قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف آل محمود إن الاتحاد الخليجي مطلب شعبي جماهيري، في وقت باتت صيغة التعاون غير كافية لحماية دول الخليج من الأخطار، مشيراً إلى أن الاتحاد المطلوب هو “اتحاد سياسي واقتصادي وأمني يحمي عروبة وإسلام دوله، وتحافظ فيه كل دولة على كيانها السياسي، ويستشعر المواطن فائدته وقيمته في حياته اليومية، ويحفظ لكل أبنائه عقائدهم وعباداتهم وأفكارهم”.وأضاف آل محمود في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي” الذي نظمه تجمع الوحدة الوطنية أمس، أن “دوافع أبناء وبنات دول مجلس التعاون الخليجي للاتحاد تتلخص في الارتباط العضوي والروحي والاجتماعي والديني واللغوي والتاريخي بين دول التعاون وهو يعطي إحساساً قوياً شعبياً لا يوجد في كثير من الكيانات المتحدة على المستوى العالمي، وهو أقوى أساس للاتحاد والتوحد”.وأشار آل محمود إلى أن “دول العالم اليوم متجهة إلى تحقيق كثير من أنواع الاتحادات والتكتلات؛ الدفاعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والعلمية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها لتحقيق التنمية والتقدم والمحافظة على أمنها واستقلالها، وما الاتحاد الأوربي واتحاد دول جنوب شرق أسيا (الآسيان) عنا ببعيد ولا آثارها عليهم وعلينا بغائب”.وتابع: “لقد مرت دول مجلس التعاون الخليجي بتجربتين مريرتين، دولة الكويت عندما احتلها العراق عام 1990 ومملكة البحرين من فبراير عام 2011 والتي مازالت أذيالها باقية حتى يومنا الحاضر عندما تآمرت عليها قوى داخلية وخارجية إقليمية ودولية لقلب نظام الحكم وسلب عروبتها وتهديد السلم والأمن الأهليين وإشاعة الحرب الأهلية الطائفية أسوة بما حدث في العراق لولا رحمة الله تعالى الذي جمع شعب البحرين بكل أطيافه في موقف واحد جامع لا مثيل له في تاريخها ليكون الدرع الأول لرد تلك المؤامرة”. وقال آل محمود إن “تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون ودخول قوات درع الجزيرة الدرع الثاني أحبط تلك المؤامرة، إضافة إلى وعي شعبنا وصبره عندما نأى بنفسه عن محاولات الاصطدام الطائفي، وكذالك سياسة النفس الطويل التي اتخذتها الدولة في معالجة المشكلة”. وأضاف أن “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي جماهيري على مدى تاريخنا العربي والإسلامي، ويمثل قوة سياسية ودفاعية واقتصادية وأمنية، وبالتالي يعطي قوة تفاوضية في جميع المواقف، وهو طريق الأمان لشعوب ودول مجلس التعاون الخليجي بعد أن دق ناقوس الخطر ببدء تطبيق مؤامرة التقسيم والتفكيك وإثارة المعارك بين أبناء الدولة الواحدة وتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة للوصول إلى الشرق الأوسط الجديد، وبات قراراً مصيرياً لشعوب ودول هذه المنطقة بعد أن ظهر الخطر المشترك”. وثمن آل محمود مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وقال إن “صيغة التعاون لا تكفي لحماية دولنا من المخاطر وفي تحقيق طموحات شعوبنا في إقامة منظومة تتوافق مع تطلعات هذه الشعوب في وحدة حقيقية تستفيد منها الدول والشعوب في نفس الوقت”. وطالب رئيس تجمع الوحدة الوطنية بـ«اتحاد يحمي عروبة وإسلام دوله وانتمائها العربي والإسلامي، ويخدم شعوب هذه المنطقة كما يخدم أنظمتها على حد سواء، وتحافظ فيه كل دولة على كيانها السياسي، ويستشعر المواطن فائدته وقيمته في حياته اليومية، ويحفظ لكل أبنائه عقائدهم وعباداتهم وفق معتقداتهم وأفكارهم”، مشيراً إلى أن المطلوب لأبناء الخليج “اتحاداً سياسياً اقتصادياً عسكرياً أمنياً حقيقياً، لا يمنع أي دولة من دوله من أن تتقدم في المسار الديمقراطي الذي اختاره شعبها، وقوياً تشارك فيه الشعوب في إدارة الدولة، ولا يتراجع عن مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، يترابط مع الدول العربية والإسلامية الأخرى لتحقيق مصالحها المشتركة، ويشارك أبناؤه في التقدم الحضاري الإنساني”.