حقق برشلونة الإسباني فوزه الـ13 هذا الموسم بعد 14 جولة، معادلاً أفضل بداية في تاريخ الليغا الإسبانية والتي كانت باسم ريال مدريد في موسم 1991-1992.
وجاء فوز الفريق الكاتالوني على ليفانتي برباعية نظيفة، في تشكيلة مكونة من 11 لاعباً من لاعبي «لاماسيا» مدرسة الناشئين في الفريق الإسباني، لتزداد فرحة الكتالونيين بهذا الإنجاز.
لكن التصريحات التي تلت الفوز، عبرت بشكل أو بآخر عن عنصرية كتالونية لأبناء الإقليم، مبجلين أبناء المدرسة، ومنكرين لفضل من هم من خارجها بشكل صريح. مايسترو خط الوسط، تشافي هيرنانديز قال إن ما حدث هو حلم قديم للمدرب الهولندي لويس فان غال قبل سنوات، وأبدى سعادة كبيرة بتلك المناسبة.
أما المدرب تيتو فيلانوفا فقد كان سعيداً هو الآخر بالإنجاز، وأضاف أن الجميل بالأمر أن من بين الـ11 لاعباً من خريجي المدرسة 7 أو 8 لاعبين من أبناء كاتالونيا، وهو بذلك يستثني صانع التاريخ ميسي والوافد الجديد خوردي البا وغيرهم.
من حق الفريق الكاتالوني أن يفاخر بمدرسته، لكن من المعيب أن يتمر التمييز بين من هو كاتالوني وغيره داخل الفريق، لأن الجميع ساهم بشكل أو بآخر في هذا الإنجاز، والإنجازات الكثيرة التي سبقت ذلك. وقد تكشف عبارات فيلانوفا بعضاً من خفايا الفريق، الذي اتهم في أكثر من مرة بأنه ناد عنصري، والدلائل على ذلك تبدو كثيرة دعونا نستعرض بعضاً منها. الهداف الكاميروني صامويل ايتو، تمت إطاحته من الفريق بصورة غريبة، فبعد موسم تاريخي قاد فيه الفريق بأهدافه إلى التتويج بثلاثية تاريخية في أول مواسم غوارديولا، يتم بيعه إلى إنتر ميلان الإيطالي، رغم أنه لم يتخاذل يوماً أو يطعن في السن أو يتراجع مستواه.
الشاهد الآخر على ذلك كان بديل ايتو، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي حقق مع برشلونة أفضل بداية في تاريخ النادي للاعب جديد بعدد الأهداف التي سجلها، ثم ما لبث أن بدأت المشاكل مع غوارديولا ليلازم مقاعد البدلاء كثيراً ثم المغادرة.
شاهد ثالث، الإسباني ديفيد فيا، الهداف التاريخي للمنتخب الإسباني، الذي وجد نفسه معزولاً بين لاعبي كاتالونيا، وممنوع حتى من التعبير عن رأيه بتسديدة من زميله، أو حتى التصرف بالكرة بالشكل الذي يراه صحيحاً داخل الملعب، والأقاويل بدأت تنتشر حول نية اللاعب مغادرة الفريق.
وآخر الشواهد، الحارس الكاتالوني فيكتور فالديز، الذي يعلم جميع متابعي برشلونة وعشاقه قبل أعدائه، أنه غير جدير بحراسة عرين الفريق، إلا أن السبب الوحيد لبقائه هم دمه الكاتالوني.
لاشك أن لاماسيا مدرسة مميزة في عالم كرة القدم، ومن حق برشلونة أن تفخر بها، لكن من المغيب على النادي الكاتالوني أن ينكر إنجازات غير الكاتالونيين، أو أن يبدأ بالتضييق عليهم لمغادرة الفريق. إذا كان هذا هو الحال في فريق برشلونة، فليمتلك مسؤولوه الشجاعة، ويعلنوها صريحة أن النادي لن يضم في صفوفه غير الكاتالونيين، كما فعلها من قبل فريق اتلتيكو بيلباو الذي لا يضم في صفوفه لاعباً من خارج إقليم الباسك، لكن يبدو أن وجود ميسي والخوف من خسارته هو العائق الوحيد أمام ذلك الإعلان.