سن النبي صلى الله عليه وسلم إقامة صلاة الاستسقاء اذا تأخر نزول المطر، وقد استسقى النبي عليه الصلاة والسلام العديد من المرات لطلب الغيث، وفعلها أصحابه رضوان الله عليه من بعده، فكانوا إذا تأخر عنهم المطر، خرجوا إلى الصحراء واستسقوا ربهم تأسياً بنبيهم، ولقــــد دأب المسلمون على إحياء هذه السُنة المحمدية كلما قحطت السماء وتأخر الغيث والمطر. وكانوا قبل صلاة الاستسقاء يجددون توبتهم لله تعالى، ويعلنــون محاربة الذنوب سواء كانت فردية أو جماعية حتى يتقبل الله توبتهم ويتوب عليهم ويرزقهم غيثاً غدقاً.نثمن الدعوة الكريمة من ولي أمرنا حفظه الله بإقامــــة صــــــلاة الاستسقاء بسبب تأخر هطول الأمطار، ونتمنى من الجميع أيضاً محاربة الأمور التي تحجب الدعاء وتحبس المطر عن العباد والبلاد، ومن أعظم هذه الأمور هو الفساد الذي استشرى في عرض البلاد وطولها سواء كان فساداً أخلاقياً أو مالياً أو إدارياً، فالفساد الأخلاقي انتشر بشـكل كبير فبات الكل يشتكي منه، فمواخير الدعارة والخمر والتجارة بالأجساد والمحرمات تمارس في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجميع بـــدون حياء. أما الفساد المالي فقد اختصره تقرير الرقابة المالية والإداريـــــــة الذي يكشف كل عام عن فضائح كبيرة ومخزية، والأدهى والأمر هــــــو عدم محاسبة أولئك المفسدين والمتجاوزين، ومثله الفساد الإداري الـذي لا تخلو أي وزارة ولا هيئة ولا إدارة منه، فباسم المحسوبية والحزبيـــــة والطائفية انتشرت هذه الآفة بشكل كبير في جميع مؤسسات الدولة، فترى الرجل التافه الذي لا يملك أي مؤهل علمي ولا قيادي، يعتلى الوظائــــف القيادية والإشرافية، بينما الشريف العفيف يركن في إحدى الزوايا بالمؤسسة لا شأن له ولا اعتبار، فيتفارخ الفساد ويتكاثر بسبب وجود أولئك النفــــر من البكتيريا والجراثيم في أركان المؤسسات، فإذا كان هؤلاء هم مــــــن يدير المؤسسات فكيف نقضي إذاً على الفساد ونحقق التنمية للبلاد؟!.إن الذنوب جميعاً تحبس المطر والبركة عن البلاد والعباد، وإقــــــــامـة صلاة الاستسقاء تؤتي ثمارها مع إزالة تلك الموانع، فهــــل نعمل جميعاً على محاربة جميع أنواع الفساد وعلى رأسها الأخلاقــــــــــي والمالي حتى يأذن الله للسماء بالغيث والمطر!.عارف الملا