الدوحة - يبحث رؤساء العالم خلال اجتماعهم في الدوحة ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” في أبريل المقبل السياسات الاقتصادية المحفزة للنمو الاقتصادي. كما سيناقش المجتمعون إيجاد فرص العمل أكثر عدداً وأفضل نوعية والحد من الفقر، مستفيدين من الدروس التي أملتها حالات الاستياء الاجتماعي التي عرفها العالم غداة الأزمة الاقتصادية العالمية. يذكر أن الانكماش العالمي الذي بدأ في 2008 أدى إلى تفش عالمي للبطالة، ليس فقط في الدول المتقدمة اقتصاديا، وخصوصاً بين الشباب، بل إنه أدى أيضاً إلى زيادة حدة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها. ومع انتشار تداعيات الأزمة، فقد تجاوز الاستياء المنطقة العربية، كما بدا جلياً في حركات المطالبة الاجتماعية التي شهدتها الدول المتقدمة اقتصاديا مثل حركة الدعوة إلى احتلال وول ستريت في الولايات المتحدة. وتمت دعوة قادة العالم العربي وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا لتبادل وجهات النظر والخبرات مع ممثلي الأونكتاد في جلسة تعقد مساء اليوم الأول لمؤتمر الأونكتاد، الذي يلتئم مرة كل 4 أعوام، وسيكون اللقاء تحت عنوان: “في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية: فرص جديدة للنمو والإنصاف الاجتماعي”. ويرى الأمين العام لـ«الأونكتاد”، د. سوباتشاي بانيتشباكدي: “هذه اللحظة مؤاتية لتجديد العقد الاجتماعي بين الدول ومواطنيها كما إن الوقت مناسب لإعادة تقييم العولمة المبنية على أسس مالية بهدف تلافي خسارة عقد كامل من التنمية”. وينعقد مؤتمر “الأونكتاد” في دورته الـ13 تحت عنوان العولمة المرتكزة إلى التنمية، ما يدعو إلى التركيز على التجارة، والاستثمار، ونقل التكنولوجيا، وريادة الأعمال وإدارتها بشكل جيد حتى تؤدي إلى زيادة فرص العمل ونوعيتها، وتوفير ظروف معيشية أفضل للجميع. ويتمثل التحدي الحقيقي في كيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها عملية التحول السياسي، وتقييم الدروس المستفادة من الإخفاقات السابقة وتحديد المسارات البديلة الممكنة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وسينعقد المؤتمر في “مركز قطر الوطني للمؤتمرات”، بالدوحة، في أول استضافة للمؤتمر في المنطقة العربية. ويتيح المؤتمر الفرصة للمشاركين لمناقشة شاملة لوضع الاقتصاد العالمي من كافة جوانبه، والتحديات الاقتصادية الكبرى التي تواجه الدول النامية، خصوصاً على ضوء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. وسيسبق المؤتمر سلسلة من الفعاليات بينها المنتدى العالمي الثالث الاستثمار في الفترة من 20-22 أبريل، الذي يحضره عدد من صانعي القرار السياسي وكبار مسؤولي الشركات العالمية، بينهم، رئيس مجلس إدارة شركة نستله، بيتر برابيك - ليتماثي. كما ينعقد منتدى المجتمع المدني في الفترة من 17-25 أبريل بحضور حوالي 400 من ممثلي المنظمات غير الحكومية من جميع أنحاء العالم، إضافةً إلى أول منتدى عالمي للخدمات في 19 أبريل الذي يجمع كبار المسؤولين في هذا القطاع الاقتصادي والجهات الحكومية المسؤولة.