قال د. علي الكواري إن انتقال مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد هو بمثابة طوق النجاة لمجتمعاتها التي ينذر بعضها بالنكوص، ويهددها الضياع الاقتصادي بعد نفاد الثروة النفطية واستشراء التفكك الاجتماعي، بسبب ضعف الاندماج الوطني وغياب العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
وأضاف -في ورقته “الديمقراطية سبيل اتحاد مجلس التعاون.. الأمن والتنمية غايتها” خلال مؤتمر “الاتحاد الخليجي مطلب شعبي” أمس الأول- أن الاتحاد الذي تطالب به شعوب المنطقة هو اتحاد يمكنها من المشاركة السياسية الفعالة ويحقق الأمن والتنمية، ولذلك فإن الانتقال إلى نظم حكم ديمقراطية في كل دولة من دول المنطقة هو سبيل قيام اتحاد فدرالي ديمقراطي بين دولها، كما إن توفير شروط الأمن القومي للمنطقة واستكمال متطلبات التنمية الحميدة هما غايتا الاتحاد الذي تطالب به الشعوب.
وطالب الكواري بتكوين جماعة تضم المنتديات والجمعيات والشخصيات الشعبية المعنية بالإصلاح الجذري، يناط بها وضع رؤية مشتركة لانتقال دول المنطقة من مرحلة التعاون إلى مرحلة إقامة اتحاد ديمقراطي يوفر شروط الأمن ومتطلبات التنمية، ومن ثم طرح مطالبنا الشعبية المشتركة من خلال شخصيات شعبية حكيمة على حكومات المنطقة وحكامها مباشرة. وبذلك ننتقل بالعمل الشعبي من مجرد دعوة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد بين دول المنطقة، إلى المطالبة الشعبية السلمية الفعالة بقيام اتحاد ديمقراطي يوفر شروط الأمن ويهيئ متطلبات التنمية المستدامة. وأضاف الكواري: أن انتقال دول المنطقة من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لا يمكن منطقياً أن يتحقق ألا بتوافق الحكومات وشعوبها على قيام اتحاد ديمقراطي بين دول مجلس التعاون. اتحاد يؤمن فيه كل مسؤول كما يؤمن فيه أفراد وجماعات كل شعب من شعوب المنطقة على أن الاتحاد لن يضعه تحت هيمنة حاكم فرد مطلق أو رؤية مجتمع من مجتمعات المنطقة المتنوعة حضرياً ومناطقياً وقبلياً ومذهبياً وطائفياً، وإنما يشارك جميع المواطنين في تحديد الخيارات واتخاذ القرارات العامة. وأشار إلى أن من شروط تحقيق الأمن القومي في المنطقة هو الاعتماد الذاتي عسكرياً وأمنياً على قدرتها المشتركة -في إطار التكامل العربي- والتخلص تدريجياً من القواعد العسكرية والاتفاقيات الأمنية وتبعاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية المجحفة. وهذا أمر ممكن إذا أخذنا عدد سكان الاتحاد المنشود وحجمه الاقتصادي وطموحات أهل المنطقة في الاعتماد على الذات... هذا من ناحية.