انطلقت أمس فعاليات النسخة الثامنة لبرنامج نموذج جلسات الأمم المتحدة للجامعات، حيث إناب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر في افتتاح البرنامج الذي يحظى هذا العام بمشاركة خليجية من قبل طلاب الجامعات بعد أن تم اعتماد البرنامج ضمن أجندة برامج الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وافتتح البرنامج بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين، ومحافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، وعدد من سفراء دول المجلس والعالم، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي.
تهيئة الشباب وتقوية مداركهم الإبداعية
وأشار رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر إلى أن البرنامج يمثل خطوة رائدة في مجال العمل الشبابي، ليأتي مطابقاً تماماً مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى المستمرة للعمل الجاد والمخلص في سبيل تهيئة الشباب وتقوية مداركهم الإبداعية من أجل قيادة مستقبل البحرين الواعد.
وأكد هشام الجودر أن البرنامج مواصلة لرحلة النجاح المتميزة التي حققتها هذه الجلسات في الأعوام الماضية عبر المشاركة الواسعة من الشباب البحريني وأقرانهم من الشباب الخليجي في المحاور المفيدة للبرنامج إضافة إلى التفاعل المميز للشباب وحرصهم على طرح مقترحاتهم ومرئياتهم بكل حرية وإحساس عال بالمسؤولية المترتبة على الشباب في تشخيص التحديات وطرح الأفكار والحلول الكفيلة بالتعامل الأمثل معها.
ونوه الجودر في كلمته إلى أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة حريصة دوماً على تنمية معارف الشباب البحريني والارتقاء بمهاراتهم المتنوعة وإشراكهم في طرح الآراء والأفكار حول مختلف القضايا التي يمر بها مجتمعنا المحلي والمجتمع العالمي وهو الهدف الأهم الذي نسعى إلى ترجمته على أرض الواقع عند تنظيم وعقد الملتقيات والندوات الشبابية، على اعتبار الشباب يمثلون جزءاً كبيراً من حل هذه القضايا وتقع على عاتقهم صون مفردات التطور والنماء إلى جميع البلدان في عالمنا.
وأضاف أننا نعول كثيراً على برنامج نموذج جلسات الأمم المتحدة في التعرف على أفكاركم ومعتقداتكم تجاه كافة القضايا التي يمر بها العالم في وقتنا الراهن كما نتطلع إلى معرفة الحلول التي ستقدمونها في تلك القضايا والتي ترونها مناسبة لتجاوزها لينعم عالمنا بالاستقرار والازدهار والخير الأمر الذي سيعود بالشكل الإيجابي على مسيرتكم باعتباركم مستقبل العالم بأسره.
وأعرب الجودر عن سعادته بمشاركة الشباب من دول الخليج العربي في هذه الفعالية كما شكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على رعايته الكريمة لبرنامج نموذج جلسات الأمم المتحدة الأمر الذي يؤكد حرص سموه على الارتقاء بالحركة الشبابية في منطقة الخليج والشكر موصول كذلك إلى الشباب الخليجي المشارك متمنين للجميع التوفيق والنجاح في هذا البرنامج والخروج بالأهداف النبيلة التي وجد من أجلها.
المصالح الوطنية والقواسم المشتركة
بدوره عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين في كلمة عن سعادته للدعوة لهذا المؤتمر الذي تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة للعام الثامن على التوالي، مشيداً بالفكر الثاقب للمؤسسة ووعيها بالمتغيرات على الساحة الدولية.
وعرف وزير الدولة للشؤون الخارجية الحضور على فن الدبلوماسية كفن لإدارة العلاقات الخارجية بين الدول، مشيراً إلى أن العمل في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قدم تطوراً نوعياً في طبيعة العمل الدبلوماسي في الآونة الأخيرة.
وأشار البوعينين إلى أن البحث عن المصالح الوطنية ترتبط بالبحث عن القواسم المشتركة لمختلف دول العالم أو ما أصبح يسمى في بعض الأدبيات السياسية العلمية السلع المشتركة، وأضاف أن هناك أنواعاً وفنوناً مختلفة للعمل الدبلوماسي يجب أن توضع في الاعتبار عند مناقشة مختلف الأمور.
وأكد غانم البوعينين أنه قد اختلفت موضوعات الدبلوماسية متعددة الأطراف لتشمل قضايا حقوق الإنسان، والديمقراطية، والحريات الأساسية والبيئة التلوث، والمخدرات الاتجار بالبشر، والقرصنة الإرهابية، والتعاون الدولي والحوار الثقافي.
وقال إن الأمم المتحدة تحولت إلى منظومة عالمية تشمل أنشطتها كافة مناحي الحياة وتواجدها في مختلف أرجاء المعمورة، وأن هذا التحول يعبر عن تطلعات وآمال البشرية نحو غد أكثر أماناً وأكثر سلاماً.
وأشار إلى الارتباط بين مملكة البحرين والأمم المتحدة في ثلاثة أمور هي قيام المبعوث الخاص للأمين العام في عام 1970 باستطلاع رأي الشعب البحريني في تقرير مصيره وأوضح ذلك في التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة وخلص إلى رغبة البحرينيين في الاستقلال مع الاحتفاظ بالهوية العربية والإسلامية والدخول في علاقات ودية مع جميع الدول. والثاني قبول البحرين في عضوية الأمم المتحدة والثالث نشاط البحرين وحرصها الدائم على العمل من أجل السلام والأمن الدوليين.
التنمية الشبابية والتوعية
من جانبه، قال محافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، في تصريح لوكالة أنباء البحرين، إن المؤتمر يسهم في التنمية الشبابية والتوعية حيث يمثل فرصة مهمة للشباب للاطلاع على نماذج جلسات الأمم المتحدة وتعلم وممارسة القيادة، متمنياً لهم التوفيق في المؤتمر الذي يمنح فرصة جيدة للتعرف على الحياة الدبلوماسية وكيفية الاجتماعات الدولية والتفاعل مع الناس وتوصيل الفكرة.
وبدأ البرنامج بتعريف المشاركين على القوانين واللوائح المتبعة في الأمم المتحدة حول أبجديات الحوار وكيفية إقامة حوار ناجح بين الدول، حيث قام مشارك بتقديم كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، وتم عرض مادة فيلمية حول البرنامج وأهدافه ومقتطفات من السنوات الماضية، من بعدها تم تكريم الجامعات المشاركة في البرنامج.
وانطلقت أولى الجلسات والتي تمحورت حول مجلس الأمن، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وكالة الطاقة الذرية، على أن تقوم الجمعية العامة بالضغط والدمج ومن بعدها النقاش حول الموضوع.