رام الله، القدس المحتلة - (وكالات): أعيد إغلاق ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمس في رام الله بعدما تم أخذ عينات من رفاته لفحصها سعياً لكشف لغز وفاته قبل أكثر من 8 أعوام، فيما توقعت مصادر طبية أن لا يخرج الخبراء بأي نتيجة «قبل 3 شهور».
وقال مسؤول في لجنة التحقيق في وفاة الزعيم التاريخي الفلسطيني «انتهت العملية، أغلق الضريح مجدداً وسلمت العينات إلى الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس».
من جانبه أعلن رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل اللواء توفيق الطيراوي أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في حال ثبت أن عرفات مات مسموماً.
وقال الطيراوي في مؤتمر صحافي عقب حصول الخبراء على عينات من رفات عرفات «في حال ثبت تسمم عرفات، فإننا سنتوجه إلى المحكمة الدولية». وأضاف «وهذه ستكون القضية الأولى لفلسطين بعد حصولها على الاعتراف الدولي بدولة غير كاملة العضوية».
وقال الطيراوي «سننتظر نتيجة التحقيق، ونحن لا نتهم أحداً لغاية الآن، ولكن مهما كانت النتيجة سلبية أم إيجابية سنتابع البحث لمعرفة حقيقة وفاة الرئيس الراحل».
من جهته أعلن رئيس اللجنة الطبية التابعة للجنة التحقيق الفلسطينية عبد الله البشير، أن الجانب الفلسطيني أبلغ الخبراء الدوليين البحث في كافة أنواع السموم. وقال إن «مادة البولونيوم هي مادة سمية تملكها الدول التي تتعامل بالمفاعلات النووية، لكن وتفادياً لعدم اكتشاف هذه المادة فقد طلبنا من خبراء الوفود الثلاثة البحث عن كافة أنواع السموم الأخرى». وتوقع البشير أن لا يخرج الخبراء بأي نتيجة «قبل 3 شهور». وقد سلمت العينات إلى الخبراء الدوليين الذين سيقومون بتحليلها في بلدانهم.
وحضر العملية 3 قضاة فرنسيين مكلفين التحقيق في قضية قتل إثر شكوى قدمتها سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل في فرنسا. وأكد المصدر أن كلاً من فرق الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس أخذ عينة خاصة به من الرفات. ومن جهتها قالت سهى عرفات «ما تم اليوم ردة اعتبار لياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني والذي أحبه شعبه ويطالب ليل نهار بالوصول إلى حقيقة من قتل ياسر عرفات، وهي محاولة نريد أن تتكلل بالنجاح لمعرفة سر وفاته».
وحضر مراسم فتح القبر المفتي العام للأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، حيث قال عقب مغادرته الضريح «حضرت إلى هنا لأنه يجب أن أكون موجوداً عند فتح الضريح من الناحية الشرعية».
وسيسعى الخبراء الدوليون لمعرفة ما إذا تم تسميم عرفات بالبولونيوم، وهي فرضية طرحت مجدداً بعدما بثت قناة الجزيرة القطرية في يوليو الماضي فيلماً وثائقياً يفيد عن العثور على آثار لهذه المادة الإشعاعية على أغراض شخصية تعود لعرفات. من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا ستصوت بالإيجاب لصالح رفع وضع فلسطين في الأمم المتحدة إلى دولة بصفة مراقب. من جانب آخر، أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني عودتها إلى الحياة السياسية على رأس حزب جديد بعد أكثر من 6 أشهر على انسحابها من حزب «كاديما» إثر خسارتها في انتخابات زعامته.
وقالت ليفني في مؤتمر صحافي «قررت العودة إلى السياسة وإنشاء حزب جديد اسمه «الحركة»».
في الوقت ذاته، يرى المعلقون أن المنحى الأكثر تشدداً الذي اتخذه «الليكود» مع تغلب شخصيات مغالية في دعم الاستيطان على الشخصيات المعتدلة في الانتخابات التمهيدية لهذا الحزب اليميني يمكن أن يشكل خطورة على بنيامين نتنياهو، الأوفر حظاً في الانتخابات التشريعية المقبلة.