كتب - عبدالله إلهامي:
أعلنت أسرة الأدباء والكتّاب البحرين احتضان المملكة المؤتمر العام للاتحاد في نسخته الـ25 بموعده المحدد ما بين 22 و25 ديسمبر المقبل، ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية.
ويحمل المؤتمر عنوان «الكلمة من أجل الإنسان»، وترعاه وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبحضور كل الاتحادات والجمعيات والروابط الأدبية العربية المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام.
وتنظم الفعاليات في مركز عيسى الثقافي وجامعة الخليج العربي ومقر أسرة الأدباء والكتّاب، وتنطلق بحفل الافتتاح في مركز عيسى الثقافي مساء السبت 22 ديسمبر بحضور وزيرة الثقافة وحشد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين الخليجيين والعرب يتقدمهم أمين عام اتحاد الأدباء والكتّاب العرب محمد سلماوي.
وقال أحد مؤسسي الحركة الثقافية في البحرين د.عبدالحميد المحادين لـ»الوطن»، إن الحدث يكرس ترابط البحرين بالوطن العربي، كونها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية والأدب العربي عموماً، لوجود رابطة لغوية وأدبية وثقافية لا يستهان بها.
وأكد ضرورة استثمار وجود هذا الحشد الكبير من الأدباء والمثقفين على أرض المملكة، لافتاً إلى أن انعقاد المؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب في البحرين رغم صغر رقعتها الجغرافية، يزيد من حضورها الكبير في الوطن العربي.
وأضاف أن كافة الدول تتنافس فيما بينها لاحتضان المؤتمر، لذلك فإن اجتذاب المملكة له يعد مكسباً كبيراً يضاف لرصيدها.
ولفت إلى أن الأدباء العرب يتكلمون من البحرين، وكل منهم يعتبر نافذة من النوافذ الإعلامية، لذلك فإن المؤتمر يحقق مكاسب كثيرة من بينها إطلاع تلك الكوكبة على الحراك الثقافي في المملكة عن قرب، وتقديم أنفسنا لهم، إذ أنهم «لم ينزلوا في وادٍ غير ذي أدب»، فالبحرين بها أدباء وشعراء ونقاد لا يقلون عن زملائهم في الوطن العربي، إضافة إلى تحقيق التعارف بين الأدباء العرب والبحرينيين، فالكثير منهم لم يدخل البحرين من قبل.
من جانبه قال رئيس جمعية الصحافيين مؤنس المردي، إن الجمعية تحرص على دعم المؤتمر بشكل مهني من خلال الزملاء في الصحف والإعلام المحلي، كي ينجح إعلامياً ويبرز الوجه الحضاري للمملكة، إذ أن الحدث الضخم يجب أن يحوز على تغطية كبيرة من خلال الكتاب المهتمين بالثقافة وكل ما يمت للأدب بصلة.
ونوّه إلى أهمية استغلال الحشد الكبير من المشاركين في المؤتمر لإثراء المكتبة العربية والعقول الأدبية التي تزخر بها المملكة، من خلال المقابلات والحوارات في الجرائد المحلية والخارجية، لافتاً إلى أنه سيكون هناك دعم إعلامي كذلك من الدولة.
ودعا أمين عام أسرة كتاب وأدباء البحرين د.راشد نجم، إلى استثمار هذا الحدث الضخم على الصعيد الإعلامي والثقافي من خلال تسجيل آرائهم وعمل لقاءات صحافية وتلفزيونية مع العديد منهم، إضافة إلى تسجيل انطباعاتهم عن المملكة والأحداث الحالية فيها، ما يعزز مكانة المملكة وقدرتها بين دول المنطقة.
ولفت إلى أنه تجري عدة فعاليات على هامش المؤتمر من بينها انتخاب الأمين العام، وإجراء تصويت على اختيار مقر للأمانة العامة لمدة 3 سنوات، مشيراً إلى أن المقر الحالي يقع في القاهرة.
وأكد أن المملكة حاضنة للثقافة ولها تاريخ كبير في هذا الجانب و»نريد التأكيد للعالم أن البحرين مفتوحة لكل الآراء والثقافات والأفكار في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، فليس هناك انغلاق أو أحداث بإمكانها التأثير على تلك النهضة الموجودة، إذ أن تاريخ البحرين الحضاري لن تفسده أحداث صغيرة، فهو ممتد للأجيال المقبلة، كما إن المملكة تظل حاضنة للمفكرين والأدباء رغم كل المشاكل في الوطن العربي، لأنها بيئة خصبة لتبادل الأفكار ووجهات النظر مهما كانت».
وقال «هذه المناسبة كنا ومن سبقونا نحلم بها، والآن يصبح الحلم حقيقة، لذلك فإنه لا يعد مكسباً لأسرة الأدباء والكتاب فقط، وإنما لكل المثقفين في البحرين ومنطقة الخليج ككل، إذ أن وجود هذا الزخم الثقافي من الأدباء والشعراء البحرينيين على مستوى الوطن العربي، إضافة إلى الحراك الثقافي البحريني المعروف، شجع على منح المملكة الثقة لتنظيم المؤتمر».
وأشاد رئيس مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب البحرينية الشاعر إبراهيم بوهندي خلال مؤتمر صحافي عقد في الزنج أول أمس، بدعم ممثل جلالة الملك سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، إضافة إلى دعم وزارة الثقافة ما من شأنه أن يسهم في خلق جسور ثقافية عربية منفتحة على آفاق فكرية وأدبية واسعة وممتدة.
وثمن الدعم الإعلامي الذي أكدت عليه وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب خلال لقائها مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب بحضور رئيس جمعية الصحافيين البحرينية، ومبادرة رئيس جامعة الخليج د.خالد العوهلي من خلال استضافته الندوة الفكرية «الأنصاري مفكراً».
ولفت رئيس الأسرة إلى أهم فعاليات المؤتمر، أهمها الملتقى الأدبي والملتقى الفكري اللذين يحتفيان بعلمين بحرينيين أسهما في تدشين الحراك الفكري والأدبي في المملكة، وكان لهما كبير الأثر على الصعيد الخليجية والعربية والدولية وهما المفكر البحريني والعربي المعروف د.محمد جابر الأنصاري، والأديب الكبير الراحل إبراهيم العريض بوصفه أديباً أثرى الحركة الشعرية والأدبية في البحرين وخارجها.
وأضاف «يتحدث في هاتين الندوتين كتاب ونقاد ومفكرون لهم بصمتهم المميزة في حقل الفكر والأدب على الصعيدين العربي والدولي وهما د.محمد الرميحي من دولة الكويت، د.حسين خمري، د.عثمان بدري من الجزائر، د.محمد نعمان جلال ود.باقر النجار ود.عبد الحميد المحادين و د.عبد القادر فيدوح من البحرين».
وتقدم رئيس أسرة الأدباء والكتاب بخالص الشكر والامتنان إلى جمعية الصحافيين البحرينية ممثلة في رئيسها المردي وإلى رؤساء تحرير الصحف ومسؤولي الفضائيات المحلية والخليجية والعربية على تعاونهم المثمر مع الأسرة في إلقاء الضوء على فعاليات المؤتمر.
ودعا القطاع الخاص لتعضيد الجهود المبذولة لإنجاح المؤتمر في سياق إبراز وجه البحرين الوطني والحضاري.
ووقف رئيس الأسرة خلال اللقاء على الاستعدادات الجارية من قبل اللجان المشكلة لاستلام مهام العمل في المؤتمر، حيث أسندت المهام التنسيقية بين الأسرة والجهات المعنية إلى عضو الأسرة المدير التنفيذي لجمعية الصحافيين البحرينية فواز سليمان.