قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن استمرار السلطات الإسرائيلية بضرب القرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية عرض الحائط يؤكد مدى غطرستها وعزمها الاستمرار في سياستها الرامية إلى تقويض عملية السلام، مجدداً دعم البحرين لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وقبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة في أقرب وقت. وأضاف عاهل البلاد المفدى، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن “هذا اليوم مناسبة هامة تذكرنا بمسؤولية الأمم المتحدة الدائمة إزاء قضية الشعب الفلسطيني وحلها سلمياً بجميع جوانبها على نحو عادل وشامل ضمن القرارات الشرعية الدولية، ولكي نجدد فيها التزام المجتمع الدولي بالمسؤولية الخاصة تجاه الشعب الفلسطيني لرفع الظلم الذي لحق به منذ عام 1948م”.وأشار جلالته إلى أن “هذه المناسبة تجسد التزام الأسرة الدولية بالدعم المستمر للشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل نيل حقوقه المشروعة غير قابلة للتصرف عبر مسيرته الطويلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لأراضيه وكفاحه الشاق من أجل نيل حريته والحصول على استقلاله، وممارسة حقه المشروع في تقرير المصير والعودة وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف”.وتابع عاهل البلاد المفدى أنه “منذ عرض قضية فلسطين على المنظمات الدولية، صدر عن مجلس الأمن والجمعية العامة والأجهزة المختلفة التابعة لها، مئات القرارات الهامة بشأن القضية الفلسطينية والداعية إلى ضرورة إيجاد حل عادل لها، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تكترث لأي منها ولم تنفذ هذه القرارات بل ضربت بها عرض الحائط وهو ما يوضح مدى غطرستها وتجاهلها للشرعية الدولية، وتحديها لإرادة المجتمع الدولي”.وأكد جلالته أن “القضية الفلسطينية ظلت طوال أكثر من ثلاثة عقود تشكل أهم التحديات التي تزعزع الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما إن التطورات المستمرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والممارسات التي ترتكبها إسرائيل بشكل دائم والهجمات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية شاهد على مدى الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني ولاسيما طرد الفلسطينيين من منازلهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم واستمرار الأنشطة الاستيطانية غير القانونية والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة تسارعاً غير مسبوق في بناء المزيد منها على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية مما يؤكد أن السلطات الإسرائيلية عازمة على الاستمرار في سياستها الرامية إلى تقويض عملية السلام التي طالب بها المجتمع الدولي”.وقال جلالته إن “مملكة البحرين تبدي قلقها العميق إزاء تلك السياسات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة التي تسببت بشكل رئيس في تجميد الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام والتي أدت إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما زادت من تدهور أوضاع الشعب الفلسطيني الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية”.وأضاف عاهل البلاد المفدى أن “مملكة البحرين في هذا اليوم تجدد دعمها لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، مطالبة بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي الداعية إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وتؤيد الجهود الدولية لقبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة في أقرب وقت، وتشيد بقرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” بقبول دولة فلسطين عضواً في المنظمة التي تعد خطوة متقدمة ومشجعة لتأكيد حق دولة فلسطين في الحصول على الشرعية الدولية وفقاً لحدود الرابع من يونيو 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وذلك استناداً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخصوصاً قرارات مجلس الأمن (242) لعام 1967 و(338) لعام 1973 و(1397) لعام 2002، ووفقاً لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية والرؤية القائمة على حل الدولتين التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة وخصوصاً قرار مجلس الأمن (1515) لعام 2003 والقرارات ذات الصلة التي دعت إلى إيجاد حل سلمي دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.ودعا العاهل المفدى “المجتمع الدولي لمضاعفة الجهود الدولية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في محنته التي طال أمدها وتشيد بالجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وضرورة توفير التسهيلات اللازمة للاضطلاع بشكل كامل بولايتها بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بغية حشد الدعم الدولي اللازم لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة والتوصل إلى تسوية سلمية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي”.