عواصم - (وكالات): استشهد شاب فلسطيني واصيب 20 آخرون عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مزارعين كانوا يحاولون الوصول إلى أراضيهم جنوب قطاع غزة للمرة الأولى منذ سنوات، فيما اعتبرته حماس أول خرق للتهدئة التي بدأ تطبيقها مساء الأربعاء الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس ادهم ابو سلمية إن الشاب «أنور عبد الهادي قديح استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد إصابته برصاصة في الرأس في بلدة خزاعة شرق خان يونس». وأضاف ابو سلمية أن «20 مدنياً آخرين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال التي أطلقت النار على عدد من المزارعين في بلدة خزاعة، بينهم اثنان في حال الخطر». وقد نقل الجرحى الى مستشفيي ناصر وغزة الاوروبي في خان يونس. وكان قديح والجرحى مع عشرات المزارعين والشبان والصبية الذين وصلوا إلى أراضيهم الزراعية المحاذية للحدود مع إسرائيل للمرة الأولى منذ عدة سنوات.
وتحدثت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن «فوضى في الجانب الفلسطيني جنوب قطاع غزة قرب السياج الأمني». وقالت إن «نحو 300 فلسطيني كانوا يحاولون الاقتراب من السياج الأمني قاموا بأعمال عنف وسببوا أضراراً في السياج». وأضافت أن «الجنود قاموا بإطلاق رصاص تحذيري في الهواء لكن الفلسطينيين واصلوا الاقتراب فأطلق العسكريون النار على أقدامهم».
وقالت حماس على لسان سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة إن «إطلاق النار من الاحتلال الإسرائيلي كان مباشراً يستهدف المزارعين الذين عادوا إلى أراضيهم للمنطقة الحدودية وهذا أول خرق إسرائيلي للاتفاق»، في إشارة إلى التهدئة. وأضاف أبو زهري أن حركته «ستتابع هذا الخرق من خلال الوسيط المصري لضمان عدم تكراره».
وذكر شهود عيان ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا قنابل صوتية والرصاص الحي عدة مرات من المنطقة الحدودية شرق خان يونس على المواطنين الذين تجمعوا إلى جانب مزارعين حاولوا الوصول إلى أراضيهم الزراعية صباحاً ما تسبب في سقوط جرحى.
واقترب عدد من الشباب والصبية من الاسلاك الشائكة على الحدود حيث كانت مدرعتان وسيارتا جيب عسكريتين للجيش الاسرائيلي قبل ان تصل تعزيزات عسكرية مساندة. وبينما ترجل عدد من الجنود الاسرائيليين اطلق احدهم قنبلة صوتية ثم الرصاص من سلاحه في محاولة لابعاد المواطنين. من جهة ثانية استشهد فلسطينيان متأثرين بجراحهما في الغارات الجوية الاسرائيلية في مخيم المغازي ومدينة غزة قبل عدة ايام. وأعلن أبو سلمية أنه بوفاة شخصين ترتفع إلى «166 شهيداً بينهم 43 طفلاً و11 امراة و18 رجل مسن حصيلة شهداء الحرب التي استمرت 8 ايام». واضاف ان «1222 فلسطينيا جرحوا بينهم 435 طفلاً و207 من النساء و88 من المسنين»، خلال هذه العملية.
وأكد القيادي في حماس محمود الزهار أن «أقل عدد أصيب في هذه المعارك هم من مطلقي الصواريخ والمسلحين».
وأضاف الزهار الذي كان يرتدي بزة عسكرية في كلمة خلال عرض عسكري نظمته كتائب القسام في غزة أن «المعركة كانت بين سلاح الجو الصهيوني وصواريخ المقاومة والنصر كان حليف صواريخ المقاومة». من ناحية أخرى، ذكر مصدر في حماس ان الجيش الاسرائيلي اعتقل 5 نواب من الحركة في اطار حملة شملت في المجموع اعتقال 28 من أنصار حماس في الضفة الغربية. وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أمس الأول الخميس أن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ منتصف الشهر الجاري 230 فلسطينياً من مختلف مدن الضفة، في وقت أكد فيه الجيش الإسرائيلي اعتقال 55 في ليلة واحدة.
من جانب آخر، انقسم الإسرائيليون حول التهدئة مع قطاع غزة عقب 8 أيام من تصعيد العنف، بحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معاريف» أمس.
كما أظهرت استطلاعات الرأي أن استياء الإسرائيليين من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع «حماس» كلفه خسارة بعض التأييد الذي كان يتمتع به قبل الانتخابات التي تجري في ينايرالمقبل لكنه رغم ذلك ربما يفوز فيها.