عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من المدنيين منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 20 شهراً. في غضون ذلك، تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وأكراد شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية، في يوم سيطر المعارضون فيه على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور شرق البلاد ما مكنهم من الاستحواذ على أجزاء مهمة من الحدود مع العراق. من جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد إزاء “عسكرة الصراع” في سوريا والانتهاكات “الفظيعة” لحقوق الإنسان في البلد، فيما حذرت روسيا تركيا من نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سوريا وحثتها على العمل من أجل حل سياسي.
وقال المرصد السوري “قتل 28 ألفاً و26 مدنياً منذ 15 مارس 2011 في عدد يشمل أيضاً المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
ويبلغ عدد الجنود النظاميين الذين قتلوا 10 آلاف و150 وعدد المنشقين 1379.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة في عمان “نشعر بقلق شديد إزاء استمرار عسكرة الصراع والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان إضافة إلى خطر تحول سوريا إلى أرض معركة إقليمية مع تصاعد العنف”.
كما عبر عن قلقه كذلك من “الوضع الإنساني في سوريا الذي لايزال يتدهور”، مشيراً إلى أن “المزيد من المدنيين ينزحون داخلها وعدد متزايد من السوريين يسعون إلى الأمان في بلدان مجاورة خصوصاً الأردن”.
ويستضيف الأردن أكثر من 230 ألف لاجئ سوري منذ بدء الأزمة في سوريا، منهم 100 ألف مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن “عسكرة الحدود التركية السورية يعد إشارة مقلقة” في تعليقه على طلب أنقرة من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على أراضيها.
وكانت تركيا طلبت رسمياً من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سوريا. وأيدت الولايات المتحدة وفرنسا الطلب.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن إن الحلف سينظر في الطلب التركي “في أسرع وقت”. وبين الدول الأعضاء الـ28 في الحلف، وحدها ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة تملك بطاريات صواريخ باتريوت.
في الوقت ذاته، تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وأكراد شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية، في يوم سيطر المعارضون فيه على مدينة “الميادين” الاستراتيجية شرق البلاد ما مكنهم من الاستحواذ على أجزاء مهمة من الحدود مع العراق.
وذكر المرصد السوري أن اشتباكات وقعت بين “مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام” الإسلاميتين شمال غرب مدينة رأس العين في محافظة الحسكة. واندلعت الاشتباكات بعد حشد متبادل للقوات بين وحدات حماية الشعب شرق المدينة وشمالها، ومقاتلين معارضين غالبيتهم من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام الإسلاميتين في الغرب والجنوب.
وأشار المرصد إلى أن “جبهة النصرة” استقدمت 200 مقاتل من مدينة تل أبيض الحدودية غرب رأس العين والتي يسيطر عليها المقاتلون، إضافة إلى 100 مقاتل من “غرباء الشام” معززين بثلاث دبابات استولت عليها هذه الكتائب خلال اشتباكات في محافظة الرقة. بينما حشد الأكراد نحو 400 مقاتل من مناطق مختلفة.
وكانت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين أكراد الاثنين الماضي أدت إلى مقتل 34 شخصاً بينهم 29 مقاتلاً من النصرة وغرباء الشام، إضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الكردي لمدينة رأس العين.
وبات المقاتلون الأكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعاً من “التواطؤ” بين نظام الرئيس بشار الأسد وأبرز قوة كردية لاستدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية إلى أنقرة.
وأتت هذه الأحداث بعد ساعات من سيطرة المقاتلين المعارضين على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور إثر هجوم على كتيبة للمدفعية فيها، بحسب المرصد السوري. تزامناً مع ذلك، أدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة إلى مقتل 70 شخصاً أمس.
ودعت المعارضة السورية إلى تظاهرات اليوم بعنوان “اقتربت الساعة وآن الانتصار”.