على مدار السنوات الماضية، شهد مضمار “إنترليغوس” في ساو باولو البرازيلية عددا من الجولات الحاسمة على لقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 خاصة في الفترة من 2005 إلى 2010 .
وكانت الأمطار دائما من العوامل التي تضاعف من الإثارة في معظم السباقات على هذا المضمار.
ويشهد المضمار أجواء مماثلة الأحد المقبل حيث تختتم بطولة العالم لعام 2012 بالسباق البرازيلي وسط منافسة شرسة بين الألماني سيباستيان فيتيل والإسباني فيرناندو ألونسو على لقب البطولة.
وفي ظل المطاردة القوية من ألونسو سائق فيراري، أصبح فيتيل سائق ريد بول بحاجة إلى احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في السباق البرازيلي ليتوج بلقب البطولة للموسم الثالث على التوالي حيث يتصدر فيتيل الترتيب العام للسباق بفارق 13 نقطة أمام ألونسو.
وشهد مضمار “انترليغوس” بعضاً من أكثر السباقات إثارة في تاريخ فورمولا-1 حيث يكون من الصعب دائماً التنبؤ بحالة الطقس والتي تلعب دوراً حاسماً عادة في نتيجة السباق.
وكان لألونسو نفسه بعض السباقات المثيرة والتي لا يمكن نسيانها على هذا المضمار حيث حسم لقب البطولة مرتين على هذا المضمار علماً بأنه لم يفز بالسباق البرازيلي على مدار مسيرته حتى الآن.
وفي عام 2005، كان ألونسو أصغر سائق يتوج بلقب البطولة عندما حل ثالثاً في السباق البرازيلي ليتوج باللقب قبل سباقين من ختام فعاليات البطولة وذلك بسيارة فريقه السابق رينو.
وفي العام التالي، حل ألونسو ثانياً في السباق البرازيلي ليحسم اللقب العالمي لصالحه من خلال هذا السباق وبعد صراع عنيف على اللقب مع الألماني مايكل شوماخر.
ولكن الحال تغير وأصبح ألونسو هو السائق الخاسر في بطولة عام 2007 عندما قاد سيارة فريق فيراري وخسر والبريطاني لويس هاميلتون في السباق الأخير بالبرازيل لصالح الفنلندي كيمي رايكونن الذي توج بلقب السباق ليحسم لقب البطولة بفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه علماً بأن الفائز بأي سباق في ذلك الوقت يحصل على عشر نقاط وليس 25 نقطة كما هو الآن.
وجاءت الدراما الكبرى في عام 2008 عندما توج البرازيلي فيليبي ماسا بلقب السباق بين مواطنيه وبدا أنه ضمن اللقب العالمي قبل أن ينجح هاميلتون في التقدم على الألماني تيمو جلوك ويحرز المركز الخامس لينتزع صدارة الترتيب العام للبطولة ويتوج باللقب العالمي.
وتوج البريطاني جونسون باتون بلقب البطولة عام 2009 مع فريق براون وذلك على مضمار “انترليغوس” بينما فاز فيتيل بلقب السباق عام 2010 مما سمح له بالتفوق على ألونسو والأسترالي مارك ويبر زميله في ريد بول وذلك في السباق الأخير بأبو ظبي.
ويبدو فيتيل وكأن له اليد العليا على ألونسو في مضمار “إنترليغوس” قبل سباق الأحد المقبل.
وتوج فيتيل بلقب السباق البرازيلي مرة واحدة سابقا وفاز بالمركز الثاني مرة واحدة بينما حل رابعاً مرتين علماً بأنه اضطر للانسحاب وسط السباق مرة واحدة سابقا وكانت عام 2007 عندما كان سائق لفريق تورو روسو.
إضافة لذلك، احتكر فريق ريد بول لقب السباق البرازيلي في آخر ثلاث سنوات حيث فاز به ويبر في عامي 2009 و2011 وفاز به فيتيل في 2010 .
وفي المقابل، لم يسبق لألونسو أن صعد لقمة منصة التتويج في السباق البرازيلي بينما أحرز المركز الثاني مرتين كما حل ثالثاً مرتين ورابعاً مرتين أخريين وانسحب مرتين أيضا.
وإذا أراد ألونسو (31 عاماً) حرمان فيتيل من الفوز باللقب للعام الثالث على التوالي، يحتاج السائق الأسباني إلى الفوز بالسباق البرازيلي وعدم احتلال فيتيل لأحد المراكز الأربعة الأولى أو أن يفوز ألونسو بالمركز الثاني ويحتل فيتيل أي مركز بعد المركز السابع في هذا السباق أو يحتل ألونسو المركز الثالث ويأتي فيتيل بعد المركز التاسع في هذا السباق.
وما يضاعف من أمل فيتيل قبل السباق البرازيلي هو تتويجه باللقب في أربعة من آخر ستة سباقات أقيمت هذا الموسم كما صعد لمنصة التتويج (أحد المركزين الثاني والثالث) في السباقين الآخرين بينما يعود آخر سباق فاز به ألونسو إلى سباق جائزة ألمانيا الكبرى في يوليو الماضي.
وقال ألونسو، في تغريدة على صفحته ببرنامج “تويتر” للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت لدى وصوله إلى ساو باولو: “صباح الخير ساو باولو .. هناك 71 لفة ستحسم النتيجة النهائية. مجهودات شهور طويلة ستحسم في غضون فترة زمنية قصيرة”.
وأضاف: “أثق في نفسي وفي الفريق وسنكافح حتى النهاية. نتسم بالصدق مع أنفسنا ومع مشجعينا. نعلم أننا منافسون متميزون، ولكن المسألة تتعلق بمن يقدم جهدا أكبر طالما ظل السباق دائرا”.
وفي المقابل، ركز ألونسو في تصريحاته على صفحته بموقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي على عنصر الطقس، قائلاً: “في انتظار الأمطار”.
بينما حافظ فيتيل على اعتداله خلال مسيرته هذا الموسم رغم آماله في أن يصبح السائق الثالث فقط الذي ينجح في الفوز بلقب البطولة ثلاثة أعوام متتالية بعد خوان مانويل فانغيو ومايكل شوماخر.