دمشق - (أ ف ب): شن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية السورية أمس غارات على ريف العاصمة ومحيط طريق مطارها الدولي في محاولة لاستعادة مواقع سيطر عليها المعارضون، تزامناً مع عودة خدمات الاتصالات والإنترنت بعد انقطاعها لليوم الثالث توالياً، بينما أعادت المعارضة سيطرتها على حقل نفط بدير الزور. وكان الناشطون ابدوا خشيتهم من أن يكون انقطاع الخدمات، تمهيداً لـ “مجزرة” يحضر لها نظام الرئيس بشار الأسد الذي اتهمته الولايات المتحدة بقطع الاتصالات عمداً، ودعته فرنسا إلى “إعادتها بلا تأخير”، بينما حذرت منظمة العفو الدولية من أن القطع نيته “إخفاء حقيقة ما يجري في البلاد”. لكن السلطات السورية كانت تشدد على أن الانقطاع سببه “أعمال صيانة”، وهو ما أشارت إليه وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا، بحديثها عن “عودة جميع أنواع الاتصالات والإنترنت إلى دمشق بعد إنهاء ورش الإصلاح عملها”. وتزامن قطع الإنترنت مع شن القوات النظامية حملة واسعة على المناطق المحيطة بطريق مطار دمشق، والتي تعرضت لقصف من الطيران الحربي والمروحي، لاسيما محيط بلدات ببيلا ويلدا وعقربا وبيت سحم، بحسب المرصد. كذلك شمل القصف بالطيران منطقة البساتين بين حي كفرسوسة غرب دمشق ومدينة داريا في ريف العاصمة حيث تدور أيضاً اشتباكات. وطاول القصف المدفعي بلدات في الغوطة الشرقية التي تعبرها طريق المطار، لاسيما دوما حيث قتل 6 أشخاص، بحسب المرصد. ورغم إغلاق الطريق لبعض الوقت وقول ناشطين إن اشتباكات دارت في محيط المطار الجمعة، تؤكد السلطات السورية أن المطار يعمل “في شكل طبيعي”. ونقلت سانا عن مديرة المؤسسة العربية السورية للطيران غيداء عبد اللطيف قولها إن “الطائرات السورية وغير السورية أقلعت من مطار دمشق الدولي وهبطت فيه اليوم، وهو مازال في كامل جهوزيته للعمل”، وأن “الطريق إليه آمن”. أضافت “إن بعض الطائرات التي كانت قادمة من موسكو والجزائر هبطت في مطار دمشق الدولي كما إن طائرات بعض الشركات العربية أقلعت من المطار مثل الشركات المصرية والعراقية والجزائرية والإيرانية”. وكان مصدر أمني سوري قال إن القوات النظامية أعادت الأمن إلى الجانب الغربي من الطريق وجزء صغير من الجانب الشرقي، لكن السيطرة على كل الجانب الشرقي “ستستغرق بضعة أيام” لوجود “آلاف الإرهابيين”.وشرق البلاد حيث يسيطر المقاتلون على مناطق واسعة، قال المرصد إن القوات النظامية التي انسحبت من حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، عادت وتموضعت فيه معززة بالدبابات والعربات المدرعة. ولا تزال القوات النظامية تسيطر على حقول نفط التيم والمزرعة والخراطة والمهاش والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور. وتراجع إنتاج النفط في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد منتصف مارس 2011. ويرى الخبراء أن استيلاء المقاتلين على الحقول لن يؤثر كثيراً على ميزان القوى لأن عدداً كبيراً من هذه الحقول كانت تستثمره شركات أجنبية غادرت البلاد. تزامناً، استمرت أعمال العنف في مناطق مختلفة. وقال المرصد إن الطيران الحربي أغار على معرة النعمان في محافظة إدلب بينما تدور اشتباكات عنيفة في جنوب هذه المدينة التي سيطر عليها المقاتلون الشهر الماضي، وتحاول القوات النظامية استعادتها. في حلب التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، قتل 4 مقاتلين معارضين وسبعة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات بالقرب من مدرسة المشاة في المدينة، والتي يحاول المقاتلون اقتحامها منذ أيام، بحسب المرصد. وأدت أعمال العنف إلى مقتل 73 شخصاً، بحسب المرصد. وأحصى المرصد سقوط أكثر من 41 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ 20 شهراً. وفي تركيا، شجع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نظراءه العرب على التعاون من أجل وضع حد “لمذبحة الشعب السوري” متحدثاً عن “اختبار ضمير ليس للمسلمين والعرب فقط وإنما للمجتمع الدولي كله”، وذلك في ندوة عربية تركية في إسطنبول بحضور ممثلي 21 دولة عربية بينهم 12 وزير خارجية.
970x90
970x90