سلّمت وزارة التربية والتعليم جائزة “اليونسكو” ـ الملك حمد في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم لألمانيا وكوريا الجنوبية، في حفل أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في باريس أمس، تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.وأكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي الذي ناب عن الملك في حضور الحفل السادس وتسليم الجائزة للفائزين، أن التعاون بين الوزارة و«اليونسكو” تكثف خلال السنوات القليلة الماضية، وكان من ثماره الإعلان عن الجائزة التي وضعت البحرين في صلب أهداف “اليونسكو”، إضافة إلى إنشاء المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من الفئة الثانية العامل تحت مظلة “اليونسكو”، ويؤدي دوره بكفاءة في مجاله الإقليمي من أجل نشر المعرفة التكنولوجية والاتصالية واستخداماتها بالقطاعين الخاص والعام.وعبَّر النعيمي عن أخلص تحيات وتهاني جلالة الملك المفدى راعي الحفل السادس لتسليم “جائزة اليونسكو ـ الملك حمد لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم”، وتقيمه منظمة اليونسكو بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تأكيداً لما تتمتع به الجائزة العالمية من اهتمام دولي كبير، وتعبيراً عن مكانة رفيعة تحظى بها “اليونسكو” في الذاكرة البحرينية.ووجه الشكر لمدير عام المنظمة وجميع من ساهم في تنظيم الحفل، نظير جهودهم الخيرة المنسجمة مع دور الجائزة في تشجيع وتعزيز مبادرات تسهم في نشر التعليم وإيصاله إلى الجميع عبر استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصال على النطاق العالمي، لإيصال الخدمة التعليمية للجميع، ما جسدته في الواقع البحوث والمبادرات الفائزة بالجائزة.وأشاد بالاهتمام الذي حظيت به الجائزة من قبل المختصين بالتعليم الإلكتروني، أفراداً وهيئات ومنظمات مختصة في دول العالم، منذ الإعلان عنها وللعام السادس على التوالي، حيث تجاوز عدد المتقدمين لنيل الجائزة والتنافس للحصول عليها أكثر من 150 باحثاً ومركزاً من أكثر من 100 دولة.وقال وزير التربية “يأتي في هذا السياق التعاون المثمر والفعال بين خبراء اليونسكو والبحرين بفضل التوقيع على اتفاقية بين الطرفين لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع مركز التميز للتعليم الفني والمهني بمعهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا، ليكون معززاً لانفتاح البحرين على العالم والاستفادة من الخبرات الدولية في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وأنجز بكل كفاءة سلسلة مميزة من المناهج المرتبطة بالتعليم الصناعي، حيث تستفيد العديد من الدول من هذه المناهج العاملة على بناء أفضل صلة بين التعليم الصناعي وسوق العمل”.وأضاف “من مظاهر هذا التعاون أيضاً، توقيع مذكرة تفاهم مع مكتب التربية الدولي في جنيف والتابع للمنظمة، تتضمن خطة طموحة للتعاون في مجال تطوير ومراجعة مناهج حقوق الإنسان وتربية المواطنة في إطار مراجعة شاملة تنفذها الوزارة لتعزيز قيم حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك في أذهان الناشئة، إضافة إلى العديد من المجالات التعليمية والتدريبية تشملها مذكرة التفاهم وتغطي التعليم والتعليم العالي والتقويم والتخطيط التربوي واقتصاديات التعليم”.ووجه الوزير شكره لجميع من ساهم في تنظيم الحفل، منوهاً بمساهمة وزارة الثقافة البحرينية في تنظيم المعرض المصاحب للفعالية، ما عكس مظاهر التقدم الحضاري في المملكة.من جانبها أشادت مدير عام منظمة اليونسكو آرينا بوكوفا، بمبادرة جلالة الملك المفدى بإنشاء الجائزة الدولية المهمة، والتي تتلاقى مع أهداف “اليونسكو” في نشر التعليم للجميع، مثمنة دور وزارة التربية والتعليم في تعزيز الروابط والتعاون مع المنظمة في مختلف المجالات. وأوضحت بوكوفا أن الجائزة وفرت فرصة مميزة لخدمة أهداف التعليم للجميع للمساعدة على توسيع نطاقه من خلال تشجيع المبادرات الدولية في هذا المجال.وقالت إن العالم اليوم مازال يعاني من وجود الأمية، وأن ملايين الأطفال مايزالون خارج مقاعد الدراسة، لافتة إلى أن تقنية المعلومات والاتصال وما تتيحه من إمكانات في نشر التعليم وإيصاله للجميع أصبحت تشكل أداة قوة للمعرفة والمهارات ونشر القيم الإنسانية والالتزام الجماعي بالمواطنة العالمية.وأكدت أن الجائزة حققت في عامها السادس نتائج قيمة ومشهودة على صعيد تعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالنسبة للتعليم. تسليم الجوائزوسلّم وزير التربية والتعليم والمديرة العامة لليونسكو الجائزة للفائزين، وهما مشروع الأساسيات من خلال الإنترنت “nternet ABC Project” من ألمانيا، ويمثله البروفيسور يوخن فاسكو، ومشروع “مكافحة تلوث المعلومات” (InfollutionZERO) من كوريا الجنوبية، وشاركت في تأسيسه البروفيسورة يوهيون بارك وتتولى رئاسة مجلس إدارته.ويتمحور موضوع الجائزة الذي اختارته اليونسكو لعام 2011 حول “تعليم الشباب من أجل مواطنة مسؤولة شاملة ورقمية”، ما يعكس رغبة المنظمة في إرساء الحق في تعليم جيد النوعية للجميع كأساس لبناء مجتمع إنساني واحد لعالمنا يتقاسم نفس المثل العليا وقيم العيش المشترك والمساواة والسلام والتسامح. ويتميز الموضوع بتغيير في محور التركيز جراء نشأة جيل جديد من المعلمين ـ يُشار إليهم أحياناً باسم “أبناء العصر الرقمي” ـ ممن نموا وتربوا في عالم مُغرق بشبكات المعلومات، ما يمثل تحولاً من التدريب على التكنولوجيات إلى قضايا أوسع نطاقاً، مثل المسؤولية والأخلاقيات الإبداع. ويرمي الموضوع أيضاً إلى زيادة توعية الشباب بكيفية استخدام الإنترنت على نحو آمن وحماية حقوقهم في المجال السيبرني. ويهدف المشروع الألماني “الأساسيات من خلال الإنترنت”، إلى تعزيز استخدام الأطفال والآباء والراشدين للتكنولوجيات من خلال كم هائل من المحتويات الخالية من الإعلانات ترد في أكثر من مليون صفحة تحوي رسوماً متحركة تتسم بالجاذبية والجمال وتستهدف أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة، لتعزيز معرفتهم باستخدام الإنترنت على نحو آمن. ويتضمن المشروع موقعاً إلكترونياً لتبادل المناقشات التفاعلية والآراء، لمساعدة المستخدمين على التحلي بروح المسؤولية حيال الإنترنت والسعي بالتدريج لوضع المحتويات والمعارف. ويوفر المشروع مواد تعليمية رفيعة المستوى لاستخدامها في قاعات الدرس، فضلاً عن نموذج مشترك بين الثقافات قابل للتوسيع نُشر في تركيا ويجري تطبيقه في بلدان أخرى. وكوفئت البروفيسورة يوهيون بارك المشاركة في تأسيس مشروع “مكافحة تلوث المعلومات” من كوريا الجنوبية، تقديراً لقيادتها ومبادرتها لمشروع مكافحة تلوث المعلومات، ما من شأنه تعزيز المواطنة الرقمية لدى الأطفال والشباب والآباء. ويعالج المشروع تحديات تنطوي عليها مسألة “تلوث المعلومات” ـ أي الآثار الضارة الناجمة عن “الملوثات” الرقمية غير الآمنة ـ بما فيها التعابير المسيئة وإدمان التكنولوجيا. ويشكل المشروع نهجاً قصصياً يقوم على اللعب ويتسم بجاذبية فائقة، وهذا النهج يستخدم حكاية خيالية ترمي إلى مساعدة الأطفال على إدراك مخاطر يرجح أن تتولد نتيجة استخدام الإنترنت بشكل غير آمن، من خلال شخصيات متحركة ومعرض صغير صُمم لزيادة الوعي بظاهرة “تلوث المعلومات”، فضلاً عن مبحث مبتكر عن العنف الافتراضي من شأنه تعزيز فهم ظاهرة “تلوث المعلومات” وتوفير سبل تفادي الآثار السلبية الناجمة عنها. وتهدف الجائزة السنوية الممولة من البحرين، إلى مكافأة مشاريع وأنشطة يضطلع بها أفراد أو مؤسسات أو منظمات غير حكومية لما تشمله من أفضل الممارسات وأشكال الإبداع في استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال، بما يعزز التعلم والتدريس ومجمل الأداء التعليمي. التكريم عالي القيمةوعبّر البروفيسور يوخن فاسكو الفائز بالجائزة من ألمانيا عن سعادته وشعوره بالكثير من الاعتزاز بهذا التكريم، وشديد امتنانه للبحرين باعتبارها صاحبة الجائزة واليونسكو باعتبارها مطلقة الجائزة الدولية المهمة، لافتاً إلى أن البحرين رغم صغر حجمها الجغرافي فإنها ومن خلال الجائزة استطاعت الوصول للعالم، للأهمية البالغة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في نشر التعليم والقيم التعليمية المشتركة.من جانبها عبرت البروفيسورة يوهيون بارك الفائزة بالجائزة من كوريا الجنوبية، عن خالص شكرها وتقديرها للمملكة وجلالة الملك المفدى باعتباره صاحب المبادرة واليونسكو باعتبارها تبنت المبادرة، وقالت “أشعر بالاعتزاز والفخر بهذا التكريم عالي القيمة”.وأضافت أن تكريمها في الحفل الراقي هو إبراز لجهد الإنسان من خلال التقنية، ليجعل التعليم في متناول الجميع، مبينة “من المهم أن نعلم أولادنا أيضاً كيف يحمون أنفسهم من تلوث التكنولوجيا، فمثلما هناك تلوث للبيئة هناك أيضاً تلوث للفضاء الإلكتروني يجب أن نحمي أطفالنا منه”.تكريم لجنة التحكيموسط إشادة واسعة بدور لجنة التحكيم في إنجاح الجائزة خلال السنوات الست الماضية، كرّم وزير التربية والتعليم والمديرة العامة لليونسكو لجنة التحكيم الدولية المؤلفة من عدد من الخبراء الدوليين من جنسيات مختلفة اختارته المديرة العامة، من ذوي الخبرة والمعرفة في مجال اختصاص الجائزة وهم رئيس لجنة التحكيم د.بول ريستا والأعضاء د.بيتر دزفمبو، د.تاكاشي ساكماتو، ود.إبراهيم جناحي.وعبر رئيس لجنة التحكيم عن بالغ شكره وتقديره لهذه للجائزة وراعيها جلالة الملك المفدى وبأهميتها، لافتاً إلى أنه وخلال 6 سنوات شهد بنفسه مئات المشاريع والمبادرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، وبفضل الجائزة أمكن أن تصب كل هذه المشاريع في قناة واحدة ليستفيد منها البشر في كل مكان.وقال “هنا تكمن أهمية الجائزة التي جالت أواسط الفكر الإنساني والإبداع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتصب داخل قنوات اليونسكو وتصبح جزءاً من التراث البشري المشترك”.معرض وزارة التربيةوافتتح وزير التربية والتعليم ومدير عام “اليونسكو” على هامش الحفل، معرضاً نظَّمته الوزارة وتضمَّن إضاءات من المسيرة التعليمية في المملكة ومظاهر التقدم الحضاري في المجال التعليمي، حيث شارك عدد من طلبة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية في تنظيم الحفل واستقبال الضيوف والتعريف بحضارة البحرين وتاريخها التعليمي.وحضر المعرض كبار المسؤولين بالمنظمة وسفراء الدول الأعضاء، وعدد كبير من رؤساء الجامعات والمعاهد العليا الفرنسية المختصة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وعدد من الباحثين والمختصين في المجال، وجمهور الإعلاميين ووكالات الأنباء. وعلى هامش الحفل التقى وزير التربية والتعليم مع الطلبة البحرينيين المشاركين في الحفل، واطمأن على أوضاعهم الأكاديمية وبحث معهم احتياجاتهم التعليمية.ووجه النعيمي المستشار الثقافي بالملحقية الثقافية البحرينية بباريس إلى متابعة شؤونهم الدراسية والتواصل معهم، وإشراكهم في مختلف الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تربطهم بوطنهم.وجرى خلال الحفل عرض فيلم قصير من إنتاج وزارة التربية والتعليم، حول إنجازات البحرين التعليمية، تضمن لمحات مضيئة عن التقدم الحضاري في المملكة ضمن ملحمة بناء الإنسان البحريني والتقدم الحضاري.