عواصم - (وكالات): ذكرت لجان التنسيق المحلية أن طائرات حربية سورية قصفت منطقة تقع فيها معصرة للزيتون شمال غرب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، كما تعرضت مدينة حلب، إلى قصف جوي عنيف بقنابل براميل، بالتزامن مع سقوط 61 قتيلاً، في الوقت الذي دعت فيه منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» بوقف استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين.
ويحشد النظام السوري قوات في منطقة البساتين المتاخمة لدمشق استعداداً لتكثيف هجماته على معاقل المقاتلين المعارضين في ريف العاصمة، مؤكداً في الوقت نفسه عبر إعلامه الرسمي وتصريحات مسؤوليه بأن معركته باتت مع تنظيم القاعدة المتطرف وأنه يستعد لحسمها.
في المقابل، استخدم المقاتلون المعارضون للمرة الأولى صاروخاً مباشراً أرض جو مضاداً للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف بريف حلب.
من ناحية أخرى، يرى خبراء أن مقاتلي المعارضة يقضمون مزيداً من الأرض شمال وشرق سوريا في مواجهة النظام الذي يعمل على تمتين مواقعه وتعزيز قواته والميليشيات المساندة له، لا سيما العلويين بينها، استعداداً لمعركة دمشق المصيرية.
وذكر المرصد السوري أن القوات النظامية السورية تحشد تعزيزات في منطقة البساتين بين كفرسوسة غرب دمشق وداريا القريبة من العاصمة والتي تستمر الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ أيام.
وأوضح المرصد أن اشتباكات وقعت أيضاً في مدينة حرستا في ريف دمشق، فيما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني لقصف مصدره القوات النظامية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار في بعض المنازل.
وأضاف المرصد أن «المعارضة استخدمت للمرة الأولى صاروخاً مباشراً أرض جو مضاداً للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أصيبت الطائرة بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح».
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «مجزرة جديدة قامت بها قوات النظام أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء غارة جوية من الطيران الحربي على معصرة زيتون» في إدلب.
وفيما تستمر المعارك وعمليات القصف على وتيرتها التصعيدية في سوريا، كتبت صحيفة «البعث» السورية «بإيقاعات سريعة وقوة نارية كثيفة ومركزة، بدأت قواتنا المسلحة المرحلة الأخيرة في معركة الحسم النهائي مع تنظيم القاعدة بمجموعاته المحلية التكفيرية والأجنبية المرتزقة على امتداد الجغرافيا السورية».
ونشرت صحيفة «الوطن» الخاصة المقربة من السلطة من جهتها لائحة تضم أسماء 142 «إرهابياً» قتلوا في سوريا وينتمون إلى 18 بلداً عربياً وأجنبياً.
في هذا الوقت، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية «البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول».
وجاء ذلك بعد يومين على غارة جوية على بلدة دير العصافير جنوب دمشق أدت إلى مقتل عدد من الأطفال.
وقالت «هيومن رايتس ووتش» في بيان صادر عنها إن 11 طفلاً على الأقل قتلوا في الغارة، مشيرة إلى أن «القنابل العنقودية تقتل دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين».
دولياً، وسعت اليابان العقوبات التي تفرضها على دمشق. وأدرجت 36 شخصاً و19 كياناً على قائمة المشمولين بالعقوبات، بينهم رئيس الوزراء وائل نادر الحلقي وحاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة إضافة إلى الشركة السورية للنفط ومصارف وشركات صناعية ووزارات.
وباتت قائمة العقوبات اليابانية على النظام السوري تضم 59 شخصية و35 منظمة مجمدة أرصدتهم في اليابان وممنوعين من السفر إلى اليابان، وبينهم الرئيس السوري بشار الأسد.
وتأتي هذه التدابير قبل 3 أيام على اجتماع «مجموعة العمل الدولي لأصدقاء الشعب السوري حول العقوبات» في طوكيو.
في أنقرة، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور تركيا في ديسمبر المقبل لتفقد مخيم للاجئين السوريين وإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك.
وفي دمشق، نقلت صحيفة «الوطن» عن مسؤول اقتصادي سوري أن تغيير سعر الصرف والظروف الأمنية السائدة في سوريا أدت إلى ارتفاع في أسعار كافة السلع الاستهلاكية يتراوح بين 35 إلى 65% منذ بداية العام الجاري.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» أن تقريراً جديداً كشف أن روسيا طبعت أطناناً من الأوراق النقدية السورية وشحنتها جواً إلى دمشق، لتمكين نظامها من دفع رواتب جنوده وموظفي الخدمة المدنية.
وقالت الصحيفة إن موقع «بروبوليكا» المتخصص في الصحافة الاستقصائية الذي أعد التقرير حصل على سجلات الرحلات الجوية والتي أظهرت أن موسكو سلّمت دمشق ما يتراوح بين 120 و240 طناً من الأوراق المالية السورية على مدى 10 أسابيع.