دبي - (العربية نت): يشعر كبار المسؤولين في أعلى هرم النظام الإيراني أن بلادهم ليست في وضع مريح لمواجهة التحديات الخارجية خصوصاً ما يتعلق منها باستحقاقات الملفين السوري والنووي الإيراني، على الرغم من التماسك الذي تحاول طهران إظهاره في تصريحات مسؤوليها، بسبب سياسات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وفقاً لقناة “العربية”. وكشف تقرير خاص من العاصمة الإيرانية أن القادة الإيرانيين الذين يسميهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بالـ«خواص”، أعربوا سراً عن مخاوفهم، معتبرين أن إيران تواجه حالياً الأزمة الأكثر خطورة منذ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية عام 1980. ويذكر التقرير، أن سبب هذه المخاوف هو مزيج من سوء الإدارة الاقتصادية من قبل الرئيس محمود أحمدي نجاد والعقوبات الشديدة التي فرضت على إيران بعد فشلها في إقناع العالم بأن برنامجها النووي ليس له أبعاد عسكرية. وأضاف التقرير أن ذلك سيؤدي إلى اندلاع اضطرابات اجتماعية على نطاق واسع في البلاد. وتواجه إيران مشكلات كبيرة في تأمين الواردات من المواد الزراعية والأغذية، وذلك نتيجة العقوبات المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا على اقتصادها، بما في ذلك حظر استيراد النفط الإيراني وحظر التعاملات المالية والبنكية مع طهران. ويشير التقرير الإيراني، المحدود التداول، إلى أن الحكومة الإيرانية تكافح حالياً لتلبية احتياجاتها في استيراد أكثر من 10 ملايين طن من القمح شهرياً، وأنها قد اضطرت لجلب مخزونات من الحبوب لا تتمتع بجودة عالية ووصفت بالمتدنية. كما تشعر قيادات إيرانية بارزة بالقلق من عجز محتمل للحكومة في سداد رواتب موظفيها، محذرين من أن هذا الأمر بالذات سيكون نقطة تحول لبدء مظاهرات واندلاع اضطرابات في جميع أنحاء البلاد. ويأمل بعض كبار المسؤولين أن يؤدي انتخاب رئيس جديد في العام المقبل إلى تحسين الوضع، إلا أن هذا الأمر يبدو مستبعداً طالما استمرت العقوبات في ظل رفض إيران الامتثال لالتزاماتها في الملف النووي ووقف أنشطة التخصيب المثيرة للمخاوف الغربية. يذكر أن الأثر الأكبر للعقوبات على إيران ظهر بعد سريان قرار الاتحاد الأوروبي بوقف استيراد النفط الإيراني، وذلك اعتباراً من بداية يوليو الماضي.
من جانب آخر، قال مسؤول إيراني كبير إن أي هجوم عسكري على منشآت طهران النووية قد يؤدي إلى انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية في بيان لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة إنه في حالة شن هجوم فإن الحكومة ستتعرض إلى “ضغط هائل” لوضع أجهزة الطرد المركزي في أماكن “أكثر أمناً”.
وألقت تصريحات سلطانية الضوء على مخاوف خبراء نوويين غربيين عدة يخشون من أن الهجمات العسكرية على إيران بهدف منعها من تطوير أسلحة نووية قد تأتي بنتائج عكسية وقد تدفعها إلى نقل برنامجها النووي بأكمله إلى أماكن سرية.