قال مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية د. محمد جابر الأنصاري إن الاتحاد الخليجي أصبح مطلباً شعبياً نتيجة للتغير النوعي في المناخ السياسي، استدعى تحويل التعاون إلى اتحاد، مبيناً أنه في مرحله التعاون لم يخلُ الأمر من تهديد لهذا البلد الخليجي أو ذاك، لكن ذلك التهديد لم يتحول إلى مواجهة شاملة.
وأضاف د.الأنصاري -خلال مؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي”: إن الأمر يندد اليوم بخطر المواجهة الشاملة، مع وضع الانكشاف الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الصغيرة على الساحل العربي من الخليج، الانكشاف الاستراتيجي عسكرياً وسكانياً واقتصادياً واجتماعياً، فكل يوم نسمع عن سلاح جديد لدى الجانب الآخر، ولن يكون سلاحنا إلا التماسك في اتحاد يواجه الخطر.
وأكد أن الاتحاد بين دول مجلس التعاون مسألة حياة أو موت، والانكشاف الاستراتيجي الذي تعاني منه أمام القوة الإيرانية قد يعني محوها أو محو بعضها من الخارطة، مشدداً على الاستفادة من الموقف السعودي من الاتحاد، “فمن النادر أن تدعو أكبر الدول في أي تجمع إلى الوحدة، وهذا موقف تاريخي لابد من استثماره”، لافتاً إلى أنه رغم معاناه دول الخليج الصغيرة من انكشاف استراتيجي ظل محتملاً زمن التهدئة، إلا أن شكليات الخصوصية تقف عائقاً في وجه الاتفاق على الاتحاد.
وقال د.الأنصاري: لقد كانت المملكة العربية السعودية في الماضي تحاول التقارب مع إيران، لكنها وجدت أن ذلك غير مجدٍ وهي أقوى دول الخليج نظراً لازدواجية الموقف الإيراني، فإيران تظهر المودة للدول العربية عامة لكنها تبطن ضدها من شواهد عدة. لذلك تغير الموقف السعودي من إيران وأصبح أقرب إلى المصارحة من إلى المهاونة الظاهرية. وقد اتخذت السعودية موقفاً من البحرين في إطار مجلس التعاون يمكن تفسيره بأنه حاسم. لقد أصبحت المواجهة في أيامنا عربية – فارسية ببعد طائف تحاول إيران أن تستثيره.
وأضاف: نظراً لأن دول مجلس التعاون الصغيرة على الساحل العربي من الخليج تعاني من “انكشاف استراتيجي” دفاعي وسكني واقتصادي، فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعا إلى تحويل التعاون إلى اتحاد، وكان ترحيب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بدعوته ناجماً عن ظرف سياسي جديد، لكنه تعبير عن النزعة الوحدوية -عربياً وخليجياً- لشعب البحرين منذ أن تفتح وعيه.
وأكد د.الأنصاري أن الوضع في الخليج قد يتفجر إذا ما هوجمت إيران، لافتاً إلى أن إسرائيل ليست مندفعة بالغريزة إلى مهاجمه إيران بسبب تنامي برنامجها النووي، لكنها تريد أن توجد حالة تتعرض فيها آخر منطقه عربيه بقيت هادئه للتدمير، وهو ما يدعو إلى الشك في نوايا إسرائيل بشأن توجيه ضربه إلى إيران، عدا ذلك، فإن إسرائيل غير معنية بالهجوم على إيران وغير مهتمة بتهديداتها.