تقرير - عبدالله إلهامي:
تعتبر البحرين أول من دخل قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي شتاء 2008 ـ 2009، واستطاعت تدشين مشروعات خيرية بقيمة 8 ملايين دولار بوقت قياسي، بناءً على توجيهات جلالة الملك المفدى للمؤسسة الخيرية الملكية بتشكيل لجنة وطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في القطاع.
وبلغت قيمة المشروعات المنفذة حوالي 8 ملايين دولار، دون الأخذ بعين الاعتبار المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة، وأقيمت جميعها بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”.
وتنوعت المشاريع الخيرية في القطاع ما بين تعليمي وصحي وأجهزة طبية وإغاثية، حيث إن غزة شهدت مؤخراً بناء مدرسة البحرين الإعدادية للبنين في منطقة تل الهوى في الأول من نوفمبر الحالي، لتضم طلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية من الصف الرابع وحتى التاسع، وبلغت كلفتها 2.25 مليون دولار، لتخفف المعاناة عن أكثر من 1661 أسرة كانت تكابد عبء تنقل أبنائها من وإلى المدارس البعيدة عن مواقع سكنهم، فضلاً عن النقص الشديد والازدحام في المؤسسات التعليمية بشكل عام.
وتعتبر مدرسة البحرين أكبر مدرسة في قطاع غزة على الإطلاق، إذ أوضح مدير المدرسة محمد ربيع في حفل الافتتاح مؤخراً أنها بدأت العمل قبل نحو شهرين أي مع بدء العام الدراسي، وتضم حالياً 1461 طالباً، فيما تصل طاقتها الاستيعابية إلى 1800 طالب في الفترة الواحدة، بمعنى أنها قادرة على استيعاب 3600 طالب بتشغيل نظام الفترتين، ويعمل بمدرسة البحرين 51 معلماً، وتتكون من 4 طوابق، و36 فصلاً يتسع الواحد منها لنحو 45 طالباً، إلا أن الفصل يضم الآن 37 طالباً لإعطاء مزيد من الأريحية.
وتضم المدرسة مختبراً للحاسوب بواقع 25 جهازاً لكل طالب، ومختبراً للعلوم ومكتبة وغرفة اجتماعات وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن المرافق الخدمية الأخرى.
وتقع المدرسة المبنية في 9 أشهر “وهو وقت قياسي في منطقة تعاني حصاراً وشحاً شديداً في مواد البناء”، على أرض مساحتها 5 دونمات “5 آلاف متر مربع”، فيما تصل مساحة البناء إلى 900 متر مربع.
من جانب آخر فإنه في ظل النقص الكبير بمستوى الخدمات والكفاءات في غزة، دشنت المملكة “مركز البحرين الصحي” بخان يونس في العاشر من أبريل الماضي، والمكون من 3 طوابق، بمساحة 5400 ألف قدم مربع، فيما بلغت كلفة تجهيزه 2.7 مليون دولار، إذ يعتبر أكبر مركز صحي من نوعه لجهة المساحة والخدمات المقدمة لأكثر من 130 ألف فلسطيني في مجال الصحة الأولية والأمومة والطفولة، ويشكل قفزة نوعية في تقديم الخدمات لأحد أفقر مخيمات قطاع غزة.
وبنت البحرين مكتبة للأطفال في ساحة مدرسة الفاخورة مع تجهيزها بالأثاث والكتب بقيمة نصف مليون دولار، وافتتحت 10 أبريل الماضي، ويذكر أن الفناء الذي بنيت فيه المكتبة قتل فيها أطفال فلسطينيون خلال الحرب على غزة بين عامي 2008 و2009، بعد أن أطلق عليها الجيش الإسرائيلي صاروخاً.
وقال أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد خلال الافتتاح، إن جلالة الملك المفدى أراد أن يفعل شيئاً لتخليد ذكرى الشهداء من الأطفال خلال مجزرة مكتبة الفاخورة ولدعم الأشقاء في غزة، مضيفاً أنه بالفعل تم أخذ الموافقة النهائية على بناء المكتبة في اليوم نفسه وتم التنسيق مع “الأونروا” خلال أيام.
وأكد أن المكتبة يستخدمها الأطفال الدارسين بمدرسة الفاخورة، ويقدر عددهم بأكثر من 1100 طالب في كل فترة دراسية “صباحية ومسائية” إضافة إلى المجتمع المحلي.
وتتكون المكتبة من 3 طوابق وعدد من الكتب العلمية وكتب الأطفال والكتب المتخصصة، وأجهزة الكمبيوتر وقاعات قراءة، وتأتي في وقت مناسب ليس لتخليد ذكرى الأطفال القتلى فحسب، وإنما لتقديم الدعم اللازم للطلبة والمجتمع المحلي من خلال توفير بيئة صالحة للدراسة والمراجعة وخاصة مع استمرار انقطاع الكهرباء، والمكتبة ستكون ملجأ مرحباً به خاصة في الفترة المسائية.
وأنشأت المملكة مصنعاً لصناعة وتركيب الأطراف الصناعية لـ1400 معوق من النساء والرجال والأطفال وتأهيلهم نفسياً وتدريبهم على مهن ووظائف يستطيعون من خلالها الاعتماد على أنفسهم بكلفة 550 ألف دولار، بالتعاون مع الإغاثة الإسلامية عبر العالم.
ووسعت المؤسسة مدرسة جباليا من خلال بناء 8 فصول دراسية بكلفة 200 ألف دولار بتبرع من مجلس النواب البحريني.
وفيما يتعلق بمساعدات الإغاثة والدعم المالي، تم إرسال 4 شحنات من المساعدات الإنسانية والطبية بحمولة 180 طناً، وتجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزة بالتعاون مع مجلس أمناء الجامعة بقيمة 372 ألف دولار.
ووقعت اتفاقية مع جامعة غزة الإسلامية لتدريب وتأهيل المكفوفين وضعاف البصر بـ200 ألف دولار، وتوقيع اتفاقية لتمويل مشاريع جمعية الصم والبكم بدير البلح بـ50 ألف دولار، ومشروع كسوة العيد لنحو 600 طفل فلسطيني من الأسر الفقيرة.