قال الناشط السياسي السعودي د.محسن العواجي إن الشعوب الخليجية لديها رغبة عارمة في الاتحاد لتحقيق كافة المصالح، وترتيب الصف الخليجي الداخلي عن طريق الاتحاد، ولو الاتحاد الكونفدرالي للوزارات السيادية الثلاث (الدفاع والمالية والخارجية).
وأكد في كلمته “الاتحاد الخليجي والصراع العربي الصهيوني” أن مخاطبة المجتمع الخليجي بضرورة الاتحاد والدخول في خطوات إصلاحات سياسية واقتصادية، تحمي المنطقة مما يهددها من أخطار من أي مصدر كانت هذه التهديدات، لافتاً إلى أن الكيان الصيهوني لم يكن يوماً حليفاً لمواجهة أي خطر مشترك معه. وأضاف د. العواجي: أن الشعوب العربية تؤمن بأن الإصلاحات السياسية الفورية في جميع دول المجلس هي المخرج الوحيد والآمن لتمكين الشعوب الخليجية من المشاركة والتداول السلمي للسلطة واستقلال القضاء وحرية التعبير، بما لا يتعارض مع ثوابت الأمة والانتخابات الحرة والفصل بين السلطات وتفعيل جميع مؤسسات المجتمع المدني والنقابي، وحل جميع القضايا العالقة داخلياً من خلال الحوار السلمي العادل، مردفاً: وعندما تكون المواقف الخليجية نابعة من شعوبها وممثلة لها فإن موقف الشعوب الخليجية المتحدة على هذا الأساس من الصراع العربي الصهيوني سيكون الموقف الرافض لوجوده استراتيجيا والمحرم للتطبيع معه تكتيكياً، وهذا ما تتفق عليه جميع الشعوب العربية.
وذكر د.العواجي أن الإعلان عن مجلس التعاون الخليجي جاء في ظروف عربية متأزمة، فالحرب العراقية الإيرانية كانت مشتعلة والجامعة العربية مفككة بسبب خروج مصر من جامعة الدول العربية نتيجة لاتفاقية السلام مع العدو الصهيوني. وخلال ثلاثة عقود من عمر مجلس التعاون الخليجي تم التوصل إلى عدة اتفاقات منها الاتحاد الجمركي 2003ـ السوق الاقتصادية 2008 - والعملة الموحدة 2010 إلا أنها لم تفعل رغم الأهمية الاقتصادية والسياسية والجغرافية على المستوى الإقليمي بل والعالمي إذ تتربع على قرابة نصف احتياطي العالم من النفط. وتابع د. العواجي: خلال الحرب العالمية الأولى عقدت الدول الاستعمارية (فرنسا، بريطانيا،روسيا) اتفاقية سايكس بيكو كما قامت في سوريا ولبنان حركات وطنية ضد الانتداب الفرنسي، كما إن دول الخليج عدا السعودية بقيت تحت النفوذ البريطاني ولم تنل استقلالها إلا في مرحلة متأخرة نسبياً عن تاريخ قيام دولة الكيان الصهيوني (الكويت 1961 ،عمان 1962 ، البحرين 1971 ،قطر العام 1972 الإمارات 1971) ما يعني أن ولادة الكيان الصهيوني كانت في ظروف استثنائية لصالحه تماماً. وبين د. العواجي أن المواقف الرسمية لدول الخليج من الصراع العربي الصهيوني مرت بثلاث مراحل، مرحلة ما قبل تأسيس مجلس التعاون، ومرحلة ما بعد تأسيسه، ومرحلة ما بعد أحداث سبتمبر2001. فمرحلة ما قبل تأسيس مجلس التعاون لم يكن لدول الخليج قبل استقلالها دور سياسي على مستوى الصراع العربي الصهيوني، وكان أول موقف رسمي لاقى قبولاً شعبياً واستياء دولي هو ذلك الموقف الذي تبنته السعودية في حرب 1973، حين استخدمت سلاح إيقاف تصدير النفط دعماً للحرب ضد الكيان الصهيوني. أما مرحلة ما بعد قيام المجلس كاتحاد خليجي يفترض أن يكون لبنة إضافية في تماسك الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنه بقي في طور التأسيس، ومع هذا وقعت انتكاسة في الموقف الخليجي الرسمي ضد القضية الفلسطينية بعد غزو العراق للكويت، مما دفع الولايات المتحدة في هذه الأجواء الطارئة لاستخدام ورقة الغزو للضغط على دو الخليج لمزيد من التنازلات المعلنة لصالح العدو الصهيوني.
وأكد د.العواجي أن مواقف الشعوب الخليجية من الصراع العربي الصهيوني شأنها شأن بقية الشعوب العربية والإسلامية مغيبة تماماً عما يدور وراء الكواليس فيما يخص الموقف من الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أنه مع اتفاقية السلام مع مصر برز المواقف الشعبي الرافض للوجود الصهيوني، حيث كان هناك حراك شعبي في كل دولة خليجية لمقاومة التطبيع، ودعم المقاومة والزيارات الميدانية والتبرعات والمشاركة في محاولات اختراق الحصار.
970x90
970x90