برزت الجالية الإسلامية في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية عندما هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية، ثم أتت هجرات إسلامية من المناطق الإسلامية التي خضعت للاستعمار الإيطالي في أفريقيا، وهاجر إليها بعض العمال المسلمين من تونس، ويضاف إلى هذا اعتناق بعض الإيطاليين الإسلام. كما يوجد في إيطاليا أعداد كبيرة من الطلاب المسلمين الذين يدرسون بالجامعات الإيطالية، ويقدر عدد المسلمين في إيطاليا حالياً نحو مليون مسلم. وينتشر في إيطاليا ما يزيد على 700 مراكز إسلامي على كافة المساحة الإيطالية من الشمال إلى الجنوب عبر مقاطعاتها العشرين غير أن هناك المؤسسات ذات الصفة الوطنية والتي تضم العديد من المراكز الإسلامية الأعضاء إلى جانب مركزها الرئيس أول وأضخم هذه الهيئات الإسلامية اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا والذي يضم نحو 150 مركزاً إسلامياً تنتشر في معظم المقاطعات الإيطالية ومقره الرئيس بمدينة روما وإن كان أعضاء الهيئة الإدارية العليا يقيم أغلبهم خارج روما.
وفيما يتعلق بالقرآن الكريم، فإن الترجمة الأبرز الآن والمعتمدة على الصعيد الإيطالي هي ترجمة معاني القرآن للسيد حمزة بيكاردو الإيطالي المسلم والسكرتير الأسبق لاتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا وترجمت معاني القرآن في سنة «954هـ -1547م» وقام بهذه الترجمة اندراير فابين نقلاً عن اللاتينية. ومن التراجم الإيطالية لمعاني القرآن ترجمة «انيلوفراكاسي» في سنة «1333هـ - 1914م».
ووصل الإسلام إلى 3 مناطق تتبع إيطاليا حالياً، المنطقة الأولى جزيرة صقلية وذلك في سنة «212هـ - 827 م» عندما فتحها إبراهيم بن الأغلب، وقاد عملية الفتح أسد بن الفرات وكان للأغالبة أسطول قوي في البحر المتوسط.
والمنطقة الثانية هي جزيرة سردينيا واحتلت في سنة «194 هـ - 809 م»، وورث الفاطميون حكم سردينيا عن الأغالبة في سنة «297هـ - 909 م» أي بعد أن حكمها الأغالبة مدة قرن تقريباً وبقيت سردينيا في أيدي الفاطميين قرناً آخر حتى استولى عليها ملوك الطوائف المسلمون بالأندلس في سنة «406هـ - 1015 م» وحاول أن يستولى عليها مجاهد العامري ولكنه فشل في استعادة الجزيرة، وذلك بسبب قوة الحلف المسيحي الذي سيطر على سردينيا في سنة «406 هـ - 1015م» وهكذا دام الحكم الإسلامي لجزيرة سردينيا أكثر من قرنين، وانتشر الإسلام خلالها في الجزيرة، وفي نهاية الحكم الإسلامي لسردينيا حكمها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التحالف المسيحي الذي تكون من دولة بيزا وجنوة سيطر في النهاية على الجزيرة، وعندئذ تغير وضع المسلمين، فمنذ الاستيلاء على سردينيا ظهر التحدي للمسلمين بالجزيرة، فكثرت الهجرات الإسلامية منها وشنت حرب الإبادة على المسلمين بسردينيا، وكان السبب الرئيس في إخلاء الجزيرة من المسلمين. أما المنطقة الثالثة هي شبه جزيرة إيطاليا والتي وصلها الإسلام، فقد توجه الأغالبة إلى هذه المنطقة بعد احتلالهم جزيرة صقلية، فهاجم المسلمون مدينة برنديزى سنة «221هـ - 836م» ثم استولوا على نابولي في السنة التالية لها، واستولوا على كابوه في سنة «227هـ -841م»، واحتل المسلمون تارانتوا، ودخلت جيوش محمد الأول الأغلبي مدينة روما سنة «232هـ- 846م».
وبعد فترة استطاع التحالف المسيحي استرجاع بعض المدن الإيطالية على أثر الخلافات التي نشبت بين القوة الإسلامية في المشرق والمغرب.