قال استشاري أمراض الكلى د.عادل عمر إن حمض البوليك يوجد في الدم كناتج ثانوي لأيض البروتينات الحيوانية التي نتناولها في طعامنا ومعدله 2.6 إلى 7.2 حجم - 100 ملل، مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم يؤدي إلى إصابة الكلى بواحد من 3 أمراض هي ترسب حمض البوليك المؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد، وترسب حمض البوليك المزمن المؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، وتكوين حصوات الكلى. حيث يلاحظ أن حمض البوليك يزداد نتيجة لعدم ذوبانه في الوسط الحمضي، وحيث إن البول الطبيعي حمضي التفاعل فإن هذا يوضح مدى سهولة ترسب الأملاح بالكلى بسبب حمض البوليك.
وشرح د.عمر الحالة الأولى الخاصة بترسب حمض البوليك المؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد، مشيراً إلى أن الفشل الكلوي الحاد يحدث نتيجة ترسب مفاجئ لكميات كبيرة من حمض البوليك في نبيبات الكلى مما يؤدي إلى انسدادها، فقد يقوم الجسم بإنتاج وإخراج كميات كبيرة من حمض البوليك في بعض الحالات المرضية مثل سرطان الدم ومرض الليمفوما «سرطان الغدد الليمفاوية» وخصوصاً عند بدء العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لهذه الأمراض مما يؤدي إلى تكسير أعداد كبيرة من خلايا الأورام وينتج عن ذلك كميات كبيرة من حمض البوليك. وعند حدوث هذا الترسب الحاد فإن البول قد يتوقف تماماً مما يؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد. ويمكن تشخيص هذه الحالة بوجود نسبة مرتفعة من حمض البوليك في الدم عادة أكثر من 15 حجم - 100مل.
ولفت إلى أنه في كثير من الحالات يمكن تفادي المرض بالوقاية منه قبل حدوثه عن طريق استخدام بعض الأدوية التي تمنع تكون حمض البوليك مثل دواء «الألوبيورينول» مع إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل قبل بدء العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، مشيراً إلى أنه في حالة حدوث الفشل الكلوي الحاد فإن العلاج يكون بإعطاء بعض القلويات التي تحول البول الحمضي إلى بول قلوي مثل بيكربونات الصوديوم، مما يؤدي إلى ذوبان رواسب حمض البوليك التي تكونت في الوسط الحمضي ويضاف إلى ذلك استخدام بعض مدرات البول، وفي بعض الأحيان يمكن استخدام الكلية الصناعية لإزالة جزء من حمض البوليك الموجود في الدم.
وفيما يتعلق بترسب حمض البوليك المزمن في الكلى، أوضح أنه قد يحدث ترسب حمض البوليك على فترات طويلة في المرضى الذين يعانون من النقرس أو ارتفاع حمض البوليك في الدم، إذ تترسب أملاح اليورات في أنسجة الكلى الضامة مما يؤدي إلى التهاب مزمن بها ينتهي بتليف في الأنسجة وأحياناً فشل كلوي مزمن.
وبالنسبة للحالة الثالثة، حول تكوين حصوات الكلى من حمض البوليك، أوضح د عمر أن حصوات الكلى تتكون بسبب حمض البوليك في 20% من الأشخاص المصابين بمرض النقرس، ولهذا ينصح هؤلاء باستخدام عقار الألوبيورينول بانتظام لخفض معدل حمض البوليك في الدم مع شرب كميات كبيرة من السوائل والإقلال من اللحوم الحمراء وكذلك استخدام مواد تجعل البول قلوياً في بعض الأحيان.