عواصم - (وكالات): ينتظر قطاع غزة إعلاناً من القاهرة عن التوصل إلى تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل رغم أن التطورات الميدانية لا تبشر بقرب التوصل إلى ذلك لوقف مذبحة “عمود السحاب” التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ نحو أسبوع. وفي حين أكدت مصادر فلسطينية ومصرية قرب الإعلان عن التوصل إلى تهدئة، تسارعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على القطاع موقعة 26 شهيداً، في حين أعلنت إسرائيل مقتل اثنين من مواطنيها أحدهما جندي بصواريخ المقاومة. واستشهد 134 فلسطينياً وأصيب أكثر من 1050 منذ بدء العدوان
من جهته، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أن “العدوان الإسرائيلي” على غزة “سينتهي اليوم”، متوقعاً التوصل إلى تهدئة خلال ساعات، كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط. كما قالت مصادر في حركتي “الجهاد” و«حماس” إنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في القاهرة للإعلان عن التوصل إلى تهدئة في غزة بعد أسبوع من مجزرة “عمود السحاب” الإسرائيلية في القطاع. من ناحيته، قال المسؤول في حركة حماس أيمن طه إن إسرائيل ونشطاء غزة توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية سيبدأ تنفيذه قريباً.
وفي الأراضي المحتلة، قالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع “حماس” و«الجهاد الإسلامي” ابتداء من منتصف هذه الليلة بموجب الاقتراح المصري. إلا أن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس قال “حتى الآن لم يتم التوصل لاتفاق تهدئة”، لكنه أضاف أيضاً “ومن المتوقع أن يتم ذلك في أي وقت”. وتابع أن “الرئاسة المصرية هي من ستعلن عن اتفاق التهدئة في حال التوصل له، وأية تصريحات قبل أو غير ذلك فهي غير مسؤولة”. وفي غزة قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان “تؤكد حركة حماس أنها حتى الآن لم تتلق الرد الإسرائيلي وتدعو وسائل الإعلام إلى عدم التعجل وأن الرئاسة المصرية هي من سيعلن اتفاق التهدئة عند التوصل إليه”.
وأكد مصدر مصري مطلع على المفاوضات أنه “حتى الآن، لا يوجد قرار نهائي”. أضاف “بعثت مصر المقترح النهائي، ونحن في انتظار الرد الإسرائيلي النهائي”، مشيراً إلى أنه “في حال وجود اتفاق على ذلك فهذا يعني أننا قريبون من إعلان وقف لإطلاق النار”.
من ناحيته قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي ان المفاوضات جارية. وكتب المراسل الدبلوماسي لصحيفة هارتس الإسرائيلية باراك رافيد بأن وقف إطلاق النار “قد يبدأ هذا المساء” خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل لن تعلن رسمياً عن موافقتها على وقف إطلاق النار إلى حين وصول كلينتون إلى إسرائيل في وقت لاحق. من جانبه، اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته إلى قطاع غزة على راس وفد وزاري عربي رفيع أن “المشكلة ليست في التهدئة بل في الاحتلال”.
وقال العربي خلال لقائه مع الوفد الوزاري العربي إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في مدينة غزة إن “المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل يجب ان نركز جميعا من دول عربية وإسلامية وصديقة في كل العالم على إنهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسة”. وأضاف “بعد ما رأيناه من دمار إذا حصلت التهدئة سوف يتكرر العدوان، ويجب التركيز على إنهاء الاحتلال”.
وقال إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال “لسنا ضد وقف الحرب وحماية أبناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره”. وأوضح أن حكومته “تعمل علي مسارين لوقف العدوان أولهما عبر دعم المقاومة بكافة الأشكال والثاني الجهد الدبلوماسي”.
من ناحيته قال المتحدث الرسمي باسم حكومة حماس طاهر النونو إن “زيارة وفد وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي تأكيد على أن غزة ليست وحيدة وسياسة عزلها عن أمتها فشلت”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن “تصعيداً إضافياً” في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة سيشكل “كارثة على المنطقة”.
وتأتي زيارته أيضاً متزامنة مع إعلان إسرائيل إرجاء هجومها البري على القطاع لإعطاء مزيد من الفرض للجهود الدبلوماسية، بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي كبير. ويزور بان كي مون رام الله اليوم للالتقاء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان الدعوات الموجهة لإسرائيل بعدم شن عملية برية تقوي حماس وقد تطيل من أمد النزاع الحالي”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “تمد يداً للسلام وتشهر سيفا بالأخرى”. والتقى نتنياهو وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي وأكد له أن إسرائيل تسعى للتوصل إلى “اتفاق طويل الأمد” يضمن وقف تهريب الصواريخ والقذائف إلى قطاع غزة.
ورغم جهود التهدئة واصل الطيران الحربي الإسرائيلي قصف القطاع واستهدف المدنيين العزل، فيما كثفت فصائل المقاومة من إطلاق صواريخها باتجاه الأراضي المحتلة. وتزامن النشاط الدبلوماسي الواسع مع استهداف القدس للمرة الثانية منذ اندلاع النزاع بقذيفة طويلة المدى أطلقت من غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده بصاروخ أطلق من قطاع غزة على مجلس إقليم أشكول جنوب الأراضي المحتلة، كما أعلن مقتل إسرائيلي ثانٍ بصاروخ.
وأعلنت لجنة الإسعاف والطوارئ التابعة لحكومة حماس استشهاد مصورين صحافيين في غارة إسرائيلية استهدفت السيارة التي كانت تقلهما في حي النصر غرب غزة. وقد توعد القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إسرائيل بدفع “الثمن باهظا” لو فكرت في شن حرب برية على غزة. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في الوقت ذاته “إطلاق صاروخ من طراز ام 75 باتجاه القدس المحتلة”.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التابعة للأمم المتحدة إن 50 عائلة غزاوية تعيش بجوار خط المواجهة مع إسرائيل فرت من بيوتها بحلول اليوم السابع من الغارات الجوية الإسرائيلية لكن المزيد من الناس سيشردون إذا حدث إي غزو بري.
من جانبه، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بحدة إسرائيل واصفاً إياها بـ “الدولة الإرهابية” وبأنها تقوم “بتطهير عرقي” بحق الفلسطينيين.
وقال أردوغان في البرلمان إن “إسرائيل تتجاهل في هذه المنطقة السلام وتنتهك القانون الدولي وتقوم بتطهير عرقي ضد شعب. هذه الدولة تحتل شيئاً فشيئاً الأراضي الفلسطينية”.
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي ضرورة الوصول إلى تهدئة للوضع في غزة.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما شكر الرئيس المصري محمد مرسي على جهوده من أجل “وقف التصعيد” في الشرق الأوسط، بعد ثالث اتصال هاتفي بين الرئيسين في غضون 24 ساعة. من ناحيته، قال قائد تنظيم الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح في مقابلة تلفزيونية إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم أسلحة إيرانية الصنع أو تم تمويل شرائها بمال إيراني في هجماتها على الكيان الصهيوني.
ودعا القيادي الفلسطيني إلى تنويع مصادر السلاح للمقاتلين ودعا الدول العربية إلى مد المجموعات الفلسطينية بالسلاح. وفي وقت سابق، أعلن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة اعترضت على صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن حول الوضع في غزة بعد أن اعتبرته “غير بناء”، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لإقرار تهدئة في القطاع المشتعل منذ 14 نوفمبر. من جهتها، عبرت الصين عن تأييدها “لأي تحرك” في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة بعدما اتهمت روسيا ضمناً الولايات المتحدة بأنها “تسعى لعرقلة” نص قدم إلى الدول الأعضاء.