أكد المجتمعون في مؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي” بمملكة البحرين في بيانهم الختامي الذي رفعوه أمس إلى أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي العربي أن خطوة الاتحاد الخليجي لم تعد ترفاً فكرياً يتحاور فيها المفكرون والمثقفون في الغرف المغلقة بل هي قضية تمس كيان ووجود دول وشعوب هذه المنطقة وبالتالي أصبح لزاماً علينا حكاماً ومحكومين اتخاذ هذه الخطوة التاريخية.
وأوضح البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمه تجمع الوحدة الوطنية أن المتحدثين خلصوا إلى أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز هذا الاتحاد، وأن هذا الاتحاد لا يجب أن يأخذ الصيغة الأمنية فحسب بل لابد أن يرافق ذلك عملية إصلاح سياسي حقيقي تحقق من خلاله شعوب المنطقة مطالبها في المشاركة الإيجابية والفاعلة في اتخاذ القرار لإظهار قوة الترابط الداخلي بين القيادة السياسية والمواطنين، مما يؤمن لدولنا القوة والاستمرارية في مواجهة كافة أشكال التهديدات الداخلية والإقليمية والدولية.
وأشاروا إلى أهمية التصدي للأخطار الإقليمية والدولية التي تهدد حاضر ومستقبل شعوب ودول مجلس التعاون واتخاذ الخطوات العملية والواقعية وصولاً لتحقيق الاتحاد سواء على المستوى السياسي أو الأمني والإعلامي ومنظومة مؤسسات المجتمع المدني، ووضع التشريعات والقوانين التي تعزز كيان دول مجلس التعاون كمنطقة وحدوية وليس باعتبارها كيانات منفصلة.
وجاء في البيان الختامي “باسم مؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي” الذي انعقد في مملكة البحرين في الفترة من 30 نوفمبر إلى الأول من ديسمبر 2012 وبدعوة من تجمع الوحدة الوطنية وبمشاركة نخبة من مفكري ومثقفي دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية وجمهورية اليمن نرفع لمقامكم الكريم خطابنا هذا الذي يعبر عن آمال وتطلعات مواطني دول الخليج العربي”.
وأضاف “إننا في هذا الوقت الذي نقدر فيه الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية من خلال مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التقارب والتعاون بين دوله ومواطنيه على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية إلا أننا نعتقد أن ما تم إنجازه حتى الآن لا يرقى إلى مستوى تطلعات شعبنا في دول المنطقة ولا يحقق ما ورد في المادة الرابعة من أهداف إنشاء المجلس وهو “تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها”.
وشدد البيان على أن التطورات الإقليمية والدولية خلال العامين الماضيين قد فرضت معطيات جديدة جعلت الصيغة الحالية للمجلس غير مناسبة لمواجهة الأخطار والتهديدات الكبرى التي تتعرض لها دول مجلس التعاون، وإن ما تعرضت له مملكة البحرين من أخطار خلال الفترة المنصرمة لابد أن تعطينا درساً بضرورة مراجعة صيغة هذا التعاون. وإن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بحسه الوطني والقومي للانتقال إلى صيغة الاتحاد تشكل دعوة صادقة وقراءة دقيقة لمستقبل المنطقة حماية لها من الأخطار الأمنية والسياسية التي تتعرض لها. وقال البيان الختامي إن المؤتمر تدارس على مدى اليومين الماضيين مجموعة من المحاور الأساسية في اتجاه إقامة الاتحاد الخليجي، وأنه ينظر بقلق بالغ إلى الخطر الديمغرافي الذي يهدد حاضر ومستقبل شعوب دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى الهوية، وبالتالي ضرورة وضع الخطط والبرامج في سبيل تحقيق التوازن الطبيعي للهوية والمواطنة. وأكد أنه لا بد أن يحقق الاتحاد تنسيقاً وتكاملاً سياسياً وتنموياً واقتصادياً وصناعياً وتجارياً وتعليمياً وصحياً وقانونياً وأمنياً وعسكرياً وعلمياً وحضارياً فيما بينها وفي علاقاتها بدول العالم، مشيراً إلى أنه من الأهمية بمكان العمل على انضمام جمهورية اليمن إلى هذا الاتحاد ليعطيه مزيداً من القوة والمنعة مما يحقق أمن وأمان سياسي وديمغرافي وعروبي لجميع دول شبه الجزيرة العربية.
وأضاف أن “شعوبنا تؤكد على سرعة إنجاز هذا الاتحاد بين كل دولتين أو أكثر على استعداد لإنجازه على أي مستوى من المستويات السياسية والدفاعية والاقتصادية والخارجية، وأنه في الوقت الذي ينعقد هذا المؤتمر بمملكة البحرين، فإن من حسن الطالع أن ينعقد مؤتمركم الثالث والثلاثون على أرض مملكة البحرين ليعطي هذا المطلب الشعبي قوة دفع تنطلق من قيادات هذه المنطقة.