع أثناء الزيارة.
من جهته، قال مسؤول فلسطيني قريب من الوسطاء المصريين إن الزيارة التي قام بها قنديل ورافقه خلالها مسؤولون من المخابرات المصرية هي «بداية عملية لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تهدئة. من المبكر الحديث عن أي تفاصيل أو كيف ستتطور الأمور». ويقول مراقبون إنه لا يمكن مقارنة عدد المقاتلين في القطاع والذي يقدر بنحو 35 ألفاً ولا أسلحتهم بطائرات إف 16 المقاتلة والقاذفة وطائرات هليكوبتر اباتشي الحربية ودبابات ميركافا وغيرها من أنظمة الأسلحة الحديثة في جعبة القوات الإسرائيلية التي تتشكل من 175 ألف مجند و450 ألفا في الاحتياط. وطلبت الولايات المتحدة من الدول التي لها اتصالات مع حماس حث الحركة على وقف الهجمات الصاروخية. وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق 3 طرق حول قطاع غزة مخصصة لحركة المرور المدنية تؤدي إلى القطاع أو تحاذيه في مؤشر على احتمال الدفع بحشود عسكرية في المنطقة.
من جهة أخرى، قامت كتائب القسام، بإعدام فلسطيني بتهمة «التعاون مع إسرائيل» في مدينة غزة، وفقاً لمصادر متطابقة.
وقال مصدر موثوق طلب عدم الكشف عن اسمه إن «كتائب القسام قامت بإعدام عميل شمال غزة لتقديمه إرشادات ومعلومات عن أماكن المقاومين ومنصات إطلاق الصوارخ للاحتلال الإسرائيلي».
وأكدت مصادر طبية وشهود عيان أن جثة القتيل نقلت إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة.
وتم تداول صورة للقتيل على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وبدا وهو يرتدي سترة رمادية وجثته ملقاة على الأرض تغطي وجهه الدماء بينما وضعت لافتة كبيرة على جسده كتب عليها «تعلن كتائب عز الدين القسام عن ذبح العميل الهالك الذي شارك في اغتيال أكثر من 15 قيادياً من قيادات الشعب الفلسطيني». وتوعدت «العملاء والخونة بمزيد من القتل».
وقد دعا خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري محمد مرسي تناول الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى «تهدئة الأمور وإحكام العقل»، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس». وقالت الوكالة إن الملك عبدالله تلقى اتصالاً هاتفيا من الرئيس المصري محمد مرسي «تطرق الحديث خلاله إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين والأوضاع في المنطقة وتطور الأحداث في الأراضي الفلسطينية». وأضافت واس أن «خادم الحرمين الشريفين أجاب مرسي بأنه لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل وألا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر».
كما اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يدعم جهود القاهرة لوقف أعمال العنف في غزة كما اعلن الكرملين. من جانبه، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان القادة الإسرائيليين بإصدار أوامر بشن هجوم على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بهدف انتخابي مع اقتراب الانتخابات التشريعية في يناير المقبل. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان قوله «هذه المرة أيضا انهم على عتبة الانتخابات» مذكرا بعملية «الرصاص المصبوب» التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 قبيل استحقاق انتخابي.
ودعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل القاهرة إلى استخدام نفوذها على حماس لتهدئة التوتر.
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وارسو أنه «قلق جداً» من الوضع في غزة.
ودعت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى تجنب تصعيد العنف ودانت الغارات الجوية الإسرائيلية. واعلن الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من هجمات المجموعات الفلسطينية انطلاقا من قطاع غزة لكنه دعاها إلى رد «متكافئ».