القاهرة - (أ ف ب): لقي 50 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 4 و6 سنوات حتفهم أمس وأصيب 18 في اصطدام بين حافلة كانت تقلهم وقطار في منفلوط بمحافظة أسيوط جنوب القاهرة، في حادث مأساوي أدى إلى استقالة وزير النقل محمد رشاد المتيني، ورئيس مصلحة سكك الحديد مصطفى قناوي، وتحويل الأخير للتحقيق، فيما اندلعت تظاهرات غاضبة بسبب الحادث، بينما أعلنت السلطات تشكيل لجنة للتحقيق. وقال محافظ أسيوط يحيى كشك إن الموظف الذي كان يفترض أن ينزل العارضة لإغلاق الطريق عند مرور القطار كان نائماً لدى وصول الباص إلى تقاطع منفلوط. وواصلت الحافلة طريقها في الوقت الذي وصل فيه القطار بأقصى سرعة من اليمين فاصطدم بالباص بأقصى قوته.
وبلغت حصيلة الضحايا 52 قتيلاً هم 50 طفلاً وسائق الحافلة ومعاونه، و18 جريحاً، كما قال المحافظ. وأضاف أن “الموظف أوقف بالتأكيد”. والحادث هو أفدح حوادث الحافلات من حيث عدد الضحايا في العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة. وأوضح المحافظ أن فريقاً من 45 طبيباً وصل إلى المكان، كما توجه إلى آسيوط رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الداخلية. وتظاهر أفراد من عائلات الأطفال قرب مكان الحادث تعبيراً عن غضبهم ومطالبين بإنزال عقوبة الإعدام بالمسؤولين عن الحادث. وأعلن وزير النقل محمد رشاد المتيني أنه “يقبل بتحمل مسؤولية” الحادث وقدم استقالته. وكذلك فعل رئيس مصلحة السكك الحديد. وكانت الحافلة تقل 60 طفلاً تراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات خرجوا في رحلة نظمتها دار الحضانة، عندما اصطدمت عند تقاطع طريق مع سكة حديد في منفلوط جنوب القاهرة. وروى مراسل التلفزيون الحكومي في مكان الحادث مشاهد “مرعبة” حيث تناثرت جثث الاطفال الغارقين في دمائهم، قبل نقلها الى مستشفى منفلوط. من جهته، قال الرئيس محمد مرسي “باسمي وباسم كل الشعب المصري، أقدم تعازي الخالصة إلى عائلات الضحايا”، متعهداً بإحالة “كل المسؤولين عن الحادث إلى القضاء”. ودعا ناشطون معارضون للنظام ذي التوجه الإسلامي الى استقالة الحكومة. وكتبت حركة “6 أبريل” “هذا الحادث يؤكد فشل حكومة قنديل، ويعزز من المطالبة برحيل الحكومة، التي عجزت على مدار شهور، عن صنع أي شيء يصب في تحسين معاناة المصريين”. وبعد ساعات من حادث الباص المدرسي في منفلوط، قتل 12 شخصاً لدى اصطدام شاحنة كانت تسير عكس السير بباص صغير. ووفقاً للأرقام الرسمية، يقع 8 آلاف حادث سير في مصر سنوياً.