جيبوتي - (أ ف ب): دعت منظمة التعاون الإسلامي أمس خلال اجتماعها الوزاري في جيبوتي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي إلى “إنقاذ” أقلية الروهينجيا المسلمة في بورما من “إبادة”. ويأتي ذلك فيما رفعت الولايات المتحدة الحظر المفروض منذ 10 سنوات على غالبية الواردات البورمية بهدف تشجيع الإصلاحات الاقتصادية في البلاد وذلك قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى رانغون.
وأعلن وزير الخارجية الجيبوتي والرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي محمود علي يوسف أنه في مناسبة الزيارة التاريخية التي سيقوم بها أوباما الى بورما “نتوقع من الولايات المتحدة ان تنقل رسالة قوية الى حكومة بورما لكي تحمي هذه الاقلية”.
وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأقلية واحدة من أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم. وكانت بورما رفضت منتصف أكتوبر الماضي فتح مكتب تمثيلي لمنظمة التعاون الإسلامي في البلاد حيث أسفرت أعمال العنف بين البوذيين من اتنية الراخين وأقلية الروهينجيا عن مقتل 90 شخصاً في 3 أشهر غرب البلاد. وقال علي يوسف خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة في جيبوتي “ما يحصل هناك هو إبادة”. وأضاف “نعتقد أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي يجب ان يتحركوا سريعاً من أجل إنقاذ هذه الأقلية التي تتعرض لاضطهاد سياسي وإبادة”.
وستكون أعمال العنف الطائفية الأخيرة ووضع الروهينجيا المحرومين من الجنسية والذين يواجهون في بورما مختلف انواع الاضطهاد منذ عقود، على جدول اعمال زيارة اوباما الى بورما، كما اكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وقالت كلينتون “من البديهي إننا ننتظر من السلطات البورمية أن تضمن سلامة وحماية كل سكان المنطقة وأن تسارع إلى وقف أعمال العنف والتحقيق في ملابساتها وإحالة المسؤولين عنها على القضاء”.
من جهته دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي المجموعة الدولية إلى التحرك لوقف “التطهير الإتني” لهذه الأقلية المسلمة. وكانت القمة الأخيرة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في أغسطس الماضي في مكة بالسعودية قررت إحالة الملف على الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم تعترف الحكومة البورمية بـ 800 ألف من الروهينجيا في بورما الذين يتحدثون لهجة شبيهة بلهجة مستخدمة في بنغلادش، بأنهم مواطنون بورميون ويعتبرهم معظم البورميين مهاجرين غير شرعيين.
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس البورمي ثين سين في خطاب نشرته صحيفة “نيو لايت اوف ميانمار” أن على بلاده وقف أعمال العنف الطائفية غرب بورما ومعالجة الأسباب العميقة للمشكلة وإلا “فقدت حظوتها” في نظر المجموعة الدولية.