أكد الكاتب الصحافي جهاد الخازن، أن لدى البحرين برلماناً منتخباً ونظام ديمقراطي، متسائلاً «هل يُترك القرار السياسي للدولة لخطيب جمعة في حسينية؟».
وقال الخازن في مقال نشرته صحيفة الحياة اللندنية، إن جمعية الوفاق وعيسى قاسم يستغلان المطالب المحقة للمعارضة في بناء دولة فارسية يحكمها الولي الفقيه، لافتاً إلى أن أمريكا وأوروبا تقودان حملة لإسقاط ولاية الفقيه في إيران وتدافعان عن دعاتها في البحرين.
ووصف استبدال البحرين بإيران بـ»الخيانة»، وعدها بمثابة استبدال الازدهار الاقتصادي والتعاون الإقليمي بالفقر والمقاطعة والحصار، منبهاً إلى أن العنف في البحرين أضر بالجميع وانتهى بأصحاب الولاء الآخر بإسقاط الجنسية عن 31 منهم.
وأضاف الخازن «بصراحة لا أفهم أن تقود أمريكا وأوروبا حملة لإسقاط ولاية الفقيه في إيران، وتدافع عن دعاتها في البحرين، وثمة طلبات محقة للمعارضة في البحرين، إلا أن قادة جماعة الوفاق مثل علي سلمان والمرشد عيسى قاسم يستغلون الطلبات المحقة ليصلوا منها إلى بناء دويلة أو مستعمرة فارسية يحكمها الولي الفقيه».
وأردف «أعني كل كلمة أقولها ومستعد أن أدافع عنها في محكمة، إذ تزامنت زيارتي القصيرة للبحرين مع خبر من طهران ضم تصريحاً لوزير الخارجية علي أكبر صالحي أكد فيه أن محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة يقررها فقط المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية».
وتابع «في البحرين برلمان منتَخَب، ونظام ديمقراطي مفتوح للإصلاح، فهل يُترك القرار السياسي لمرشد من نوع عيسى قاسم أو غيره؟ بكلام آخر هل يجوز أن تُترك السياسة الخارجية للبلاد إلى خطيب جمعة في حسينية؟».
وقال «إذا انتقدت المعارضة في هذه السطور فأنا لا أدافع عن الحكومة، وإنما أنتظر أن تكمل تنفيذ ما بقي من توصيات لجنة تقصي الحقائق بعد أن نفذت الجزء الأكبر منها».
وسجل الخازن عن المعارضة ملاحظات شخصية على أدائها وقال «كنت أرجو أن تعارض من داخل البرلمان، كما فعلت في دورتين، لا أن تقاطع وتلجأ إلى الشارع وتؤذي الشيعة مع السنّة»، مضيفاً «البحرين بلد صغير والعاقل من أبنائه يعمل للتواصل والتعاون وليس للتنافر والمواجهة».
ولحظ أن «بعض المعارضة الإيراني الولاء أصبح يتهم الشيعة من أهل البلد ممن يعملون في الدولة أو يتعاملون معها بالخيانة، وأرى أن الخيانة هي أن يستبدل بحريني البحرين بإيران، أي الازدهار الاقتصادي والتعاون الإقليمي بالفقر والمقاطعة والحصار».
وأردف «هناك في البحرين قانون أسرة عصري يضمن حقوق الأم والطفل، إلا أن قيادات الشيعة لا توقعه لأنها تفضل أن تضطهد النساء اللواتي يحميهن القانون، ولأنها تصر على تزويج القاصرات أو الأطفال حتى لو أنكرت ذلك».
ويتساءل الخازن «ماذا حقق العنف في سنتين؟ لا شيء، أضر بأهل البلاد جميعاً، وانتهى أصحاب الولاء الآخر بأن أسقطت الجنسية عن 31 منهم».
ونقل عن وزيرة الدولة والمتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب استشهادها بمواد في الدستور البحريني تسمح بإسقاط الجنسية عمن يُتهمون بالإضرار بأمن الدولة واستهداف المصالح الوطنية العليا.
ونبه إلى «ما كانت المعارضة أبداً بحاجة الوصول إلى هذا الحد من المواجهة مع الحكومة، كانت طرق الحوار مفتوحة كلها، وعندما جلست مع ولي العهد الأمير سلمان بن حمد في بداية الأزمة كان واثقاً من أنه سيصل لاتفاق مع المعارضة».
ورجا أن تعي المعارضة مدى ما خسرت منذ مارس 2011، وأن تبدي الحكومة إيجابية ومرونة، وقال «ليس المطلوب أن يكون هناك منتصر ومهزوم، وإنما مزيد من الصبر لتعود المعارضة إلى طاولة الحوار، وهي إن فعلت ستثبت خطأ كل مَنْ قال إنها لا تملك أمر نفسها، وأنا منهم».
وأضاف «أفضل أن أخطئ أنا وأن تتخذ المعارضة القرار الصائب، رحمة بالبحرين وأهلها ومستقبلهم جميعاً».
وواصل «هيئة الإذاعة البريطانية بما فيها من راديو وتلفزيون ومواقع إلكترونية، هي مصدري المفضل للأخبار بين الميديا العالمية كافة، ومع ذلك وجدت تغطيتها أحداث البحرين تخلو من حرفة أو احتراف، كان مراسلوها يصدقون ما يسمعون وينكرون ما يرون من بعض المعارضة الإيرانية - الفارسية الولاء».
وقال «مع ذلك لم أشمت بسقوط أركان «بي بي سي»، وبعض الصغار في الفضائح الجنسية الأخيرة الحقيقية والمتوهمة، وإنما رجوت أن يكون في أزمة «بي بي سي» درس، فتحاول أن تتناول الأخبار بموضوعية وتجرد، وبعيداً عن ميولها الليبرالية التي أشاركها فيها».