عواصم - (وكالات): يعتزم قادة دول جنوب شرق آسيا الضغط على بورما لمعالجة مشكلة العنف، فيما امتنع الأعضاء في رابطة «آسيان» عن اتهام شريكتهم بارتكاب عملية «إبادة» بحق أقلية الروهينجيا المسلمة كما فعلت منظمة التعاون الإسلامي أمس الأول، لكنهم في الوقت ذاته يقابلون الموقف بحذر بالغ.
فقد دعت منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماعها الوزاري في جيبوتي، الأمم المتحدة إلى «إنقاذ» أقلية الروهينجيا المسلمة في بورما من «الإبادة»، علماً بأن المنظمة الدولية تعتبر الروهينجيا من أكثر الأقليات المضطهدة في العالم.
وأسفرت أعمال العنف بين البوذيين من إتنية الراخين والمسلمين الروهينجيا عن سقوط 180 قتيلاً منذ يونيو الماضي في ولاية راخين وإلى تهجير أكثر من 110 ألف شخص معظمهم من المسلمين. لكن الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» التي تنتمي إليها بورما، لم يتبن هذا المصطلح. وقال سورين بيتسوان قبل افتتاح قمة آسيان في بنوم بنه «يمكن أن أتحدث عن اتجاه مقلق للعنف العرقي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة»، مضيفاً «أعتقد أن بيان منظمة التعاون الإسلامي تعكس خيبة 57 دولة».
وأبدت إندونيسيا العضو في آسيان ومنظمة التعاون الإسلامي في آن بدورها موقفاً حذراً. وقال وزير خارجيتها مارتي ناتاليغاوا «إن للإبادة تعريفاً محدداً جداً».
وأضاف «أننا لا نهتم بالمصطلح» مشيراً إلى أحداث مثيرة لـ»الاضطراب والقلق» داعياً إلى «تسوية الوضع بسرعة». من جهته، قال بنيامين زواكي من المنظمة الدولية لقانون التنمية إن معظم الروهينجيا يعيشون في منطقة يصعب الوصول إليها، وأضاف «من المستحيل القول 100% أن عملية إبادة لم تحصل لكن ذلك يبدو قليل الاحتمال» متحدثاً عن إرادة لـ»ترحيل» هذه المجموعة أكثر من محاولة «للقضاء عليها».
من جانب آخر، دعا سورين آسيان إلى «الالتزام بالجانب الإنساني» من أجل «تخفيف الضغط» عن الروهينجيا و»معاناتها». وخلص إلى القول «من الصعب أن نتصور انتقال 800 ألف شخص إلى بلد آخر وبالتالي يجب تسوية المشكلة عبر عملية وطنية وقوانينها».
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن زيارته المزمعة لبورما ليست تأييداً للحكومة بل اعترافاً بالتقدم الذي أحرزته في المضي قدماً نحو الديمقراطية بعد عقود من الحكم العسكري. وقال في مؤتمر صحافي في تايلاند «ندرك أن هذا العمل يحرز تقدماً».