قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ محسن آل عصفور إن الاتحاد الخليجي مصير لابد منه، والحاجة باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى للتسريع بإنشائه من أجل لجم التهديدات الإقليمية وإفشال التقسيمات التي تحيكها دوائر الصهيونية العالمية، وبناء نظام سياسي قوي متماسك مهاب يضمن لشعوب دول الخليج العربية الاستقرار والأمن ويوفر مستقبلاً زاهراً وحياة العزة والكرامة.
وأضاف الشيخ العصفور في كلمة له خلال مؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي”، أنه “أضم صوتي إلى دعاة الوحدة الخليجية الداعمة لتطلعات شعوبها و تعكس امتداداً لخطى الأجداد السباقة نحو المعالي والأمجاد وتضفي تطوراً نوعياً على أنظمة الحكم لتلبية طموح وآمال أبناء شعوبها في الوقت الراهن ومن سيعقبنا من أجيال المستقبل”، مشيراً إلى أن “استراتيجية الردع الذاتي والمنعة في الدول الكبرى والاتحادات السياسية تنبع من الاقتدار العسكري والمالي والعلمي بين أبنائها وتضامنهم فيما بينهم على غرار ما كان عليه المسلمون في صدر الإسلام الأول”.
وتابع: “ففي الوقت الذي تجتاح فيه عالمنا العربي والإسلامي موجات من الرياح السياسية العاتية وتدفع وتقذف بملوثات دوائر الاستعمار الصهيوني الأمريكي الإمبريالي الحديث وصناع مقالب الانقلابات الشعبية تحت شعارات الديمقراطية الزائفة والحرية الكاذبة في ربوع عالمنا العربي نجد أن الهدف الحقيقي منها إنما هو نشر الفوضى والدمار من أجل الاستحواذ على ذخائره وخيراته ومصادرة القرار المصيري من ايديهم باسم الديمقراطية”، مشيراً إلى أن هذه الخدعة “انطلت على فئات كثيرة من شبابنا وللأسف فأصبح دمية وألعوبة في يد المنظمات الحقوقية الاستعمارية العالمية الدجالة التي توهمهم بدفاعها عنهم في الوقت الذي تجعلهم أسارى مخططات ومؤامرات الدوائر الاستعمارية الإمبريالية الصهيونية الحديثة بشكل ماكرخبيث دجال من حيث لا يشعرون”.
وأشار آل عصفور إلى أن “الذي انكشف بكل وضوح وجلاء بعد انتصارات شباب الربيع العربي في ليبيا ومصر وتونس واليمن أن هناك مؤامرات تديرها الإمبريالية الأمريكية العالمية تستهدف الشعوب العربية والإسلامية قبل أنظمة الحكم فيها وتسعى لبسط النفوذ والسيطرة والاستحواذ على كل مقدراتها ومقوماتها بأساليب ماكرة ومن خلال الزج بها في محن سياسية طاحنة وأزمات مستمرة والوقيعة بين أبناء شعوبها وإرجاع عجلة التنمية فيها إلى الصفر وإغراقها بالديون المجحفة حتى يتسنى لها بكل سهولة التدخل بشكل مباشر وغير مباشر تحت ذرائع الإصلاح والإعمار وإعادة التأهيل وبسط نفوذها وفض النزاعات والاستحواذ على مشاريع التنمية والتدريب ونحوها”.
وأردف: “نعم لقد حان الوقت لتضع شعوبنا بمكوناتها البشرية من الطائفتين الكريمتين أيديها في أيدي بعضها بعضاً لرفعة أوطانها وإعزاز وجودها وفرض هيبتها وبناء أمجادها وسؤددها ضمن منظومة سياسية قوية مهابة يكون لها شأنها على المستوى العالمي في الحقبة القادمة”، مؤكداً: “نحن اليوم وفي ظل النظام العالمي الجديد ونظام العولمة نعيش في عالم ليس فيه بقاء إلا للأقوياء”.