كتب- حذيفة إبراهيم:
هاجم مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجالسهم وعبر مختلف وسائل الإعلام أعضاء المجالس البلدية، اتهموهم بالتقصير في أداء واجباتهم تجاه الوزارات المعنية ما أدى إلى تكرار تلك المشكلة. بعد أن تجدد لدى المواطنين كابوس غرق شوارع البحرين إثر زخات المطر يوم أمس، بعد أن أعادت أمطار الأسبوع الماضي للأذهان المأساة السنوية بتجمع برك المياه في عدة مناطق، واضطرار المواطنين للتأخر وسط الاكتظاظ المروري نتيجة لغلق البرك لبعض المسارات.
واعتبر المواطنون ألا فائدة من انتخاب الأعضاء البلديين، كونهم لا يفون بالوعود التي أطلقوها خلال الحملات الانتخابية، فضلاً عن أداء المهام الرئيسة لهم، مؤكدين أن ما يحدث هو نتيجة الإهمال وعدم المتابعة.
ويرى المواطنون أن الأعضاء البلديين ليسوا سوى «إعلاميين» يصرحون من خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون دون أن يحققوا شيئاً، حيث علق أحدهم قائلاً «نسمع جعجعة ولا نرى طحينا».
وأطلقت الاتهامات تجاه البلديين باعتبارهم ممثلي الشعب مع المسؤولين، وأنهم لا يستخدمون السلطات التي بيدهم لمحاسبة المقصرين في أداء واجباتهم، مما يعتبر في الأساس تقصيراً من قبل أعضاء المجالس البلدية.
وأشار المواطنون إلى أن مثل تلك المشاكل لا تحل من خلال التصريحات عبر وسائل الإعلام، وإنما العمل الجدي من خلال التنسيق مع المسؤولين والضغط عليهم.
وأكدوا أن «الترزز» والحرص على الظهور في جميع الصور لمختلف المناسبات أو عند افتتاح المشاريع الصغيرة أو الكبيرة ليس هو الهدف الرئيس من وراء انتخاب الأعضاء البلديين.
وتساءل المواطنون في المجالس حول الجدوى من الاجتماعات المتكررة لبحث الاستعدادات لشتاء البحرين، والتي ظهرت في الصحف مؤخراً، مؤكدين أن عدم خروجها بنتيجة هو مشكلة كبيرة يجب أن تلاقي حلاً عاجلاً.
واحتدت النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدي الأعضاء البلديين ومعارضيهم، حيث يرى الأخيرون بألا فائدة منهم، ويجب حل المجالس البلدية والاستفادة من قيمة المكافآت الشهرية لهم في استثمارها في مشاريع أخرى أكثر فائدة حسب قولهم.
وفي تعليقهم على رد أحد البلديين الذي قال «لا سلطة لنا على الجهات الحكومية» عبر حسابه في «تويتر» تساءل البعض عن فائدة المجالس البلدية حيث قال أحدهم «إذا ما تقدر تهش ولا تنش شفايدتك؟».
وتمت مقارنة أداء أعضاء المجالس البلدية ببعضهم البعض أو بسابقيهم، حيث اعتبر مواطنون أن وقوف البلديين على أرض الحدث ومحاولاتهم لفك الاختناق المروري أو التعاون مع سائقي «التنكرات» أمر جيد، فيما علق آخرون بأن الأعضاء البلديين ليسوا رجال مرور، ومهمتهم الأساسية قبل حدوث تجمع المياه وليس بعدها فقط.
وقال البعض إن الأعضاء البلديين لم يردوا على اتصالاتهم المتكررة حول تجمع مياه الأمطار أو حتى غيرها من الأمور التي تخص مهامهم، وهو على عكس الفترة الانتخابية، وأشار آخرون إلى أن أعضاء مجلسهم البلدي غيروا أرقام التواصل دون الإبلاغ عن الأرقام الجديدة.
وكشفت الأمطار عن عدم تحقق الوعود التي يطلقها المسؤولون كل عام عن أن هذه هي المرة الأخيرة التي تتجمع فيها برك المياه، فضلاً عن تقاذف مسؤولية شفط المياه، التي تعتبر حلاً مؤقتاً بين وزارتي البلديات والأشغال.
وأكد المواطنون أن أمطار البحرين ليست كالعديد من دول العالم والتي تتساقط بها بغزارة، متسائلين عما كان سيفعله المسؤولون لو أنهم في الدول الواقعة على خط الاستواء!.
جدير بالذكر أن مسألة شفط مياه الأمطار لاتزال عالقة بين وزارتي «البلديات» و»الأشغال» حيث ترمي كل منهما الكرة في ملعب الأخرى، محتجة بفتوى قانونية فسرها «كلٌ على هواه».