استشهاد 103 فلسطينيين وإصابة 860 في 1350 غارة بمجزرة «عمود السحاب».. وتل أبيب تدرس مقترحاً مصرياً بوقف إطلاق النار
عواصم - (وكالات): استشهـــد 33 فلسطينيــــاً في غـــــارات جويـــــــة إسرائيلية على قطاع غزة أمس ما يرفع الحصيلة الإجمالية للمذبحة الإسرائيلية «عمود السحاب» ضد قطاع غزة التي دخلت يومها السادس إلى 103 شهيد نصفهم من النساء والأطفال، وبينهم القائد في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي رامز حرب، إضافة إلى 860 جريحاً بينهم 260 طفلاً و140 امرأة و55 مسناً.
وشنت قوات الاحتلال أكثر من 1350 غارة على القطاع، فيما بلغت مجمل الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على الأراضي المحتلة منذ بدء العدوان 1010 صواريخ تسببت في أضرار مادية وبشرية.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن على إسرائيل أن توقف هجومها على غزة وأن ترفع الحصار عن القطاع مقابل التهدئة التي ذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو الذي يسعى إليها، مشيراً إلى أن إسرائيل بدأت الهجوم ثم طلبت التهدئة لأن حساباتها فشلت.
وذكر مسعفون فلسطينيون أن فلسطينيين استشهدا في غارة على مخيم البريج وسط غزة. وقبل ذلك استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 3 في غارتين شنتها الطائرات الإسرائيلية على غزة واستهدفت إحداهما مبنى يضم مكاتب صحافية وسط القطاع وفقاً للجنة الإسعاف والطوارئ في حكومة حماس.كما استشهد فلسطيني وأصيب 3 بينهم مصوران تلفزيونيان في غارة استهدفت مبنى «برج الشروق» المكون من 14 طابقاً ويضم العديد من المكاتب الصحافية في غرب مدينة غزة. وأكدت لجنة الإسعاف والطوارئ في حكومة حماس وجود «شهيد متفحم وإصابة 3 في غارة على برج الشروق». وقال مصدر في الجهاد الإسلامي إن الشهيد هو «رامز حرب القيادي الميداني في سرايا القدس» الجناح العسكري للحركة. وقالت المخابرات الإسرائيلية «شاباك» إن الهجوم نفذ بالاشتراك مع الجيش أثناء تواجد «مسؤولين كبار من الجهاد الإسلامي في برج الشروق بمدينة غزة». وبحسب شهود العيان فإن اثنين من المصابين مصوران أحدهما يعمل لصالح قناة العربية الفضائية والثاني في تلفزيون «هنا القدس» المحلي. وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها الطائرات الإسرائيلية المبنى. وفي مخيم النصيرات استشهد فلسطينيان في غارة جوية استهدفت موقعاً للشرطة البحرية التابع لحكومة حماس، بحسب لجنة الإسعاف والطوارئ وشهود عيان. وشيع أكثر من 1000 فلسطيني في جنازة سادها الحزن والغضب 11 شهيداً بينهم 5 أطفال قضوا في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، في وقت كان مسعفون يبحثون عن بقايا أجسادهم تحت الأنقاض. ورفعت جثامين الأطفال الخمسة وهم من عائلة الدلو بعد أن لفت بإعلام فلسطين بينما حمل جثمان والد هؤلاء الأطفال محمد الدلو وهو عضو في الأمن والحماية في حكومة حماس، وزوجته ووالدته و3 نساء وشاب على نعوش خرج بها المشيعون من أمام ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة في جنازة محمولة إلى منزل أقاربهم في حي النصر شمال المدينة.
من جانب آخر، استشهد شاب فلسطيني في الضفة الغربية متأثراً بإصابته برصاص إسرائيلي في تظاهرة تضامن مع قطاع غزة في مستشفى في مدينة رام الله، بينما ارتفعت وتيرة التظاهرات بالضفة.
وقد أعلنت قيادات من فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية عن الوحدة وإنهاء الانقسام من رام الله تضامناً مع غزة.
من ناحية أخرى، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات الصاروخية الفلسطينية من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة انخفضت بنسبة 40% وأن سلاح الجو الإسرائيلي شن على قطاع غزة 1350 غارة جوية منذ بدء عملية «عمود السحاب». من جهة ثانية قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري «إن مجمل الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة منذ بدء العدوان بلغت 1010 صورايخ، وتسببت في أضرار مادية وبشرية، كما تم اعتراض 302 صاروخ بواسطة نظام «القبة الحديدية». وتوعد الجيش الإسرائيلي باستهداف قادة المقاومة في غزة. واظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «هارتس» الإسرائيلية أن 84% من الإسرائيليين يؤيدون عملية «عمود السحاب» التي قال 12% إنهم لا يؤيدونها، و4% لم يبدو رأياً. وقد حشدت إسرائيل آلاف الجنود الاحتياطيين ونشرت ناقلات جند مدرعة وجرافات ودبابات على الحدود مع قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن على إسرائيل أن توقف هجومها على غزة وأن ترفع الحصار عن القطاع مقابل التهدئة التي ذكر أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إليها. وأضاف في مؤتمر صحافي بالقاهرة أن الحركة ليست ضد التهدئة وإنما هناك مطالب محددة تتلخص في وقف «العدوان» الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة. وتابع أن الأمريكيين والأطراف الأوروبية وإسرائيل نفسها طلبت من مصر العمل على تحقيق التهدئة. ومضى يقول إن إسرائيل بدأت الهجوم ثم طلبت التهدئة لأن حساباتها فشلت.
من جانبه، قال رئيس حزب الحرية والعدالة المصري محمد سعد الكتاتني في مؤتمر صحافي في مستشفى الشفاء بغزة «ما شاهدناه اليوم نقول دائماً إن خيار المقاومة خيارنا وإننا مع إخواننا الفلسطينيين في خندق واحد لن نتركهم أبداً». وفي القاهرة، قال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إن جهود مصر للتفاوض بشأن التهدئة مستمرة وإن التوصل لاتفاق بهذا الصدد قد يكون قريباً. كما دعت السعودية، إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على قطاع غزة.
وفي أنقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة باتخاذ موقف غير عادل تجاه المسلمين ودعا إلى «تحرك صادق» لإنهاء الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.
وقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى القاهرة في مستهل زيارته للمنطقة لدعم جهود الوساطة المصرية.
ومن المقرر أن يلتقي بان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وينتقل بان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة غداً، وأعلنت الأمم المتحدة أنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
من جهة أخرى، يرى محللون أن العدوان الإسرائيلي على غزة يستهدف ترسانة من الصواريخ سواء التي أنتجت محلياً أو التي تصل إلى المقاومة من دول عربية، ورغم الفارق الكبير في القوة العسكرية لم تتمكن إسرائيل من ردع الصواريخ الفلسطينية التي تسقط على البلدات الجنوبية منذ 10 سنوات.
وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل بكل من الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إطار المساعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتزامن الاتصالان مع إعلان الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اجتمعت لمناقشة اقتراح مصري حول هدنة بين فصائل المقاومة وإسرائيل.