منذ بدء الثورة التكنولوجية ودخولها في كل مناحي الحياة، كانت السيارات على رأس أولويات التكنولوجية والاستفادة من تطبيقاتها. ورغم أن التكنولوجيا تدخل في تحسين أداء السيارات واستخدامها بشكل أساسي، إلا أنها كانت بعيدة عن استخدامات التكنولوجيا اليومية داخل السيارات مثل الهواتف الذكية والإنترنت، في الوقت الذي بدأت التقنية وأجهزة الكمبيوتر تسيطر على أغلب سيارات العصرية الحديثة.
مصانع السيارات حاليا اتجهت إلى الشراكة مع شركات التكنولوجيا والعكس صحيح؛ وذلك حتى تتمكن الشركات في المجالين من إنتاج سيارات تكنولوجية بكل معاني الكلمة مطلع العام المقبل، فشركات السيارات تسعى حاليا إلى استخدام الإنترنت بشكل أساسي في السيارة. فبدلا من اقتصار استخدام السيارات على نظام جي بي اس لتحديد المواقع تكاملت الإنترنت حتى تكون أكثر تفاعلية لتقترح مثلا أسماء المطاعم أو المحال التجارية القريبة، أو أقرب مركز صيانة عند اكتشاف عطل في السيارة بطريقة أتوماتيكية، وفقا لصحيفة "الاقتصادية".
أما بالنسبة إلى الهواتف الذكية، فمعظم قوانين الدول تحظر استخدامه أثناء القيادة، إلا أن الشركات تسعى إلى الاستفادة من الهواتف الذكية وربطها بالإنترنت والسيارة لمعرفة حالة السائق أثناء القيادة مثلا، أو الاتصال بالمستشفيات أو الشرطة أتوماتيكيا في الحالات الطارئة. كل ذلك بهدف جعل تجربة إدماج التكنولوجيا مع السيارات تجربة متكاملة وممتعة.
ففي شركة ''بي إم دبليو'' أضافت أحدث ابتكاراتها لتنقل تكنولوجيا السيارات إلى مستوى جديد، تمكن سائقي سيارات BMW من استخدام الإنترنت بسرعة عالية على الطرقات. كما تمكّن السائقين من الاستمتاع بتصفح الإنترنت، لتصل درجة استيعاب الأداة إلى ثمانية أجهزة نقالة في الوقت نفسه.
وعبر ماركوس ديتز، مدير المشروع في شركة BMW: ''إن إطلاق التجربة الجديدة لـ(LTE (Long Term Evolution أحدثت نقلة نوعية على مستوى تكنولوجيا السيارات لتحقق طموحات كثير من محبي تكنولوجيا BMW للتمتع بالإنترنت بسهولة كبيرة لدرجة أسرع من الإنترنت المنزلي''.
إن كل ما تتطلبه الأداة من مستخدميها هو إدخال شريحة SIM الخلوية بمزود الأداة لتتمكن من تشغيل الإنترنت على الأجهزة النقالة، وتتمتع أداة LTE بخصائص متطورة ومرنة تزود المستخدم بعدة خيارات من خلالها يستطيع تشغيل الإنترنت NFC-capable وWPS وغيرها.
كما تتميز أداة LTE بدرجة عالية من الآمان بين الأجهزة النقالة، وعلى مدى ثلاثة أمتار في السيارة، كل ذلك فقط عن طريق ضغط زر الاتصال على الجهاز دون إدخال رمز سري، حيث يعد هذا الجهاز الحل الأمثل داخل السيارة لمثل هذه النوع من التكنولوجيا.
فيما طرحت شركة هونداي لصناعة السيارات نموذجا جديدا لسيارة من المستقبل يوظف تقنيات الإنترنت الحديثة كوسيلة للتواصل بين السيارة والسائق، وأطلقت على النظام الجديد اسم Blue Link، ويمكن للسائق عبر هذا النظام الجديد التحكم في السيارة وأنظمتها من تدفئة وتبريد، وحتى ألوان شاشة المعلومات عن بعد.
فيما تعمل حاليا ''أودي'' على السيارة ''العنكبوت'' والتي تسعة الشركة إلى إنتاجها بتصميم يعكس اسمها، وهى نتاج تكنولوجيا العصر، اختارت لها شركتها الألمانية أودي اسم ''سبايدر''؛ فهي سيارة تخطف الأبصار لأول وهلة؛ نظرا لتصميمها الغريب والعجيب، حيث خرجت عن المألوف في ما هو معهود في تصميم السيارات.
تم التركيز على بناء سيارة خفيفة الوزن من خلال الاستغناء عن أي أجزاء من شأنها أن تزيد الوزن، فجاء الشكل النهائي غريبا ولافتا للأنظار، وعلى الرغم من تخفيف الوزن إلا أن ذلك لم يقلل من عوامل الأمان، حيث تم زيادة تصفيح بعض أجزاء السيارة بالذات المنطقة التي تحيط بالمقصورة، كما أن الأبواب تفتح لأعلى؛ لذلك صنعت من ألياف الكربون المقوى بالبوليمر، والذي يعدّ أقوى من الصاج العادي بأربعة أضعاف، وجاءت العجلات بحجم كبير 21 بوصة؛ ما أعطى مظهرا قويا للسيارة التي تبرز عضلاتها أمام منافساتها من الشركات الأخرى، وزودت السيارة الجديدة بمحركين يعملان بالكهرباء يتم شحنهما من خلال مصدر كهربائي وتخزن الطاقة في بطاريات ليثيوم لتصبح السيارة مثالية للسير داخل المدينة، وبخاصة أنها صديقة للبيئة فلا تصدر منها أي انبعاثات كربونية ضارة.