مخيم الزعتري، الأردن - مازن النسور:
يقرع جرس مدارس مجمع البحرين التعليمي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن صباح اليوم، معلناً بدء الدارسة بشكل رسمي لنحو 5000 طالب وطالبة.
ويفتتح رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة المجمع الذي وصلت كلفته مليوني دولار، رسمياً اليوم، بحضور شخصيات أممية ورسمية وإعلامية.
ويضم المجمع 4 مدارس، اثنتين للذكور ومثلها للإناث، تستطيع كل واحدة استقبال نحو 2500 طالب وطالبة، من صفوف الأول الابتدائي (الأساسي) إلى الأول ثانوي، من خلال العمل بنظام الفترتين (صباحي للإناث ومسائي للذكور).
وحل المجمع (المدارس) مشكلة الطلاب اللاجئين وذويهم بعد أن كانوا يتلقون التعليم في خيام لمدة شهر ونصف تقريباً، تحت ظروف تقنية وفنية ونفسية صعبة.
ومن المعلوم أن المجمع تم تمويله من البحرين من خلال المؤسسة الخيرية الملكية بكلفة وصلت إلى مليوني دولار، فيما تتكفل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) بكلفة التشغيل وبالكتب والتجهيزات، بالتعاون مع وزارة التربية الأردنية.
وتحتوي كل مدرسة على 9 صفوف يتسع الواحد منها إلى 54 طالباً، إضافة إلى غرفة للمدير وأخرى للمعلمين (اجتماعات)، وغرفة متعددة الأغراض، فضلاً عن المرافق الصحية، وساحة صغيرة للنشاطات.
وقالت مديرة المدرسة الثانوية للبنات أميرة الخالدي إن «المجمع التعليمي البحريني حل مشكلة حوالي 5000 آلاف طالب وطالبة كانوا يتعلمون في الخيام تحت ظروف صعبة».
وأشادت باللفتة البحرينية الكريمة، مضيفة أن «الطلاب وذويهم سعداء جداً، وأصبحوا أكثر اهتماماً بالحضور إلى المدرسة، (...) هناك فرق كبير بين التعليم بخيمة والتعليم بمدرسة مجهزة». وأكدت الخالدي أن «الطلاب اللاجئين يتفاعلون مع التدريس رغم ظروفهم الصعبة، كما إن الأهالي يتابعون تعليم أولادهم عن كثب، (...) الجميع سعداء بمدرستهم الجديدة». وأضافت «يستقبل المجمع حوالي 100 طالب يومياً بسبب تدفق اللاجئين المستمر، ما يزيد العبء على الجميع، لكننا قادرون على تدريسهم بفضل المجمع وتجهيزاته».
من جهتها قالت مديرية المدرسة الأساسية للبنات حمدة القصيريين «أنا فرحة جداً لأن الطلاب تمكنوا من الجلوس على مقاعد تحت سقف دافئ، (...) رأينا الفرحة في عيون الأطفال والأهالي». وتابعت «الجميع دعا الله أن يديم الخير على البحرين ويمتع الملك بالصحة والعافية، وأن يجعله ذخراً للأمة العربية». وتضم هيئة التدريس في المجمع حوالي 200 معلم ومعلمة (100 لكل منهم) نصفهم من السوريين. وأوضح مقاول المشروع غسان أبوحليمة أن «المجمع بني بحسب مواصفات قياسية ذات جودة عالية حيث تم استخدام مواد صنف أول، مع بنية تحتية متكاملة، فضلاً عن تجهيزه بالتكييف صيفاً والتدفئة شتاء مع إمكانية رفده لاحقاً بأجهزة الحاسوب والإنترنت». وتصل مساحة المجمع حوالي 4600 متر مربع.
من جهته أكد أخصائي الاتصال والإعلام في منظمة (اليونسيف) سمير بدران أن «اليونسيف تتعاون مع وزارة التربية الأردنية في إدارة المجمع، إضافة إلى تحملها كلفة التشغيل، من رواتب معلمين وكتب وقرطاسية وغيرها».
وحول كلفة التشغيل أشار إلى صعوبة تحديد ذلك حالياً، فاللاجؤون مازالوا يتدفقون بالمئات، (...) يتقاضى المعلم 320 ديناراً أردنياً شهرياً (حوالي 165 ديناراً بحرينياً).
وفيما إذا كان مجمع البحرين قادراً على استيعاب جميع الطلاب في المخيم قال بدران «إلى هذه اللحظة نعم، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل»، (...) هناك مدرسة أخرى ستبنى في التوسعة الجديدة للمخيم إلا أنها تنتظر التمويل».
ويوجد في مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق على الحدود الأردنية السورية (80 كيلو متر شمال عمان) حوالي 32 ألف لاجئ بينهم 7 آلاف طفل.