أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أفلام برنامجه «احتفال بالسينما الهندية»، وليتزامن هذا الإعلان مع احتفالات الجالية الهندية في دولة الإمارات بأعياد «الديوالاي». يأتي برنامج هذا العام بالتناغم مع ذكرى مرور 100 سنة على السينما الهندية، ما يجعل الأفلام المعروضة مناسبة خاصة للتعرف على آخر ما توصلت إليه هذه السينما العريقة، وأحدث إنتاجاتها، وأبرز الأسماء الجديدة والمميزة في صناعة السينما الهندية.
وقال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله آل علي: إن الأفلام الهندية المعروضة هذا العام تمنح المشاهد فرصة استثنائية للتعرف على جديد صناعة السينما الهندية، ولعلها وسيلته لمعرفة أين وصلت هذه السينما بعد مرور 100 سنة على أول فيلم أنتجته»، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبه الكاتب والمخرج ياش شوبرا الذي توفي هذا العام، معتبراً أن أعماله «تبقى حاضرة وملهمة للأجيال المقبلة في السينما الهندية».
بدوره أكد مدير برامح آسيا وأفريقيا ناشين مودلي على استثنائية هذه الدورة واحتفالها الخاص بالسينما الهندية، مشيراً إلى أن اختيارات الأفلام انحازت إلى «أفلام خاصة جداً تعكس جوهر السينما الهندية وغناها، بما يتناغم ومرور 100 سنة على إنتاجات سينمائية لا مجال لحصرها أو تأطيرها، ففي الهند ينتج سنوياً أكثر من ألف فيلم».
وإذا كانت 100 سنة قد مرت على السينما الهندية، فإن 150 سنة مرت على ميلاد شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور، الحائز على جائزة نوبل للآداب، وليأتي فيلم «رباعيات» ليس كتحية إبداعية خاصة يقدمها المخرج والشاعر بودهادب داسغوبتا فقط إلى طاغور، بل مساحة جمالية خاصة تقدم معالجة بصرية لعوالم تلك القصائد التي تصور عالماً حلمياً، وليكون الفيلم أيضاً مؤلفاً من أربعة أفلام قصيرة، كل فيلم بعنوان واحدة من القصائد المجسدة، والمأخوذة من كتاب يضم 13 قصيدة من أشهر قصائد طاغور. وبعيداً عن سكينة وروحانية قصائد طاغور، يأتي من بين الأفلام التي سيعرضها برنامج «احتفال بآسيا وأفريقيا» فيلم هانسال ميهتا «شهيد» الذي تدور أحداثه أثناء العنف الأهلي المندلع في بومباي العام 1993، ورحلة شهيد عزمي التي يتنقل فيها بين الإرهاب، والسجن ظلماً بموجب قانون مكافحة الإرهاب الجائر، وصولاً إلى أن يصبح محامياً، وهنا يتحول شهيد إلى المخلّص في مجال حقوق الإنسان، خصوصاً وأن العنف الأهلي في تصاعد. إنه فيلم مأخوذ عن قصة حقيقة لشاب مسلم فقير يناضل ضد الظلم وعدم المساواة، متخطياً ظروفه، لنكون حيال شهادة فذة عن الروح الإنسانية والأسئلة التي تثيرها بما يمزج الروائي بالتوثيقي.
أما فيلم «الدكان» فإن التجربة الشخصية لمخرجه جوي ماثيو تلقي بظلالها على أحداثه، فهذا المخرج جاء دبي منذ عدة سنوات للعمل، وليس في جيبه إلا بضع روبيات. لكنه على عكس بطل فيلمه، قرر العودة إلى كيرالا بشكل نهائي، ليكرس حياته كاملةً للتمثيل والكتابة والإخراج المسرحي، بالإضافة لكونه ناشطاً سياسياً. جند المخرج كل خبراته الواسعة ليقدم لنا فيلماً لاذعاً بسخريته، يضيء على تأثيرات تجربة العمل في الخليج العربي على مجتمع كيرالا المعاصر. وبما أن الأضواء مسلطة على مرور 100 سنة على السينما الهندية فإن فيلم «صوت» للمخرج كوشيك غانغولي، ليس إلا إعلان حب للعاملين في السينما، ومساعيهم لصونها وحمايتها رغم المتغيرات التي تعصف بما حولهم. إذ يروي الفيلم قصة فنان بنغالي، يقلِّد الأصوات التي تتحول إلى مؤثرات صوتية في الأفلام، لدرجة يصبح فيها أسير تلك المهنة، ورابطه الوحيد بالحياة.
هذه الأفلام لن تنسينا أيضاً أفلاماً هندية أخرى تحملها مسابقة «المهر الآسيوي الأفريقي» مثل «الآنسة الفاتنة» لأشيم أهلواليا، وفيلم أناند غاندي «سفينة ثيزيوس»، إضافة للفيلمين الوثائقيين «غلابي غانغ» للمخرجة الهندية نيشتا جين، وفيلم سوراف سارانغي «تشار..جزيرة بلا بشر»، إضافة لفيلم «غاتو» لرجان خوسا الذي يعرض في برنامج «سينما الأطفال».