عواصم - (وكالات): أعلن الجيش الإسرائيلي أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت أمس النار على الأراضي السورية رداً على إطلاق نار استهدف آلية عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل لم يسفر عن أي إصابات. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «جرى إطلاق نار على جنودنا في المنطقة الوسطى من الجولان»، موضحة أن إطلاق النار «أصاب آلية». وأضافت أن «الجنود الإسرائيليين ردوا بقصف مدفعي باتجاه مصدر النيران، وسجلت إصابة مباشرة».
وإطلاق النار هو الأخير في سلسلة حوادث سجلت الأسبوع الماضي بين الجانبين.
في غضون ذلك اتهمت سوريا فرنسا، باتخاذ موقف «عدائي» تجاهها غداة إعلان باريس أنها ستستقبل «سفيراً» للائتلاف السوري المعارض، مع استمرار أعمال العنف في مناطق مختلفة خاصة جنوب دمشق وفي ريف حلب كبرى مدن شمال البلاد.
ومن طهران التي استضافت اجتماعاً لممثلي الحكومة السورية وأحزاب معارضة يعترف بها نظام الرئيس بشار الأسد، قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر إن «فرنسا تتصرف وكأنها أمة معادية وكأنها تريد العودة إلى فترة احتلالها سوريا»، في إشارة إلى مرحلة الانتداب الفرنسي في القرن الماضي. وأضاف أن فرنسا «تريد أن تتحدث باسم الشعب السوري، غير أن الشعب لا يوليها أي أهمية»، مشيراً إلى أن الدعوة إلى الاجتماع اقتصرت على «الحركات التي تقبل الحوار». ولم يحضر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي أبصر النور الأحد الماضي في الدوحة هذا الاجتماع، وهو يرفض أي حوار مع النظام قبل تنحي الأسد. ويأتي الموقف السوري رداً على إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده ستستقبل «سفيراً» للائتلاف هو منذر ماخوس، الذي كان ضمن وفد من الائتلاف برئاسة أحمد معاذ الخطيب، استقبله هولاند في قصر الاليزيه. وحتى الآن، اعترفت دول عدة أبرزها مجلس التعاون الخليجي وتركيا وفرنسا بالائتلاف المعارض كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، فيما أعلنت باريس أنها ستعيد طرح مسألة الحظر الأوروبي على تزويد المعارضة السورية بالسلاح. ومن المقرر أن يشكل هذا الأمر أحد محاور اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي ينعقد اليوم في بروكسل. لكن التوجه الفرنسي قوبل بانتقادات من سوريا وحليفيها البارزين روسيا وإيران. فقد اتهم نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في اجتماع طهران، فرنسا بـ»السعي إلى إضفاء الشرعية على تقديم السلاح إلى الائتلاف الذي يرفض حل الأزمة عبر الحوار»، مؤكداً أن دورها «سيء جداً» ويضعها في «حالة حرب غير مباشرة ضد سوريا». أما روسيا فحذرت في رسالة لوزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى المشاركين في الاجتماع، الدول التي تساند الائتلاف من أنها ترتكب «انتهاكاً فاضحاً» للقانون الدولي إذا زودت المعارضة بالأسلحة.
وندد بـ»المقاربة العسكرية» للغربيين، محذراً من خطر رؤية «القاعدة ومجموعات متطرفة تستولي على الحكم في سوريا» بفضل هذه الأسلحة.
كذلك اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في الاجتماع أن «بعض الدول تنوي إرسال أسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة إلى المعارضة»، محذراً من أن «مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الأمن وخطر الإرهاب والعنف المنظم في المنطقة».
ميدانياً، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الأسود في جنوب دمشق.
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل العشرات، بحسب مصادر المعارضة.
من جهة أخرى، أعلن الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود أن «المملكة العربية السعودية عمدت إلى تزويد مخيم الزعتري بـ2500 عربة نقالة لإيواء اللاجئين لتلافي حدة البرد القارس كون المنطقة صحراوية». وتعتزم الحكومة الأردنية إقامة مخيمين إضافيين للنازحين السوريين. ونفى الحمود التردد عن نية بلاده إقامة مخيم ثالث جديد. وبعد يوم من إطلاق المصور التركي جنيد أونال في دمشق، طالبت عائلة الصحافي الأردني من أصل فلسطيني بشار فهمي القدومي بإطلاق سراحه بعد فقدانه بحلب في أغسطس الماضي، بحسب ما جاء في بيان لمركز الدفاع عن الحريات الصحافية «سكايز» من بيروت.