استــشــهــــاد 17 فلسطينـيــاً وإصـــــابـــــة المئـــــات في 1120 غـــــارة
عواصم - (وكالات): استشهد 24 فلسطينياً أمس بينهم 8 أطفال في اليوم الأكثر دموية منذ بدء عملية «عمود السحاب» العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة بحسب مصادر طبية. وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 71 شخصاً نصفهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 660 مصاباً منذ بدء الهجوم على القطاع المحاصر الأربعاء الماضي.
واستشهد 12 فلسطينياً في 3 غارات إسرائيلية على قطاع غزة بينهم 8 من أفراد أسرة واحدة في غارة على منزل عائلة الدلو شمال غزة، وتوعدت كتائب القسام بأن مقتلهم «لن يمر دون عقاب».
واستشهد 9 أشخاص بينهم 8 من عائلة واحدة من ضمنهم رضيع و3 أطفال وأصيب 20، في قصف إسرائيلي لمنزل أسرة الدلو في حي النصر شمال غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال مصدر في الوزارة «عثر على جثة الرضيع إبراهيم الدلو «11 شهراً» تحت أنقاض المنزل» المكون من 3 طوابق والذي تعرض لغارة إسرائيلية إضافة إلى 3 أطفال ورجل وامرأتين وأيضاً جثة امرأة عمرها 70 عاماً يعتقد أنها بدورها من الأسرة ذاتها وجثة رجل عمره 22 عاماً. وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري إن «مجزرة عائلة الدلو دليل على الإفلاس والفشل العسكري للاحتلال ومحاولة تعويض هذا الفشل باستهداف المدنيين والإسرائيليون هم من سيدفعون الثمن».
كما استشهد كذلك 3 فلسطينيين في غارتين، الأولى استهدفت حي الشجاعية شرق غزة، والثانية استهدفت سيارة في جباليا شمال قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية.
وقبل ذلك أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب أشرف القدرة «استشهاد كل من الطفلة تسنيم محمد النحال وأحمد النحال وإصابة 4 في غارة في مخيم الشاطئ غرب غزة».
وقالت لجنة الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة إن طفلاً فلسطينياً في شهره الثامن عشر استشهد وجرح اثنان من أشقائه في غارة إسرائيلية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. من جهة أخرى، أصيب 8 صحافيين في قصف مركزين إعلاميين في غزة.
وأصيب 6 من العاملين في مكتب قناة القدس الفضائية «بجروح بين متوسطة وطفيفة» إثر تعرض المكتب لقصف جوي إسرائيلي في ساعات الفجر الأولى.
ويقع مكتب قناة القدس في حي الرمال غرب القطاع والتي تضم عدداً من المكاتب الصحافية.
وشن الطيران الإسرائيلي غارة على قناة الأقصى الأرضية التابعة لفضائية الأقصى التي تملكها حماس، ما أدى إلى جرح 3 فلسطينيين، بينهم صحافيان.
وقال الشهود إن الجيش الإسرائيلي قصف الطابق الثالث عشر في مبنى الشرق وسط غزة حيث قناة الأقصى الأرضية وعشرات من مكاتب الإعلام والفضائيات العربية.
من جهته، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن 3 مدنيين إسرائيليين قتلوا وجرح 27 بينهم 10 جنود منذ بدء عملية «عمود السحاب»، وبلغ عدد الغارات الجوية التي استهدفت القطاع نحو 1120 غارة أصابت 1000 هدف.
وتحدث الناطق بالتفصيل عن هذه الغارات قائلاً «في اليوم الأول للعملية شن سلاح الجو 105 غارات وفي اليوم الثاني 270 غارة وفي اليوم الثالث 332 غارة وفي اليوم الرابع 300 غارة وفي اليوم الخامس وحتى الآن 113 غارة».
وأشار إلى «أن 90 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة 55 منها سقطت في الأراضي المحتلة، في حين دمرت منظومة القبة الحديدية 36 منها وسقط 4 صواريخ في قطاع غزة».
وسقط أكثر من 500 صاروخ من غزة على الأراضي المحتلة.
ودمر نظام «القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ أكثر من 200 صاروخ أطلقت من غزة في الجو منذ الأربعاء الماضي.
وقالت الشرطة إن صواريخ أطلقت أمس وتفادت القبة الحديدية أسفرت عن إصابة شخصين حين سقطت على منزل في مدينة عسقلان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية اعترضت صاروخين أُطلقا من قطاع غزة على تل أبيب، بينما دوت صفارات الإنذار لليوم الرابع في المدينة، فيما جرح 3 إسرائيليين قرب الأراضي المحتلة.
ويأتي القصف بينما، أفاد مسؤولون مصريون أن مسؤولاً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة للتفاوض بشأن هدنة في اليوم الخامس من الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وقال المصدر إن المسؤول الإسرائيلي وصل في طائرة صغيرة وسارع عناصر في المخابرات العامة المصرية إلى مرافقته.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي إن هناك «بعض المؤشرات» على إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار، لكنه ليس لديه أي ضمانات مؤكدة. من جانبه، أشاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بـ «جهود» الرئيس المصري «لإرساء وقف لإطلاق النار» في قطاع غزة، لكنه اتهم حماس بأنها «رفضت» حتى الآن اقتراحه، وذلك في مقابلة بثتها شبكة سكاي نيوز البريطانية.
كما أكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية في اتصال هاتفي مع مرسي تأييده لجهود مصر للتهدئة «على أساس أن تكون هناك التزامات وضمانات تحول دون تكرار العدوان.
وصرح مسؤول فلسطيني أنه من الممكن التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل في غزة بجهود مصر وقطر وتركيا.
وقال مسؤولون في حركة حماس إن المحادثات مكثفة وتركز على الشروط المطلوبة لوقف إطلاق النار.
وأعلنت الجامعة العربية أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيتوجه غداً إلى قطاع غزة على رأس وفد وزاري.
وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قبل الاجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن إسرائيل مستعدة للنظر في تهدئة مع الفصائل الفلسطينية شرط توقف إطلاق القذائف من غزة.
من جهته قال فابيوس «ينبغي تجنب الحرب ويمكن تجنبها. طلب مني الرئيس فرنسوا هولاند الحضور لأننا في حالة طوارئ».
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد تل أبيب لتوسيع العملية «بشكل كبير».
وتأتي تصريحات نتنياهو بينما تنتشر آلاف من قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع قطاع غزة ما يثير تكهنات حول استعداد تل أبيب لتوسيع عملية «عمود السحاب».
وأغلق الجيش الإسرائيلي الطرق الرئيسة المؤدية لقطاع غزة، وبعد ذلك بقليل صادقت الحكومة الأمنية المصغرة المؤلفة من 9 وزراء إسرائيليين على استدعاء 75 ألف جندي احتياط. لكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حذر إسرائيل من أن شن عملية برية على غزة قد «يكلفها خسارة جانب كبير» من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفاً أن مثل هذه العملية «تهدد بتمديد النزاع».
وفي بانكوك، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إطلاق القذائف من غزة على الأراضي المحتلة هو العامل الذي «سرع» اندلاع الأزمة في القطاع، لكنه قال إنه «لا ينبغي القيام بعملية برية».
وأوردت وكالة «ريا نوفوستي»، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش قمة في بنوم بنه وسيقترح عقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية لبحث الوضع في غزة.
وفي عمان، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله المبعوث الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط توني بلير ضرورة تكثيف الجهود الدولية «لوقف العدوان والتصعيد» على قطاع غزة فوراً.
من جانبها، أطلقت منظمة الصحة العالمية نداء عاجلاً لجمع 10 ملايين دولار من أجل توفير الأدوية والمعدات الطبية في غزة للأشهر الثلاثة المقبلة بعد نفاد مخزون أغلبية المخازن من الأدوية الأساسية.