استشهاد 45 فلسطينياً وإصابة المئات في 830 غارة إسرائيلية على القطاع
عواصم - (وكالات): استهدفت إسرائيل رموز سلطة حركة حماس في قطاع غزة واستدعت جنود الاحتياط فيما يلوح القادة الإسرائيليون بشن هجوم بري على غزة في اليوم الرابع من عملية “عمود السحاب” التي تشنها على القطاع، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 42 شهيداً ومئات المصابين. في غضون ذلك، دوت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة لليوم الثالث على التوالي، بينما تبنت كتائب القسام التابعة لـ«حماس” إطلاق صاروخ “فجر 5” على تل أبيب. وشنت مقاتلات إسرائيلية غارات على مقر رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية ما أدى إلى تدميره بالكامل. وأصيب العشرات في غارة استهدفت منزل مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية إبراهيم صلاح. من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إن “العملية لن تكون حرباً شاملة بل عملية تحددت أهدافها”.
من جهته، دان وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام خلال زيارة قام بها إلى غزة “العدوان السافر” الإسرائيلي على القطاع، مشيراً إلى ضرورة تدخل مجلس الأمن لوقف الهجمات الإسرائيلية. وفي القاهرة، قال مصدر بالرئاسة المصرية إن الرئيس محمد مرسي يجري محادثات رباعية في القاهرة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل لبحث الأزمة في غزة، بينما أكد مصدر دبلوماسي أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون مشروع قرار يدعو الأمين العام لزيارة قطاع غزة ويدعم جهود مصر لعقد هدنة.
وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية غارات صاروخية على مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس في غزة ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي استهداف مقر حكومة حماس في غزة قائلاً “لقد استهدفنا المقر العام لإسماعيل هنية”.
وذكرت تقارير أنه تم قصف الجامعة الإسلامية وملعب فلسطين في غزة.
في غضون ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتز قوله بأنه “من الضروري زيادة وتيرة غاراتنا”.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “شنت قواتنا الجوية أكثر من 830 غارة على قطاع غزة منذ بدء عملية “عمود السحاب”“.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه دمر جزءاً كبيراً من البنى التحتية “العسكرية” التابعة لحركة حماس خاصة “أماكن إطلاق النار والمخابئ ومستودعات الأسلحة والذخيرة وأنفاق التهريب وقواعد التدريب”.
وأشار الجيش إلى أن أكثر من 380 صاروخاً من قطاع غزة سقط في الأراضي المحتلة وقامت القبة الحديدية باعتراض 230.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أدخل إلى الخدمة بطارية جديدة للقبة الحديدية المضادة للصواريخ ووضعها في منطقة تل أبيب. وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي إصابة 4 جنود بصاروخ أطلق من قطاع غزة.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن من المتوقع أن يزور الأمين العام بان كي مون مصر والأراضي المحتلة هذا الأسبوع للحث على إنهاء القتال في غزة. وعقد المتحدث باسم حكومة حماس طاهر النونو مؤتمراً صحافياً بالقرب من أنقاض مكتب رئيس الوزراء وقال إنهم سيعلنون النصر من هناك.
وأضاف أن “استهداف مقر الحكومة بسبب غيظ الاحتلال من الحكومة ونجاحها بإدارة البلد”، معتبراً أن “زيارة أمير قطر ورئيس الوزراء المصري لغزة شكلت ضربة للاحتلال”.
من جانبه، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن الحركة أبلغت وسطاء تدخلوا لإبرام اتفاق تهدئة أن على إسرائيل وقف المعركة التي بدأتها، في إشارة ضمنية لاستعداد حماس للتهدئة حال توقف إسرائيل عن هجومها.
من ناحية أخرى، أعلن مساعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توافقا خلال محادثة هاتفية على وجوب التوصل “إلى وقف كامل لإطلاق النار في أسرع وقت” بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال يورغ سترايتر إن ميركل تشاورت هاتفياً أيضاً مع الرئيس المصري محمد مرسي، وشجعته على مواصلة “دوره المهم في الوساطة”. وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض أن إطلاق الفلسطينيين للصواريخ من غزة على الأراضي المحتلة شكل “عاملاً مفجراً” للمواجهات بين إسرائيل والقطاع.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تشاور مع الرئيس المصري ورئيس الوزراء التركي، وقال رودس “إنهما يستطيعان أداء دور بناء عبر التشاور مع حماس لتشجيع آلية لعدم التصعيد”.
وشدد رئيس الوزراء التركي في القاهرة على وجوب “محاسبة” إسرائيل عن “المجزرة بحق الأطفال الأبرياء” في قطاع غزة. من جهته، دان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام خلال زيارة قام بها إلى غزة “العدوان السافر” الإسرائيلي على القطاع. وتفقد عبدالسلام مع المسؤولين في حكومة حماس مقر رئاسة الوزراء المدمر في مدينة غزة بعد أن قصفته المقاتلات الإسرائيلية.
كما دعا الجامعة العربية إلى التحرك أيضاً “لوقف العدوان” الإسرائيلي.
وفي مؤتمر صحافي قال عبد السلام “سننقل الرسالة من أشقائنا في غزة للجامعة العربية، كما ندعو إلى التوجه لمجلس الأمن الدولي برؤية عربية وسندعو التعجيل برفع الحصار بأقرب وقت ممكن”. ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الدول العربية إلى إعادة النظر في موقفها من عملية السلام مع إسرائيل، وذلك في مستهل اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث التطورات في غزة. وقال العربي إن على العرب “إعادة النظر في جميع المبادرات العربية السابقة الخاصة بعملية السلام ومراجعة الموقف من العملية برمتها”، داعياً إلى تشكيل لجنة وزارية تبحث هذا الموضوع. وأضاف العربي “أطرح تشكيل لجنة وزارية عربية تتولى إعداد توصيات محددة بشأن مراجعة الموقف العربي من مجريات الصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك استمرار الالتزام العربي بمبادرة السلام العربية، وتنسيق التحرك العربي الفوري من أجل ردع هذا العدوان الإسرائيلي ووقفه فوراً”.
وأضاف العربي في كلمته “نعاهد الفلسطينيين بدعمهم ضد هذا العدوان وكسر الحصار” المفروض على قطاع غزة.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو “عملية السلام تم إفراغها من مضمونها والأرض الفلسطينية يتم التهامها يوماً بعد يوم”. وفي وقت لاحق، أعلنت الجامعة أن العربي سيرأس وفداً وزارياً إلى غزة.