الكويت - سماح علام:أكدت الصحافيات الخليجيات المشاركات بملتقى الصحافة الخليجية وجود تحديات كثيرة تتعلق بتكوين الصحافيات وتدريبهن، وغياب الخطط التطويرية الخاصة بالمرأة.وأجمعــــــــــت نحـــو 23 إعـــــلاميــــة حضــــــرت ملتقــــــــــى الصحافيات الخليجيات أمس في الكويت، أن المرأة الإعلامية تواجه تحديات مجتمعية وعربية وإقليمية، وعليها مسؤولية التأثير في المجتمع، وزيادة حضورها الفاعل في العمل الميداني. وقال رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري، إن ملتقى الكويت يدخل في قائمة مشروعات عاجلة أقرها المؤتمر العام الثالث للاتحاد في المنامة مايو الماضي، بغية معرفة مشكلات الصحافية الخليجية العاملة في الميدان واستعراض المشاركات لتجاربهن.وقال السديري «حرصنا على أن تقتصر المشاركة على الصحافيات الميدانيات فقط، واستثنينا الكاتبات والإداريات من دون التقليل من أهمية أعمالهن، ويدرس الاتحاد لاحقاً توصيات الملتقى ويبذل كل الإمكانات لحل المشكلات وتذليل الصعاب أمام الصحافيات الخليجيات، بما يسهم في الارتقاء بالعمل الصحافي الخليجي وبما يشجع المرأة على دخول هذا المعترك».من جانبه قال أمين عام الاتحاد ناصر محمد العثمان «لدول الخليج العربي واليمن خصوصية نحترمها، ولها عادات وتقاليد تؤثر بشكل أو بآخر في عمل الصحافية الميدانية المضطرة للتعامل مع مختلف شرائح المجتمع»، مبيناً أنه «لا يمكن تجاوز المجتمع وإلغاء العادات والتقاليد ولكن يمكن السعي لتذليل بعض الصعاب أمام بناتنا اللاتي اخترن الخدمة في بلاط صاحبة الجلالة».ونبه إلى عقبات وصعوبات كثيرة واجهت الاتحاد وجمعية الصحافيين الكويتية ووزارة الإعلام الكويتية في الإعداد للملتقى فرضتها طبيعة المجتمعات الخليجية المحافظة.واعتبر رئيس جمعية الصحافيين الكويتية أحمد يوسف بهبهاني، الملتقى بمثابة جرس تنبيه لذوي العلاقة كافة بما فيهم الصحفيات، مشيراً إلى أن جمعية الصحافيين الكويتية قررت تبني الملتقى الأول. وأعرب عن أمله في ألا يأتي موعد الملتقى التالي إلا وتم تذليل الكثير من العقبات أمام عمل الصحافيات الخليجيات الممارسات للعمل الصحافي الميداني، بما يشجع الأخريات الراغبات في دخول المجال على اتخاذ القرار.وكانت فكرة الملتقي قُدمت كمقترح في المؤتمر العام الثالث في المنامة مايو الماضي، بهدف لفت انتباه الصحف الخليجية والمؤسسات الصحافية والدوائر الحكومية ذات الصلة كافة إلى حاجة الصحافيات الخليجيات إلى مزيد من الاهتمام والرعاية والدعم.وأبدى رؤساء تحرير الصحف الكويتية المشاركون في المؤتمر حينها، رغبتهم في تنظيم الملتقى بالكويت بتنظيم مشترك بين اتحاد الصحافة الخليجية وجمعية الصحافيين الكويتية.وعرضت المشاركات في ملتقى الصحافيات الخليجيات مجموعة مشاكل تعاني منها المرأة خلال عملها الصحافي، فبين مشاكل وظيفية ومجتمعية تباينت الأطروحات التي حددت الصعوبات المهنية المتعلقة بتنظيم المهنة نفسها والبعد الاجتماعي وتفاوته بين مجتمع وآخر في تقبل فكرة عمل المرأة الإعلامي والعمل ليلاً، والسهر وعدم التقيد بمواعيد ثابتة، فكل هذه العوامل تعد عنصر طرد لكل المقبلات على المهنة.ولخصت الإعلامية الكويتية والأستاذة الجامعية د.ليلى السنعان، تحديات تواجه المرأة وعايشتها خلال عملها الإعلامي بقولها «تواجه المرأة الخليجية صعاب كثيرة، ولكنها تختلف من جيل إلى جيل، فقبل 20 عاماً كانت الظروف مختلفة تماماً عن اليوم، ولابد من الإشارة إلى أن الصعاب قد تكون ذاتية، ثم تنتقل إلى البيت والمجتمع، ثم صعوبات العمل والحصول على الترقيات».وتوضح السنعان أملها في مواصلة اتحاد الصحافيين الخليجيين وجمعية الصحافيين الكويتية عملهما من أجل تلمس المشاكل وإيجاد الحلول الفاعلة لها.من جهتها توضح الإعلامية الكويتية منى طالب، أن المجتمع الكويتي لم يكن عائقاً بالنسبة لها، حيث بدأت عملها منذ الصغر في فترة الستينات وأكملت دراستها بدعم من أهلها ومجتمعها، وواصلت دراستها ولم تجد سوى القبول والتشجيع، وقالت «الأساس هو الإصرار والرغبة في العطاء الإعلامي».وتؤكد الاعلامية منى طالب أهمية عدم الإطالة في الكتابة، والاهتمام بما يفتح شهية المتلقي، مع ضرورة محاكات الجانب الوجداني والتواصل مع الجمهور بأساليب مختلفة، لافتة إلى عملها على إعداد كتاب عن تجربتها ورؤيتها في هذا المجال. ونبهت إلى أهمية عدم الشكوى في العمل الغعلامي، والعمل من أجل إثبات الذات، مضيفة «العمل الصحافي متعب وله ظروفه الخاصة، ولكنه ممتع ويحمل رسالة سامية».وترى الإعلامية منال الطويل أن النظرة المجتمعية السائدة هي أن المرأة لا يناسبها العمل الميداني، وتقول «أدرب في المركز الإعلامي بالجامعة 20 طالباً لا ينخرط في العمل الإعلامي منهم سوى 3، وهذا دليل على العزوف عن المهنة، أما على صعيد الطرح فهناك الكثير من القضايا المستوردة لا تتلائم مع واقع المجتمع الفعلي».وتوضح الإعلامية الإماراتية حصة سيف، أنها دخلت مجال الإعلام وهي خريجة علوم سياسية، وعملت بجد وسعت إلى التميز وكرمت نظير عملها، أما بخصوص المعوقات فترى أنها هي السبب وراء نجاحها، فالنظرية القديمة هي أن المرأة مكانها الطبيعي في وظيفة مكتبية محددة ساعات العمل، بينما العمل الميداني لا يتلاءم معها، وقالت «هذه النظرة لم تعد تصلح اليوم».وترى الإعلامية العمانية جميلة بنت عامر، أن المرأة تعامل في العمل على أنها امرأة وليست صحافية فلا تزود بالمعلومات المطلوبة كما الرجل، بل لا يتم الاعتماد عليها في بعض الأحداث كما يعامل زميلها الصحافي.وترفض بشاير المروان الصحافية في جريدة اليوم السعودية، العمل تحت اسم مستعار، وتقول «هناك من يروج لفكرة عمل المرأة تحت مسمى غير اسمها الحقيقي، وهذا أمر مرفوض، فنحن بحاجة اليوم إلى تقوية المرأة في مجال العمل الإعلامي، لإثبات نفسها في المهنة».بعدها تناوبت المشاركات في طرح عدة مشاكل منها موضوع حصانة الإعلامي، والتوعية والدورات التخصصية وغيرها من مشاكل تعاني منها الإعلامية الخليجية.
970x90
970x90