بغداد - (وكالات): اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالسعي إلى إثارة حرب أهلية في العراق بعدما اشتد التوتر بين بغداد وإقليم كردستان الخاضع لحكم ذاتي.
وقال أردوغان «النظام العراقي يريد الاتجاه بالوضع نحو حرب أهلية».
وأضاف «كنا نتخوف على الدوام من احتمال أن يتسبب بحرب طائفية، ومخاوفنا بدأت في هذا الوقت تتحقق شيئاً فشيئاً». وعبر أردوغان أيضاً عن «قلقه» حيال «نزاع محتمل على النفط» في العراق.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أرسلت حكومة إقليم كردستان التي تحظى بحكم ذاتي الآلاف من المقاتلين الأكراد إلى المناطق المتنازع عليها في محيط مدينة طوز خرماتو لتعزيز مواقعها العسكرية قبل أن تسحب جزءاً منهم.
وصرح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أنه أمر بإعلان حالة التأهب في صفوف البشمركة في المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي بعد حادث مع جنود عراقيين الجمعة أوقع قتيلاً.
من جهته حذر المالكي مجدداً القوات الكردية «البشمركة» من أي تحركات لقواتها أو احتكاك مع الجيش العراقي. والخلاف بين بغداد وأربيل سببه عدد من الملفات بينها استغلال المحروقات. وتأخذ الحكومة العراقية على إقليم كردستان توقيعه عقوداً مع شركات نفطية أجنبية دون موافقتها.
وأعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي إطلاق مبادرة تهدف لمعالجة الأزمة بهدف «تجنيب البلاد ويلات الحرب الأهلية». من جانب آخر، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 5 ملايين طفل في العراق محرومون من «حقوقهم الأساسية»، داعية إلى التحرك العاجل لمعالجة هذا الوضع. ونقل بيان للأمم المتحدة عن ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» مارزيو بابيي «أن ثلث أطفال العراق، أي 5.3 مليون طفل، مازالوا محرومين من الحقوق الأساسية».
وأشار البيان إلى عدم حصولهم على العناية الصحية بشكل مناسب وعدم توفر تعليم جيد لهم إضافة إلى أعمال العنف التي يقعون ضحاياها في المدرسة وداخل أسرهم والصدمة النفسية التي تسببت بها سنوات العنف، كلها تشكل انتهاكات للحقوق الأساسية للطفل في العراق.
وتعاني الفئات الأكثر ضعفاً خاصة الأرامل والأطفال والنازحين بسبب أعمال العنف من النقص الكبير في البنى التحتية والخدمات الأساسية.