إصـــابــة 17 إسرائيليـــاً في انفجـــار بتل أبيــب والمقـاومة تبارك العمليـة

عواصم - (وكالات): أعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أنه تم التوصل إلى هدنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية خاصة حركتا «حماس» و»الجهاد» من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سرى بدءاً من الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة أمس. لكن المقاتلات الحربية الإسرائيلية واصلت شن غاراتها على كافة مناطق قطاع غزة حتى بعد إعلان التهدئة بين الجانبين من القاهرة. وانطلقت مسيرات متفرقة في القطاع فور دخول التهدئة حيز التنفيذ وسط إطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال بـ «انتصار المقاومة».
واستشهد 20 فلسطينياً أمس في سلسلة الغارات الإسرائيلية المتجددة على قطاع غزة لليوم الثامن منذ بدء عملية «عمود السحاب» الدامية على القطاع والتي استهدفت إحداها برجاً يضم مكاتب وسائل إعلام في غزة للمرة الثانية وفقاً لمصادر طبية فلسطينية. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 160 شهيداً، بينهم 42 طفلاً و11 سيدة، و1222 جريحاً في أكثر من 1500 غارة إسرائيلية على القطاع خلال 8 أيام.
من ناحية أخرى، أصيب 17 إسرائيلياً بينهم 3 في حالة خطرة في انفجار بحافلة وسط تل أبيب، بينما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تجري محادثات مع مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة حول التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ووقع الانفجار في حافلة تابعة لشركة دان التي تصل بين بلدتي بات يام واتيديم قرب تل أبيب.
وباركت حركتا «حماس»، و»الجهاد» الانفجار، وقالت «حماس» إنه «عملية بطولية ومباركة وشجاعة جاءت نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة».
وبعد الانفجار، شهدت مدينة غزة احتفالات في المساجد وتكبيراً تخللها إطلاق نار ابتهاجاً في الهواء.
من جهته، أكد الوزير المصري خلال المؤتمر الصحافي مع وزيرة الخارجية الأمريكية أن جهود مصر من أجل التهدئة أتاحت «الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وقالت كلينتون من جانبها «إن الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق على وقف إطلاق النار. وفي الأيام القادمة ستعمل الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة على تدعيم هذا التقدم» المحرز. من جانبه، شكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بعد الإعلان عن هدنة بين حماس وإسرائيل، وأعلن أن الهدف هو التوصل إلى سلام «دائم» في قطاع غزة. وأعلنت الرئاسة الأمريكية بفارق بسيط عن إجراء أوباما اتصالين هاتفيين أولاً مع نتنياهو ثم مع مرسي وذلك بالتزامن مع الإعلان في القاهرة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما «شكر الرئيس مرسي على الجهود التي بذلها بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ولدوره الحاسم في المفاوضات» الخاصة بمقترح التهدئة. وبحسب مكتب نتنياهو فإن الأخير قبل «توصية» الرئيس أوباما بـ «منح فرصة للمقترح المصري من أجل وقف لإطلاق النار وبالتالي فرصة لاستقرار وتهدئة الوضع».
وبحسب البيت الأبيض فإن الرئيس الأمريكي وعد أن تقوم الولايات المتحدة «بزيادة جهودها لمساعدة إسرائيل في الاستجابة لحاجاتها في مجال الأمن وخصوصاً ضد دخول الأسلحة والمتفجرات إلى غزة». كما أكد أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن واشنطن تدعم تمويلاً أمريكياً إضافياً للأنظمة المضادة للصواريخ المنتشرة في إسرائيل للتصدي خصوصاً للقذائف التي تطلق من قطاع غزة.
وأشار أوباما في اتصاله بمرسي إلى «أهمية العمل من أجل حل دائم بالنسبة للوضع في غزة».
وأشار بيان البيت الأبيض أيضاً إلى «الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر» وأضاف أن أوباما «أشاد بالتزام الرئيس مرسي إزاء الأمن في منطقة» الشرق الأوسط.
ولمح نتنياهو إلى أنه إذا لم يصمد اتفاق التهدئة الذي تم بوساطة مصرية بين المسلحين في غزة وإسرائيل فستدرس إسرائيل القيام «بعمل عسكري أشد قسوة» ضد القطاع. ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وأشار الرئيس عباس في بيان «إلى أن السلطة الفلسطينية تعتبر أن أية خطوات لاحقة لتعزيز التهدئة يجب ألا تنال من مصالح شعبنا ووحدة كيانه الوطني في الضفة الغربية وغزة».
وشدد أنه «يجب أن يتم تفويت الفرصة على أية محاولات إسرائيلية ترمي إلى عزل القطاع عن وحدة أراضي الوطن، أو تحميل الشقيقة مصر مسؤوليات تمس أمنها القومي، ومصالحنا الوطنية الفلسطينية».
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن «الجهود المصرية هي التي قادت إلى هذا الاتفاق والشعب الفلسطيني وقيادته والرئيس عباس يثمنون عالياً الموقف المصري، كما نشكر كل الجهود الدولية وخاصة الأوروبية التي بذلت للتوصل لوقف إطلاق النار».
ميدانياً، استشهد 20 فلسطينياً في سلسلة الغارات الإسرائيلية المتجددة على قطاع غزة لليوم الثامن منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الدامية على القطاع.
وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية شن غاراتها التي يسمع دوي انفجاراتها على كافة مناطق قطاع غزة حتى بعد إعلان التهدئة بين الجانبين من القاهرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس أشرف القدرة إن «عدد الشهداء بلغ 20 شهيداً في سلسلة الغارات الصهيونية». واستشهد الطفل عبدالرحمن نعيم وأصيب مواطن آخر في غارة جوية استهدفت برجا يضم مكتب «فرانس برس» في غزة وفقاً للقدرة. كما استشهدت الطفلة ريهام النباهين وأصيبت والدتها بجروح في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما استشهد الطفل نادر أبو مغصيب في غارة إسرائيلية جديدة شرق مدينة دير البلح.
وفي وقت سابق استشهد 5 فلسطينيين بينهم أب وابنته وابنه، في سلسلة غارات إسرائيلية.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إنها «تزف شهيدها المجاهد إبراهيم محيسن والذي ارتقى للعلا في غارة صهيونية شمال القطاع».
من ناحية أخرى، جرح 17 شخصاً في انفجار في حافلة وسط تل أبيب بحسب ما أعلنت خدمات الطوارئ في إسرائيل. وأعلن تلفزيون الأقصى التابع لحماس أن الحركة التي تسيطر على غزة «تبارك العملية الاستشهادية» في تل أبيب وتؤكد أنها رد طبيعي على مجزرة عائلة الدلو التي استشهد كل أفرادها في غارة إسرائيلية على القطاع.
وأعلنت أمريكا وروسيا وفرنسا إدانتها لهجوم تل أبيب.
وندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإيران وحملها «مسؤولية كبرى جداً» في نزاعات الشرق الأوسط وخصوصاً في قطاع غزة. من ناحية أخرى، ودانت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» «انحياز» موقف الولايات المتحدة لإسرائيل متهمة واشنطن بـ «عرقلة أي جهد دولي» لإدانة تل أبيب.
وكانت كلينتون أكدت قبيل اجتماعها في القدس المحتلة بنتنياهو أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل «صلب كالصخر».
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، أنه شن 1500 غارة جوية بسلاح الجو على قطاع غزة منذ بدء عملية «عمود السحاب» الأربعاء الماضي.
وقالت متحدثة باسم الجيش إنه «أطلق من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة منذ بدء العملية نحو 1466 صاروخاً سقط منها 908 في إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدة نحو 421 صاروخاً».
والتحق نحو 56 ألف جندي احتياط إسرائيلي بوحداتهم على الجبهة الجنوبية على حدود قطاع غزة من أصل 75 ألف جندي وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على استدعائهم. ومن جهة أخرى أعطى المفتش العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال يوحانان دانينو تعليماته لضباط وقوات الشرطة برفع حالة التأهب واليقظة في أعقاب اتساع رقعة مناطق سقوط الصواريخ.