قال الشيخ الدكتور النعمان منذر الشاوي إن «اليوم العاشر من شهر محرم الحرام، المعروف باسم «عاشوراء» يوم مبارك من أيام الله تعالى، لما ورد في فضله عموماً، وفضل صيامه خصوصاً»، مشيراً إلى أن «بعض الفقهاء ذهبوا إلى استحباب التوسعة على العيال والأهل في ذلك اليوم».
وأضاف أن «فضله عموماً يعود لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟، قالوا: هذا يوم صالح «وفي رواية: عظيم» هذا يوم نجى الله «موسى وقومه» بني إسرائيل من عدوهم، «وأغرق فرعون وقومه»، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
وتابع «الحكمة من مشروعية صيامه أنه وقت نصر الله تعالى موسى صلى الله عليه وسلم على فرعون وقومه، وشكر موسى بصوم ذلك اليوم، وصار سنة بين أهل الكتاب والعرب، فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقول النبي صلى الله عليه وسلم «فأنا أحق بموسى منكم»، أي: نحن أثبت وأقرب لمتابعة موسى صلى الله عليه وسلم منكم، فإنا موافقون له في أصول الدين، ومصدقون لكتابه، وأنتم مخالفون لهما في التغيير والتحريف».
ولفت إلى أن «فضل صيامه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله»، ومعنى تكفير سنة: أي ذنوب سنة من الصغائر، فإن لم يكن صغائر خفف من كبائر السنة وذلك التخفيف موكول لفضل الله، فإن لم يكن كبائر رفع له درجات».
واستحب جمهور الفقهاء صيام يوم تاسوعاء أيضاً، وهو اليوم التاسع من شهر محرم، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال ابن عباس: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وفي رواية: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع «يعني يوم عاشوراء»».
وقد ذكر العلماء في حكمة استحباب صيام تاسوعاء مع صيام عاشوراء أوجهاً:
أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، والثاني: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، والثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وأوضح د.النعمان الشاوي أن «بعض الفقهاء ذهبوا إلى استحباب التوسعة على العيال والأهل في يوم عاشوراء، واستدلوا بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سَنَتِهِ». قال سفيان بن عُيينة: «قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيراً».