غزة - (أ ف ب): نجحت حركة «حماس» في الصمود بوجه إسرائيل بفضل قدرات عسكرية ستستغرق إعادة بنائها وقتاً طويلاً، لكنها قادرة أيضاً على تصنيع صواريخ «فجر 5» في القطاع. فمنذ الساعات الأولى من المواجهات مع حركة «حماس» في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل عن تدمير القسم الأكبر من الصواريخ التي يتخطى مداها 40 كلم. غير أن «حماس» والجهاد الإسلامي تمكنتا من إطلاق عدة صواريخ من هذا الطراز على تل أبيب والقدس المحتلة، على مسافة لم يسبق أن بلغتها المجموعات المسلحة الفلسطينية.
وأوضح خضر عباس الجنرال المتقاعد في الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في غزة أن «قرار المقاومة ضرب تل أبيب كان الأصعب والأخطر». وتابع أنها «قلبت صيغة المعادلة» مع إسرائيل التي كانت تنوي شن «عملية محدودة» على قطاع غزة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة إنه «منذ أن أطلق الرئيس العراقي السابق صدام حسين 39 صاروخاً على تل أبيب عام 1991 والفلسطينيون ينتظرون أن يطلق أحد الصاروخ الأربعين».
ويرى الخبراء أن العنصر المجهول الأكبر يكمن في عدد الصواريخ المتبقية في غزة من أصل عشرة آلاف صاروخ كانت لدى حماس قبل العملية بحسب التقديرات، وقدرة الحركة على إعادة التزود.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أصاب 1500 هدف من ضمنها 19 مركزاً قيادياً و26 موقعاً لصنع وتخزين الأسلحة و980 قاذفة صواريخ مطمورة تحت الأرض.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوجهاً إلى جنود إسرائيليين أن «مخزون الأسلحة لدى حماس تلقى ضربة شديدة للغاية خلال حملة ضربات بالغة الدقة»، مؤكداً أن «الجيش اعترض معظم الصواريخ التي كانت تستهدف وسط إسرائيل وآلاف الصواريخ الأخرى الموجهة ضد الجنوب».
وكتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنه منذ سنتين «هربت إيران إلى غزة صواريخ من طراز فجر 5 يبلغ مداها 75 كلم عبر السودان ومصر وأنفاق التهريب. وبموازاة ذلك صنعت حماس والجهاد الإسلامي صواريخ من عيار 200 ملم يقارب مداها 80 كلم مستخدمة من أجل ذلك مهارات قدمتها إيران».
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس «إطلاق 1573 صاروخاً على الأراضي المحتلة خلال 8 أيام بينها صواريخ إم 75 محلية الصنع يبلغ مداها 80 كلم».
ونفى مخيمر أبو سعدة أن تكون جميع هذه الصواريخ «دخلت عن طريق التهريب إلى غزة» مؤكداً أن «صواريخ ام 75 ليست صواريخ إيرانية بل من صنع حماس».
وأضاف أنه «حتى لو تمكنت مصر من إغلاق الأنفاق، سيكون بوسع حماس إنتاج صواريخ» مداها أبعد من قبل.