أظهر زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله استماتة في الدفاع عن طهران في خطابه بمناسبة ذكرى عاشوراء أمس، ووصل إلى حد وصف طهران بـ«صديقة العرب والمسلمين والمظلومين»، ومن يعتبر إيران عدواً بأنه «خادم لإسرائيل»، مستخدماً القضية الفلسطينية مطية للتسويق لإيران في المنطقة وخاصة البحرين، فيما أظهر تناقضاً واضحاً بين تجاهله للمآسي والمجازر التي يعانيها الشعب السوري من جهة ودعوته للاستجابة لما أسماه مطالب شعب البحرين.
ولا يُخفي حزب الله تبعيته لنظام ولاية الفقيه في إيران، ليس فقط في الشق الديني إنما بتبعية كاملة تشمل صناعة توجهات الحزب العامة وقراراته وسياساته التفصيلية، وفقاً لخطابات معلنة ومنشورة منذ نشأة الحزب. وتحاول إيران استثمار ما يجري في البحرين لتنفيذ أجندتها التوسعية بمد نفوذها في المنطقة، ولم يكن إقحام البحرين في خطاب نصرالله هو الأول إذ دأب على تكرار مضمون هذا الحديث منذ بداية الأزمة، ما يتسق مع التوجهات الإيرانية، الأمر الذي ظهر بوضوح في استنكاره ما أسماه «منع دول إقليمية الحل والإصلاح في البحرين» ولعله يقصد بذلك وقوف دول مجلس التعاون الخليجي للتصدي لمحاولات إيران وأتباعها في الداخل اختطاف هوية المملكة العربية والإسلامية.