عواصم - (وكالات): أعلنت بريطانيا أنها قررت الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد “ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري” ودعته إلى تعيين ممثل له في لندن، غداة إعلان الاتحاد الأوروبي دعمه واعترافه بالائتلاف المعارض.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن تؤدي عسكرة الأزمة السورية إلى خلق “ساحة قتال إقليمية”، في وقت أعلنت تركيا أنها ستطلب “في أسرع وقت” من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. في غضون ذلك، تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب سوريا، بينما أدت الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين أكراد في شمال سوريا إلى مقتل 31 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وخاضت قوات الأسد مدعومة بالدبابات معارك لطرد مقاتلي المعارضة من معقل داريا جنوب غرب دمشق في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم “على أساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائنا الأوروبيين قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري”. بيد أن هيغ أضاف أن الائتلاف “عليه أن يبذل جهوداً كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية” وتابع أنه “من المصلحة الكبرى لسوريا والمنطقة وبريطانيا أن ندعمهم وألا نترك مكاناً للمجموعات المتطرفة”.
وأصبحت بريطانيا تاسع دولة تعترف بالائتلاف بعد فرنسا وتركيا ودول الخليج العربية. وفي مؤتمر صحافي عقده في القاهرة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان وخطر تحول سوريا إلى ساحة قتال إقليمية مع أعمال العنف المتصاعدة فيها”. ودعا بان الأسرة الدولية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، من أجل التوصل إلى حل سياسي “يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”. كما دعا بان الأسرة الدولية إلى تكثيف مساعدتها “في مواجهة الوضع الإنساني الذي يتدهور”، خصوصاً للدول المجاورة لسوريا التي تواجه تدفقاً للاجئين. وترجح المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن يقارب عدد هؤلاء 700 ألف شخص نهاية العام الجاري.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ “إجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص”. وأضاف “سنقدم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن”، مؤكداً أن أنقرة باتت “في المرحلة الأخيرة من المحادثات” قبل تقديم الطلب.
وكان من المتوقع أن تتقدم تركيا بطلب نشر الصواريخ أمس تزامناً مع اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسل. وتزايد الاحتمال مع تكرر سقوط قذائف مصدرها سوريا في الأراضي التركية أدت إحداها إلى مقتل 5 مدنيين أتراك. وعمدت تركيا إلى الرد بالمثل وعززت إجراءاتها الأمنية ونشرت دبابات وبطاريات صواريخ مضادة للطيران قصيرة المدى على طول الحدود. في هذه الأثناء، أعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز “المخابرات العامة للثورة السورية” لمواجهة “المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة”، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الإنترنت. ميدانياً، استمرت أعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة حلب، تدور معارك في ريف حلب الغربي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتبية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على قاعدة عسكرية ضخمة في المنطقة نفسها تعرف باسم “الفوج 46”. وفي محافظة الحسكة، أشار المرصد إلى أن 29 شخصاً قضوا جراء اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين. وفي دمشق، سقطت قذيفتا هاون على مبنى وزارة الإعلام السورية غرب دمشق، اقتصرت أضرارهما على الماديات بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
وذكرت الوكالة في وقت لاحق أن 9 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا جنوب حلب على أيدي مقاتلين معارضين.
ويحاول مقاتلو المعارضة نقل الانتفاضة المندلعة منذ 20 شهراً إلى قلب العاصمة دمشق مقر سلطة الأسد وأطلقوا على هذا الأسبوع اسم أسبوع “الزحف على دمشق”.
وذكرت مصادر بالمعارضة أن قوات النخبة من الحرس الجمهوري مدعومة بالدبابات هاجمت معقل المعارضة في داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي من المدينة وواجهت مقاومة شرسة من مقاتلي المعارضة الذين تشبثوا بمواقعهم رغم القصف الجوي المستمر منذ أيام.
وقال ناشطون إن 12 شخصاً قتلوا في درعا معظمهم بسبب القصف الجوي الذي يمهد للهجوم البري. ولجأ آلاف السكان إلى الضواحي القريبة هرباً من القتال.
واستولى مقاتلو المعارضة أمس الأول على مقر كتيبة عسكرية قرب البوابة الجنوبية لدمشق وهي أقرب قاعدة عسكرية للعاصمة ترد أنباء تفيد بسقوطها في أيدي مقاتلي المعارضة.